رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

فجأة استيقظ العالم، «هزار» غضب الطبيعة الذى حول المدن إلى حطام، ليكتشف أن جزءا منه مازال يعيش بعيدا عن عجلة التاريخ، المكان مختلف والدمار واحد، أبت الطبيعة إلا أن تمسح المكياج الذى يستر جزءا كبيرا من عوراتنا وعيوبنا وتوقظ الضمائر التى ربما ثملت كثيرا حتى أصبحت غارقه فى سبات عميق.. غضب الطبيعة يعصف بالنصف الثانى من العام على منطقة الشرق الأوسط، لم تفق البلاد من صدمة زلزال المغرب، حتى أتى إعصار «دانيال» يجتاح ليبيا. جثث فى الشوارع، آلاف المفقودين، أبنية مهدمة، بنية تحتية مدمرة، هزة أرضية، ‏لم تتجاوز بضع الثوانى فقط أسقطت قرى كاملة بأهلها فى المغرب، إعصار قوى ضرب ليبيا حتى تناثر كل شيء، زلزال دمر « هواوي» والجميع ينهار فى وقت واحد، انتفض العالم هلعا ورعباً وذعراً حتى توقفت عقارب الساعة عند هذه الأحداث الربانية، حتى أصيب الناس بالجنون، زاغت فيه الأنظار، قالوا عنها الخبراء إنها الأعنف من نوعها فى تاريخ هذه البلاد، وأكثرها فتكاً وتدميراً وضرراً. فعندما تغضب الطبيعة لا يستطيع أن تقف أمامها كل الطاقات والابتكارات البشرية بل تسقط التكنولوجيا عند أول هزة، عندما تغضب الطبيعة فى لحظة نتناول أبرز الكوارث الطبيعية والظواهر الكونية التى تلتهم كل مظاهر وجهود التقدم الذى تتباهى بها أعتى الأساطير والامبراطوريات، فكيف بيوم يقول الله عنه ‏«إذا رجت الأرض رجّا»؟! 

إنما هى هزّة ربانية تهتزّ لها قلوب النّاس ليعلمُوا أن الله قوى وأنهم ضعفاء، وأن الأرض ما هى إلا جند من جنود الله ونحن نعصيه على أرضه وجنده حتى يعودوا إليه.

ماذا ننتظر؟ فقد رأينا الرويبضة، رأينا خللا فى ميزان العقل والمنطق، رأينا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فى المجاهرة بالمعصية. رأينا حوادث قتل دموية فى الأسرة الواحدة، رأينا وسمعنا شذوذ الطبيعة وشذوذ الجسد ورأينا جحود الأبناء، ورأينا جند العراق وجند الشام وجند اليمن، ورأينا التطاول فى البنيان ورأينا الأرض الخربة تخرج كنوزها، ورأينا حصار العراق والشام ورأينا أبنية مكة تعلو الأخشبين، ورأينا الأمين يخون والخائن يؤتمن، والصادق يُكذَّب والكاذب يُصدَّق ورأينا الأمانة أصبحت مغنماً، ورأينا استحلال الحرام والحرير والخمر. رأينا الرجل الأنثى وأيضا أشباه الرجال فى الطبع والمنظر والميوعة حتى رأينا العجب ولم نعد نفرق إن كان رجلا أو أنثى إلا بالتحاليل.. والأنثى التى استرجلت وأصبحت تقوم بكل الأدوار والمسئوليات حتى اختفى دور الرعية وأصبح فى الوبا.. ورأينا ورأينا...

هزّة أرضية وأعاصير أرعبت قلوب الناس، فـكيف لو استيقظنا والشمس تشرق من مغربها وباب التوبة قد أغلق ما حالنا عندها؟ اللهم اهدنا وتب علينا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.. هكذا هى الحياة تحمل فى طياتها الكثير من الأقدار حلم يتحقق وحلم يتعثر ولقاء بلا موعد وفراق بلا سبب، لا البدايات التى نتوقعها ولا النهايات التى نريدها، ولكن تستمر الحياة، واللهم ارزقنا حسن الخاتمة.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية 

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]