رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

العلاقات المصرية السودانية تتفرد بخصوصية كبيرة، بحكم التاريخ والجغرافيا وعلاقات المصاهرة وارتباطها بشريان حياة واحد وغيرها من علاقات التجارة والتنقل، وقد أكدت الأحداث التى مر بها السودان عمق هذه العلاقات على المستويين الشعبى والرسمى وانشغال عامة المصريين بمستقبل السودان، بعد انشقاق قوات الدعم السريع على الدولة السودانية، ونزوح ملايين السودانيين هربا من الحرب، ولم يكن استقبال المصريين فى أسوان والمدن الحدودية لأشقائهم السودانيين بحفاوة وترحاب، إلا تأكيدا وتعبيرا عن مشاعر الأخوة والحب التى يكنها الشعب المصرى لأشقائه السودانيين ومن المؤكد أن مصر الرسمية كانت على نفس القدر من الانشغال بالأزمة السودانية التى ترتبط بشكل مباشر بالأمن المصرى، ومعنى تعرض السودان لا قدر الله لحرب أهلية أو التقسيم، يشكل تأثيرا مباشرا على مصر التى ترتبط بحدود مشتركة مع السودان لأكثر من ألف كيلو متر إضافة إلى التأثير السياسى والاقتصادى، وهو ما دفع مصر للتحرك على شتى الأصعدة لوقف التدخلات الخارجية فى السودان وعقد اجتماع لدول الجوار السودانى للتأكيد على خطورة وتداعيات ما يحدث على الأرض السودانية وتأثيره بشكل مباشر على الدول المجاورة والمنطقة.

< الحقيقة أن زيارة الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى فى أول زيارة له خارج السودان إلى مصر للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أسبوع، كان لها دلالات هامة وكبيرة على شتى الأصعدة وجاءت للتأكيد على عمق ورسوخ العلاقة بين البلدين والشعبين وارتباطهما بمصير مشترك، خاصة أن الأحداث التى مر بها السودان قد أكدت الثوابت المصرية فى سياستها تجاه السودان وأهمية الحفاظ على وحدته واستقراره ونهضته.. فى الوقت الذى سعت فيه بعض الدول لتأجيج هذا الصراع من خلال تقديم المساعدات بشتى صورها إلى ميلشيا الدعم السريع بهدف اسقاط الجيش السودانى ومؤسسات الدولة السودانية، ولأن مصر تعى جيدا أطماع دول الجوار وبعض دول المنطقة فى ثروات السودان، بذلت مصر كل جهودها لاحباط هذا المخطط الذى يهوى بالسودان إلى التقسيم، وهو الأمر الذى أدركه الآن غالبية الشعب السودانى وقادته الوطنيون.

كما أشار الدكتور ربيع عبدالعاطى القيادى بمبادرة الوفاق الوطنى - نداء السودان- الذى أكد أن زيارة البرهان لمصر جاءت فى توقيت مفصلى باعتبار أن مصر هى الأولى بمعرفة كل الحقائق بعد أن أكدت الأحداث أن أى تحد فى السودان يهم المصريين بالمقام الأولى باعتبار الأمن السودانى جزءا من الأمن المصرى، وأكد أن الوفد المرافق للبرهان كان له دلالة ويحمل رسائل حول التعاون المستقبلى وأن هناك جوانب كثيرة بعد الحرب يجب أن يكون لمصر دور كبير فيها سواء على المستوى الداخلى فى السودان، أو فى التنسيق الكامل فى المحافل الاقليمية والدولية.

< مؤكد أن الأحداث التى عاشها السودان الشقيق قد كشفت عن حقائق كثيرة كانت غائبة عن كثيرين من أبناء الشعب السودانى، أولها أن وطنهم غنى بالموارد والثروات الطبيعية التى تجعله مطمعا لبعض الدول والقوى، وأن وحدته واستقراره هى السبيل الوحيد لاستغلال هذه الثروات والانتقال نحو التنمية الشاملة والازدهار والتحضر.. أيضا كشفت الأزمة عن أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية القادرة على حماية الدول وتماسكها فى مواجهة الميليشيات والصراعات العرقية والطائفية التى تهدد الدول بالفشل والسقوط فى مستنقع التقسيم، وقد أكدت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أن وجود ميليشيات مسلحة لا يمكن أن تعيش وتقوى إلا بالعمالة للخارج وعلى حساب وأرواح الشعب الأعزل.. أيضا كشفت هذه الأزمة عن المصير المشترك لمصر والسودان، وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، والأهم أن التعاون الكامل بينهما يجعل منهما قوة إقليمية كبيرة على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وهو ما يفسر سرالمحاولات المتكررة سابقا للوقيعة بين الشعبين والبلدين، واستخدام السوشيال ميديا، فى توافه الأمور مثل بعض الأحداث الفردية أو مباريات كرة القدم التى عادة ما تحدث وتتكرر كثيرا داخل الدولة الواحدة، وحتى داخل المدينة الواحدة، وتحويلها إلى قضية بين البلدين وتأجيجها وتضخيمها من خلال أجهزة وأصابع خارجية لإحداث شرخ بين البلدين، وربما يعى الجميع الآن كيف كانت تدار أزمة السودان على السوشيال ميديا من خارج السودان الذى سيعود قريبا آمنا مستقرا.

حفظ الله مصر