رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى؟!

الابن العاق قتل والدة بالقاضية

بوابة الوفد الإلكترونية

مستمرون فى صفحة «وراء الجريمة»، فى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض اعترافات واقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان واسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة اينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، الفاعل والضحية، نضع أقوال الطرفين امام القارئ والحكم له فى النهاية. 

واقعة هذا الأسبوع تحمل احدى علامات اقتراب الساعة، وهى عقوق الوالدين، والتعدى عليهم المستمر، ولكن التعدى هنا تحول إلى جريمه، حيث انهى مدمن مخدرات حياة والده المسن من اجل الميراث، فالجانى هنا «الابن»، والمجنى عليه «الأب»، تواصلت «الوفد» مع أطراف القضية بمنطقة عين شمس بالقاهرة، حرصاً على الوصول لحقيقة الامر، ونستعرض الاقوال فى السطور التالية فإلى التفاصيل:

صرخة مكتومة تخرج من سيدة مسنة بميدان ألف مسكن بعين شمس، لتعلن عن جريمة آخر الزمان، صدمة تملكتها عندما رأت زوجها يسقط أمام عينيها، وسالت دماؤه على الأرض، وامتلأت عين الضحية بحبات دموع وعتاب، محاولا ان يستجمع قواه ليلقى النظرة الأخيرة فى وجه قاتله، ثم يريح رأسه ارضا ويستسلم للموت، ويفتح «الابن القاتل» باب الشقة ويخرج بهدوء، ويلتفت خلفه مرة ليتأكد أن السيدة المسنة لن تلاحقه، وفر هاربا تاركا والده يصارع الموت.

زوجة القتيل: ابنى جاحد

مشهد الأب وهو يصارع الموت بعد اعتداء نجله عليه، لا يغيب عن اذهان الزوجة المسنة ونجلته، تقول الزوجة المسنة خلال حديثها لـ«الوفد»: قبل أيام من هذا المشهد كان الحاج كمال عبدالقادر، 75 سنة يجلس مع أصدقائه على أحد المقاهى، يحدثهم عن ثروته التى جمعها من عمله كمشرف فى مجال المقاولات، وحصيلة إيجار المحلات التى يملكها، كل هذا فى سبيل إسعاد أسرته المكونة من زوجته وابنه الجانى «أحمد» 35 سنة، و«فاطمة» 30 سنة، ثم يخفض رأسه المُثقل بالهموم، ويقول «مش لاقى حل فى ابنى».

وتكمل الزوجة المكلومة: «زوجى سخر حياته فى سبيل اسعادنا وابنائه «فاطمة وأحمد»، لكن عقوق «أحمد»، وسوء أخلاقه، وتعاطيه المخدرات، أرهقه وكان يعيش معاناة فى رحلة علاجه من الإدمان، أودعناه مصحة لكن لم يجد نفعا وكأن الشيطان يسيطر عليه، كان يقابل حنان والده بجحود شديد.

شقيقة الجانى: أخوى خرب البيت

التقطت طرف الحديث فاطمة كمال، ابنة المجنى عليه وشقيقة القاتل، وبعينين منكسرتين وصوت خافت أنهكه البكاء، لملمت شتات نفسها محاولة ان تداوى جرحا عميقا أحدثه شقيقها فى الأسرة بقتل والده، وأخرجت منديلا وضعته على وجهها لتلتقط  دموعا ذرفتها عيناها الباكيتان، وقالت «كنا أسرة ميسورة الحال، والدى راجل بيعرف يجيب الجنيه، وفى الفترة الأخيرة أخبرنى أنه يخطط لشراء فيلا، ليسعد معنا فى ما تبقى من عمره».

وتكمل شقيقى كان دائم الاعتداء على والدى من سب ولعن أمام الناس، حتى أنه نشبت مشاجرة بينهما فى الشارع، وضرب والده أمام الناس، واصبح الأهالى بمنطقة ألف مسكن بعين شمس لا حديث لهم وهمسات السيدات فى شرفات المنازل غير «أحمد بيضرب أبوه».

