رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

نواصل الحديث عن الموسيقار فريد الأطرش، وبعيدا عن فنه وموسيقاه وإبداعه وتفرده فى الغناء والألحان، هناك الكثير من الحكايات المثيرة فى حياته، منها الصداقة بينه وبين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى كان من أشد المعجبين بفنه.

ففى واقعة غريبة من زعيم تجاه فنان عبرت عن عمق العلاقة بينهما حدثت مطلع عام 1955 عندما أنهى فريد الأطرش فيلمه السادس عشر (عهد الهوى)، وكان من عادته أن يحضر العرض الأول إلا أن ذبحة صدرية داهمته وألزمته الفراش وأصبح مستحيلا أن يحضر افتتاح الفيلم الذى كان مزمعًا أن يقام بدار سينما ديانا يوم 7 فبراير 1955، وفاجأ فريد الجميع بكتابة خطاب مذهل ومدهش إلى «صديقه» جمال عبد الناصر جاء فيه: «سيادة الرئيس جمال عبد الناصر.. أنا أصبت بذبحة صدرية تمنعنى من الحضور لحفلة افتتاح فيلمى عهد الهوى، كما هى عادتى مع الليلة الأولى فى حضور العرض الأول، لذا أرجو منك يا سيادة الرئيس أن تتكرم بحضور هذا العرض، وأن تحيى جمهورى الذى يحبك، وهو جميل سيظل فى رقبتى طول العمر.

وعن هذه الواقعة يحكى أن شقيقه فؤاد الأطرش اعتبر هذا التصرف من فريد جرأة وجنونا وتوقع اعتقالهما وترحيلهما، إلا أن عبد الناصر فى لفتة إنسانية تدل على تقدير كبير للموسيقار حضر العرض وقال لفؤاد «خلوا بالكم من فريد فهو قيمة كبيرة، وليس شقيقك وحدك ولكنه شقيق كل مصرى».

وقالت الكاتبة الصحفية سناء البيسى، راوية لهذا الموقف: «عاش الجميع متخوفًا من رد فعل جرأة فريد على قائد الثورة.. وأتت ليلة العرض الأول فى السابع من فبراير 1955 واشتد الزحام المعتاد أمام سينما ديانا التى لم يكن فريد يرضى عنها بديلا لعرض أفلامه، وحضر جميع نجوم الفيلم وعلى رأسهم يوسف وهبى، مريم فخر الدين، عبد السلام النابلسى، وإيمانý. وفجأة حدث هرج ومرج ودبت حركة غير عادية فى شارع عماد الدين، ومن بعده الألفى وبدأت الموتوسيكـلات البخارية ترسل أزيزها المستمر ليتبعها رتل من السيارات الرسمية السوداء، وأمام السينما توقف الموكب، ومن باب السيارة الأولى هبط السيد رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر وبرفقته المشير عبد الحكيم عامر، جاء الاثنان بصفة شخصية بالملابس المدنية ــ أوائل الثورة ــ ليصافحا الجميع ويصعدا للجلوس فى مقصورة فريد حتى نهاية العرض.. تماما كما تمنى فريد، وتماما كما توقع فنان يثق فى نفسه وفنه ورئيسه، ليسارع من أرسله فريد إلى الهاتف ليزف البشرى للموسيقار: «لقد حضر الريس والناس غير مصدقة» فيسمع صوت فريد يعبر عن فرحة لا توصف وهو يقول: “أنا أسمع الهتافات الآن.. أشكرك يا رب، الله يحفظك يا ريس».

وفى إحدى حفلات عيد ثورة 23 يوليو المجيدة، حرص الزعيم جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر على الذهاب إلى نادى ضباط القوات المسلحة، للاستماع إلى فريد الأطرش ومعه سعاد محمد وفايدة كامل، وهو يشدو بأغنية «يا مرحبا يا جمال».

ولاقت الأغنية إعجاب الحضور وظلوا يصفقون كثيرا لفريد الأطرش.. تقول بعض كلماتها :»يا مرحبا بك يا جمال فى عيد ميلاد الثائرين.. ثورة كفاح ثورة جمال تعيش لآلاف السنين، يا للى هديت للشعب أول عيد ميلاد، الشعب عيلة كبيرة وحدها الجهاد، الحب جمع شملها والنصر فارد ظلها، نور حياتها كلها خلاها شعلة من النضال، يا مرحبا بك يا جمال».

وعند رحيل عبد الناصر فى سبتمبر 1970 كانت الصدمة قوية بشكل خاص لفريد الأطرش وظهر -رغم مرضه- فى العديد من الصور النادرة التى تعبر عن صداقته للزعيم ومدى حبه ووفائه له، وهو يقرأ له الفاتحة ويضع إكليلا من الزهور على قبره، كما ظهرت صور نادرة له وهو يقبل قبر الزعيم، تعبيرا عن حبه الشديد وفقدانه للصداقة القوية التى جمعتهما.

حفظ الله مصر وأهلها.

 

[email protected]