رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى؟!

جثة فى حظيرة مواشى .. (فيديو)

الاهالي مع محرر الوفد
الاهالي مع محرر الوفد

بدأنا على مدار الأسابيع  الماضية فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض لاعترافات واقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان واسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة للتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة اينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين امام القارئ والحكم له فى النهاية.

جريمة هذا الأسبوع قضية شهدتها أحد احياء منطقة الوراق بالجيزة، جريمة مقتل شاب على يد 3آخرين والسبب «موبايل»، انتقل محرر «الوفد» لمحل الواقعة والتقى اسرة المجنى عليه، وشهود العيان، وتابع اعترافات الجناة، عقب هروبهم والقاء القبض عليهم، وفى السطور القادمة قراءة فى التفاصيل..

تورمت أعينهم من فرط البكاء، ألسنتهم تردد لطفك يا الله..أطفال يرقدون جوار ذويهم بعد وصلة حزن ألمت بهم، هنا كان المشهد المؤلم ،حيث خيمت الآلام والحسرة على أهالى شارع البصراوى بمنطقة إمبابة محافظة الجيزة، حزنا على فراق الشاب « إسلام «، والذى عثر عليه مقتولا بعد اختطافه وتعذيبه ،على يد 3عاطلين والتخلص من جثته بإلقائها داخل داخل حظيرة لتربية الماشية.

حسن إسماعيل، أو كما أطلق عليه أهالى المنطقة «إسلام»، شاب يبلغ من العمر 27 سنة، يعمل سائق، وأحيانا ميكانيكى، يسعى ويجتهد بحثا عن رزقه الحلال حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته فهو العائل لهم، بعدما توفى والده وترك فى رقبته أمه المريضة وأخته الصغيرة، كان يقول لأصدقائه «أنا ضهرى انكسر بموت والدى»، لكن الحياة متسارعة، ليست هناك رفاهية  الانهيار أمام شاب فقير، بعدما أصبح مسؤولا عن سيدتين فى المنزل.

الفرحة أبت أن تغمر قلب هذا الشاب المسكين، فبعد  9 أشهر من وفاة والده، ماتت والدته التى كانت تهون عليه أوجاع الحياة، تحول مسكن الشاب المكلوم «إسلام « الذى يقطنه فى شارع مصطفى الغيطانى بإمبابة، إلى مكان موحش، فلم يعد يطيق العيش فى مكان شهد اللحظات الأخيرة، لوفاة والديه.

«أنا مليش حظ فى الدنيا»، كلمات رددها «إسلام» الضحية، كثيرا أمام أقاربه وأصدقائه، مختتمًا حديثه «حاسس إن أجلى اقترب»، اليأس والإحباط وفقدان الأمل تملك من روح ابن إمبابة، بعدما فقد الداعمين الأساسيين فى حياته، الأب والأم.

قرر «إسلام» العيش مع خالته الحجة اعتدال 58 سنة، ومربية له منذ الصغر، يحتاج منها لحضن يؤويه وينقذه من غربته، اشتهر الضحية بحب الناس، موهبة اكتسبها صاحب القلب الطيب، فسيرته الحسنة متداولة على ألسنة الجميع.

يوم الجمعة الساعة الثامنة صباحا، شاب يصرخ ويهرول فى الشارع، «إلحقوا إسلام اتقتل»، وقع الخبر كالصاعقة على الأسرة، وهرولوا إلى مسرح الجريمة ليجدوا ابنهم، مكبل اليدين والقدمين، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصلة تعذيب أودت بحياته إلى الأبد.

انتقل «الوفد» إلى المنزل الصحية،  والتقت بالأسرة، المكلومة للوقوف على ملابسات واقعة هزت الوراق وإمبابة. قالت دعاء 37 سنة ابنة خالة المجنى عليه: أعتبر إسلام أخى الصغير، وخبر وفاته لم تستسيغه أذناى، وأنكرت وفاته، حتى رأيته جثة هامدة.

وبصوت متقطع أنهكه البكاء، أضافت دعاء، وجدنا «إسلام» جثة هامدة داخل اسطبل لتربية الماشية والكلاب، وقد كُبلت يديه وقدميه بأسلاك الكهرباء.

