رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لو أن الموسيقار الكبير حلمى بكر، لم يفعل شيئا سوى مواجهة التفاهة من الغناء والتافهين من المغنين فى السنوات الأخيرة.. ومحاولاته الدؤوبة لتنقية الوسط الغنائى من شوائب الزمن الأغبر الذى نعيشه فى كل شيء.. فإن ذلك يكفيه للتقدير والاحترام والدعاء له بالشفاء! 

ولكن.. حلمى بكر قامة موسيقية كبيرة، ومن الملحنين القلائل المثقفين موسيقياً والذين يفهمون فى المزيكا وفى التوزيع الموسيقى وفى وظيفة كل آلة موسيقية.. وأعتقد أن حلمى بكر ساعد الكثير من الملحنين الكبار بصورة أو بأخرى فى الكثير من ألحانهم، فقد كان صديقهم الصدوق وكاد يكون منزله فى حى الزمالك بالقاهرة، ملتقى موسيقى ضم العشرات من كبار الملحنين والشعراء والمطربين مع أن هذا المنزل لا يزيد على شقة فى الدور الأرضى بإحدى العمارات، والتى لا تقارن بمساحة شقق كبار الملحنين والمطربين الذين يسكنون بجواره مثل محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، ومع ذلك شهد هذا المنزل الكثير من هؤلاء النجوم والأحداث والحواديت الفنية المهمة فى تاريخ الغناء العربي! 

ولدى الموسيقار حلمى بكر رصيد كبير من الألحان المعروفة وكان وراء بروز عدد من الأصوات بألحانه المتميزة التى أعطت للكثير منهم شهادة ميلاد حقيقية وليست مزورة.. ولعل المطربة الراحلة عليا التونسية نموذج، حيث قدمها حلمى بكر للعالم العربى بأغنيتها المصرية الشهيرة «يا حبايب مصر» كما قدما معاً الأغنية الرائعة «على اللى جرى».. ومن أبرز المطربات اللائى تعاون معهن حلم بكر المطربة نجاة التى وضع لها ألحان أغنية «مهما الأيام تعمل فينا» من كلمات عبدالوهاب محمد، كما تعاون معها أيضا فى أغنيتها الرقيقة الشهيرة «أنا ناسية وفاكرة». 

ورغم أن إبداعات حلمى بكر فى مجال تلحين الأغانى الفردية تكفى أن تجعل منه ملحناً عظيماً ولكن إنجازه الموسيقى فى المسرح حكاية أخرى، فهو يكاد يكون الملحن الوحيد الذى استطاع تقديم ألحان لنحو 48 مسرحية غنائية، من أشهرها: «سيدتى الجميلة، حواديت، موسيقى فى الحى الشرقى».. وكذلك الكثير من أغانى الأفلام، وأعتقد أنه لو كان حلمى بكر حاضراً فى زمن المسرح الغنائى والأوبريتات الغنائية لكان له شأن أكبر من ذلك بكثير! 

ولا شك.. حقق حلمى بكر كملحن الكثير من الأعمال الناجحة التى كان لها صدى كبير جعلته يستطيع أن يجد له مكاناً وسط الكبار، ولكنه قام بدور خفى آخر يكاد لا أحد يذكره أو يعرفه كثيراً وهو دوره فى نشأة واستمرار مهرجان الموسيقى العربية لمدة 31 عاماً وذلك فى لجانه التحضيرية والتحكيمية، وهو حريص عليه كأحد دروعه المنيعة وأسلحته الحامية فى معاركه الشهيرة ضد الغث والرديء من الغناء.. ولأنه دخل هذه الحروب من أجل كل مستمع مصرى وعربى وأصيب فيها بكثير من الجراح الذاتية وتحملها عن طيب خاطر لحماية تاريخنا الغنائى فإنه من حقه علينا أن نقوله له فى وعكته الصحية.. ألف سلامة عليك يا أستاذ حلمى بكر وتعود بألف خير وصحة وعافية لتواصل معاركك الفنية الضارية! 

[email protected]