رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

أومن أن الكثير تأتى عليه لحظات يشعر فيها باليأس، يشعر بعدم رغبته فى الحياة، يشعر أن حلمه مستحيل وقد أُغلقت كل الأبواب بوجهه، فقررت كتابة هذا المقال من واقع تعمقى بالحياة وليس فقط خبرتى بالحياة، كما أومن أيضًا أن الأخبار السيئة كثرة سماعها يؤدى إلى إصابة البعض بالإحباط، وقراءة أيضًا الأخبار السيئة تجعل البعض يشعر بالضيق والحزن، لذا قررت أن أكتب ذلك المقال لعل البعض يحتاجه:

يجب أن تؤمن بأنه لا إله إلا الله بالفعل، وليس مجرد شهادة تنطقها باللسان، أى لا أحد قادر على تحقيق حلمك غير الواحد الأحد، فكل ما عليك هو أن تتوكل على الله بصدق وتفعل كل ما فى وسعك لتحقيق حلمك وستصل بعزيمة وإرادة قوية حتى لو ظننت أن حلمك مستحيل، فمع الله لا شيء يسمى مستحيلًا، فالله قادر على تحقيق ما تظنه مستحيلًا، فمن توكل على الله وسعى بصدق نحو أهدافه سخر الله الكون من إنسان وجماد وحيوان من أجل مساعدته على تحقيق حلمه.

الكثير منّا قد تعرض لخذلان من أقرب الناس إليه أيًا كان نوع العلاقة، فقد نبأنا الله عن غدر أقرب الناس وهم أخوة سيدنا يوسف لأخيهم يوسف عليه السلام؛ لذا يجب أن تؤمن أن الله خلقنا من أجل رسالة، فكل واحد منّا له رسالة فى الدنيا وما نحن إلا أسباب فى حياة بعضنا البعض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما»، فما تعلمته من الحياة ألا يثق الشخص بسرعة ولا يحكم على أحد أيضًا من موقف واحد، والقلوب بيد الله، فلا تعص الله فيمن تحب، فقلب من تحب بيد من تعصيه! كما أن لقاءنا بالأشخاص ليس صدفة، فهو جزء من خطة الله الرائعة لحياتك، حتى من ظننت أنه جرحك أو خذلك ستعلم مع مرور الوقت أنه كان السبب الرئيسى لنضجك ولبناء جزء هام من شخصيتك، كما أن الله أحيانًا يريد أن يذيقك مُر التعلق بالأشخاص لتعلم ألا تتعلق بأحد غير الله.

لا تجبر نفسك على أحدهم، فمن أرادك يعرف جيدًا كيف يأتى، ويعرف جيدًا كيف يحافظ عليك، لا توهم نفسك بالحجج الفارغة أو ما يسميه البعض بالظروف، كن واقعيًا مع الناس وخياليًا إن أحببت مع نفسك، فالمكان الذى تراه غير ملائم لك اتركه، والأشخاص الذين تراهم غير مرحبين بك أيضًا اتركهم، فتعلم جيدًا كيف تصبح غنيًا أى تعلم الاستغناء، فالغنى الحقيقى هو غنى النفس.

أدرك جيدًا أن الحقيقة دائمًا أغرب من الخيال، فلا تركز كثيرًا فى بعض الأمور والمواقف ولا الأشخاص، فليس ما تراه ظاهرًا هو الحقيقة بل الحقيقة أبعد مما تتخيل، فإن تعمقت وحللت كل شيء ستصل حتمًا إلى الحقيقة. لا تنظر إلى حياة أحدهم وتتمنى أن تأخذ مكانه، فلو أردت ذلك فلا تأخذ ما تراه جميلًا فى حياته بل عش أيضًا ما عاشه من الصعاب الخافية عنك، فأنت تنظر لحياة الأشخاص من الظاهر وما خفى كان أعظم!

وأخيرًا أحبب نفسك لأنها الوحيدة الباقية معك وهى الوحيدة التى تستحق الحب، ولا تجبر أحدهم على حبك، والحب موجود ولكن ابحث عنه فى قلوب تخشى الله، ومن لا يقدر حبك لا يستحقك، ولا تصدق أن من يتخلى عنك أنه يحبك فمن يحب لن يستطيع أن يتخلى عنك، وإن تخلى عنك فاعلم أنه لم يكن يحبك منذ البداية، فاحمد الله انه تخلى عنك ليحفظ الله لك من يستحقك، وتذكر شيئا هاما أن السعادة الحقيقية تكمن فى الأشياء البسيطة، فاستمتع بكل لحظة فى حياتك وأسعد نفسك بأبسط الأشياء، وحاول أن تسعد نفسك بنفسك، فأنت تملك جميع أدوات وأساليب السعادة بداخلك أنت فابحث عنها، وتجاهل كل ما يعكر صفو حياتك من أشخاص وأحداث ومواقف.

عضو مجلس النواب