وأضافت ابنة الـ 30 عاماً والدى أنفق على شقيقى أحمد، 170 ألفا كفالات لجرائم سرقات ارتكبها، وأعطاه 60 ألف جنيه مساعدات، ويساعده فى زواجه، ومحاولات مستميتة من أبى فى علاجه من الإدمان، واقتلاع الابن من براثن المخدرات لكن كل هذا لم يجد نفعا ولم يرق قلبه لحظة تجاه والده.

نجلة الضحية

وتابعت: فى اليوم الموعود، دخل أحمد «المتهم» شقة والده، وسرق ماتور الغسالة، حتى يتسنى له شراء جرعة المخدرات «بودر»، فعندما يتأخر عن حقن نفسه بالسم الأبيض، يصبح كالثور الهائج، وتابعت رأته والدتى السيدة المسنة، وهو يسرق ماتور الغسالة، حاولت منعه فاعتدى عليها، ومن داخل إحدى غرف الشقة استيقظ الحاج كمال، على صوت ابنه وزوجته، تدخل الأب لفض المشاجرة، ويحاول تهدئة الأمور، بعدما حاول فلذة كبدها ضربها، وافتعل أحمد الشجار مع والده واعتدى عليه بلكمات فى جسده المتهالك، فأحدث إصابته بكسر 4  أضلاع فى القفص الصدرى، وتركه ينزف الدموع والدم ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وهرب أحمد وترك والدى يموت، بعدما قتل والده وتركه جثة هامدة وفر هاربا، وتم القاء القبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة.

الابن القاتل: رفض يدينى الميراث

الابن القاتل

فى محاولة منه لتزييف الحقيقة، وتبرير فعلته النكراء، قال المتهم «أحمد كمال» امام جهات التحقيق : «أبى رفض يدينى جزء من الميراث علشان اتزوج ومكنش قصدى اقتله»، بهذه الكلمات اعترف الجانى، وأكد ان الخلافات نشبت بينه وبين والده الضحية، منذ فترة كبيرة، بسبب انه لا يعمل ودائم المطالبة بمبالغ مالية.

وأضاف فى اعترافاته، ان رفاق السوء هم دفعوه لتناول انواع مختلفة من المخدرات كانت هى التى تسيطر عليه، وتدفعه للتعامل مع والده بشكل غير لائق، وعندما كان والده ينهره لتناوله المخدرات، كان هذا يثير حفيظته ويدفعه لسرقة اى شىء يقابله، حتى انه سرق اقرب الناس اليه، والاصدقاء المقربين له، وتورط فى قضايا سرقات كثيرة.

وفى يوم الواقعة، قال الجانى: «صعدت الى المنزل وانا اعلم ان ابى نائم، ودخلت الى المطبخ وحصلت على ماتور الغسالة، بقصد بيعه وشراء المخدرات، ولكن والدتى لاحظت محاولة خروجى بماتور الغسالة، فصرخت فاضطررت الى دفعها بعيدا، فى هذا التوقيت استيقظ والدى من النوم، واثناء محاولتى الابتعاد عن والدتى، دفعته فى صدره لكنه تشبث بذراعى، فلكمته عدة لكمات ليتركنى، فسقط ارضا وانقطع نفسه، فهربت، واختبأت فى احد العقارات المجاورة لنا، حتى ألقت قوات الأمن القبض علىّ».

وكان اللواء أشرف الجندى مدير أمن القاهرة، تلقى إخطارا من اللواء عمرو إبراهيم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بوصول مسن لمستشفى عين شمس بإصابات خارجية، وفور الوصول لفظ انفاسه الاخيرة، وبتقنين الاجراءات والتحريات تبين ان وراء الواقعة، نجل المجنى عليه، وألقى القبض عليه.