عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم الخميس 15 سبتمبر 2023 ذكرى مرور 100 سنة على وفاة عبقرى الموسيقى السيد درويش البحر الذى توفى عن 31 سنة يوم 15 سبتمبر 1923. وقبل ثلاثة أيام حلت ذكرى رحيل الموسيقار الرائع بليغ حمدى الذى توفى 12 سبتمبر 1993 عن 61 عامًا. 

هناك ارتباط كبير بين درويش البحر وبليغ حمدى، حيث بدأ كلاهما التلحين فى سن مبكرة.. السيد درويش البحر ولد فى أسرة فقيرة، أما بليغ حمدى فولد فى لأب عمل أستاذا للفيزياء بجامعة «فؤاد الأول»، وشقيقه السفير والدبلوماسى المعروف دكتور مرسى سعد الدين أول مستشار ثقافى فى لندن، والمتحدث باسم الرئيس السادات، وأول رئيس لهيئة الاستعلامات. غنى سيد درويش ألحانه، وكذلك بليغ بدأ مطربًا وسجل للإذاعة المصرية أربع أغنيات، ثم بعد ذلك انخرط فى التلحين. 

يجمع بين درويش البحر وبليغ حمدى المصرية الشديدة فى الموسيقى، والتعمق إلى حد الغرق فى هوية مصر ونغمات تاريخها. سيد درويش وبليغ حمدى، كلاهما عاش حياته  كلحظة فن ساحرة بغض النظر عن سنوات العمر طالت أو قصرت. درويش البحر وبليغ البليغ، أشبه باثنين من المتصوفة احتضنت شخصية كل منهما كل العقل وكل الجنون، وكل الفن وكل الفوضى، كل منهما «غابة» ساحرة بمكنوناتها ومتوحشة فى ظاهرها.. كل منهما لم يعبأ بالحياة من حوله، ولا بالسائد والنمطى من الأفكار، وعانق لحظة جنونه وهوسه بالموسيقى، وبمصر التى سكنت أحشاء موهبته، ولونت هذه الموهبة بألوانها وسقتها من نيلها، وراقصتها إلى حد النشوة.. 

تراث سيد درويش وبليغ حمدى ثروة قومية هائلة، وليس مهما كم لحن وأبدع هذا وذاك، ولكن الأهم كم ستعيش أعمال درويش وبليغ سنوات طويلة أكبر منهما ومنا ومن أجيال قادمة. 

تخليد ذكرى سيد درويش وبليغ حمدى وغيرهما من كبار المبدعين، ليس حفلًا هنا وبرنامجًا هناك، ولكن الدولة التى تعرف قيمة الفن وخلوده لا يجب أن تتعامل مع مناسباتهما كواجب عزاء عابر.. أسماء صغيرة أطلقت على شوارع ومحاور وكبارى، بعضها لا تعرفه العامة. أعتقد أنه من المناسب جدًا تكريم أمثال سيد درويش وبليغ حمدى وآخرين بما يليق بتاريخهم وقيمتهم الفنية. ومن أشكال التكريم أيضًا، والحفاظ على الهوية المصرية أن تتناول موضوعات دراسية بمختلف المراحل مثل هذه الشخصيات، ولعلها تكون بداية لاستعادة الشخصية المصرية التى سرقت ونهبت لصالح قبائل شاردة فى فضاء زمن اللامعنى.