صلاح مخيمر خطف روح أخى، بهذه الكلمات بدأت شهد إسماعيل، 18 سنة، وشقيقة المجنى عليه، المتهم تعدى على أخى وأذاقه من العذاب ألوانا، حتى فارق الحياة.

واستكملت من فقدت والدها وأمها وشقيقها خلال عام واحد: إسلام كان أبى وأمى بعد وفاتهما، كنت أخته وابنته، وتحمل تكاليف خطبتى، ومنذ أيام كان يحدثنا عن نيته للزواج، «وأخيرا هيكمل نص دينه»، لم نكن نعرف أنّ ساعدتنا لحظية، وأمنيتى أن أرى أخى ببدلة الفرح سيتوقف عند الحلم، ويكون الكفن الأبيض هو المشهد الأخير لعريس إمبابة.

وفى ركن بعيد كانت تجلس الحجة اعتدال، وتردد يا رب هون، قائلة، بت أرى إسلام فى وجه المارة، تعلق بى وأنا ارتبطت به، اعتبره ابنى، ودعوته للعيش معى بعد وفاة والدته حتى يخرج من موجة الاكتئاب التى ألمت به.

وأشارت خالة المجنى عليه، خبأ عليا أبنائى وفاة إسلام فى البداية، لكن هيهات، رأيت فى عيونهم خبر رحيل فلذة كبدى.

وطالبت السيدة المسنة بالقصاص، قائلة نار فى قلوبنا يا ولدى لن يطفئها إلا بإعدام المتهم، وقال شهود عيان إن 3 عاطلين قاموا بقتل إسلام والتخلص من جثته داخل حظيرة لتربية المواشى كائنة بالمنطقة، مشيرين حسبما نما إلى علمهم أن الجناة تخلصوا من الضحية بسب خلاف على موبايل.

تلقى قسم شرطة الوراق، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة باستقبال أحد المستشفيات جثة شاب إثر تعذيبه واختطافه بعد اتهامه بسرقة هاتف محمول بعزبة المفتى بالوراق، انتقل رجال المباحث الجنائية إلى محل البلاغ، وتبين مقتل «إسلام.إ» إثر تقييده وتعذيبه واختطافه على يد 3 أشخاص بسبب اتهامه بسرقة هاتف محمول.

بتقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية، من ضبط المتهمين، وإحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق والتى قررت حبسهم.

 

عقب تقنين الإجراءات نجحت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة الوراق في ضبط المتم، بمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، وأرشد عن المستخدم فى الاعتداء على المجنى عليه، بسبب خلافات بينهما، ودلت التحريات الأولية على أن المتهم الرئيسى يدعى «صلاح.م»، عقد العزم على الانتقام من المجنى عليه «السلام» واستعان باثنين آخرين من أصدقائه، وعقدوا النية على اختطافه، ويوم الواقعة ظلوا يرقبون ويتتبعون خطواته، ولحظة خروج الضحية من الورشة محل عمله، وأثناء سيره وعيونهم تترقبه كالشياطين، حتى وصل إلى منطقة خالية من السكان، وقاموا بالانقضاض عليه وشل حركته، واختطافه إلى «الاسطبل»، وقيده أحدهم وعذبه وسكب ماء مغليا على جسده بسبب ادعاء أنه سرق الهاتف المحمول من شقيقه، وتعدوا على المجنى عليه بالضرب المبرح والتعذيب، وظل «إسلام» يتوسل للجناة بأن يعتقوه «سيبونى أعيش حرام عليكم هموت»، ولكن لم تشفع كلماته لدى قلوبهم التى تحجرت، حتى لفظ المجنى عليه أنفاسه الأخيرة ولسان حاله يتمتم «ربنا ينتقم منكم»، قتل إسلام تاركا وراءه جحيما من المأساة والحسرة لدى قلوب أسرته ومحبيه ينتظرون القصاص العاجل والعادل ليشفى غليله ويطفئ لهيبا من النيران المشتعلة فى وجدانهم على فراق فلذة كبدهم.