رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

صنع بعضهم من أشخاص لعبوا دورا خلال يناير ٢٠١١ وما بعده أبطالا، أو آلهة من العجوة.. يأكلونها عند الضرورة!

لا تظن أننى لا أعترف بثورة ٢٥يناير، لكننى لست مثلك.. فأنا مع ذلك الشعب الذى خرج بإرادته ولبى نداء العيش والحرية والكرامة، وقضى ١٨يوما فى الميادين، مواجهًا بصدره كل المخاطر: تكسر جمجمته، تبتر أعضاؤه أو تفقأ عيناه، أو يلقى حتفه. لكنى لست مع أى من هؤلاء الذين ركبوا الثورة، ونسوا أنها قامت لأجل الشعب وليس لتحقيق مصالحهم، فيكونون بديلا لنظام لفظه المصريون. هؤلاء الذين خذلوا الشعب بعد ذلك، ولم يقدموا شيئا، ولم يساهموا ولو برسم خارطة طريق المصلحة الوطنية العليا وليس مصلحة التيارات التى ينتمون إليها. هؤلاء الذين انشغلوا بالكعكة وقد بدا أنهم  حصلوا عليها، ولم يهتموا بماذا يريد الشعب كى تكون الكعكة للجميع بعدالة ومساواة!

    ظهرت أساليب غريبة فى الفترة من  ٢٠١١، استمرت حتى ٢٠٢٣.. معارضون وثوار اختاروا البذاءة أسلوبا فى المعارضة وظهرت مفردات بذيئة، من ذا الذى يكون فى سلطة ويقبل نقدًا أو حوارًا بهذا الأسلوب؟ ولماذا تتراجع الأفكار والحوار وتتقدم الشتائم والسفالات؟ شاع هكذا مناخ من البذاءات فى مصر وصار كثير من الناس يكتبون أو يتحدثون به، هب أنك تحدث ضابطًا فى قسم الشرطة، ما رد فعله؟ مثلًا وجهت للناشر هشام قاسم تهمة أخرى–إلى جانب سب أبو عيطة -  بالتعدى على أفراد الشرطة، وبالتالى تعقدت مساعى إطلاقه، التى سعى إليها الكبار، وكان ممكنا أن يتنازل «ﻛﻤﺎﻝ» عن دعواه فينتهى الموضوع. الاتهام الآن من عناصر الشرطة! ما الذى يجنيه شعبنا من دعاوى قضائية بين اثنين يفترض أنهما ينتميان لتيارين مختلفين: أبو عيطة الناصرى وقاسم الليبرالى مؤسس التيار الحر وعضو ائتلاف الديمقراطيين المعلن حديثا؟ القضية تكشف  خللا شديدًا عند النخب الثورية، وليس هذا وحسب وإنما عند الغالبية العظمى من الناس مهما كانت ثقافتهم وطريقة تفكيرهم وانتماءاتهم، إنهم لا يستطيعون العمل الجماعى والبحث عن نقاط الالتقاء وإنما يجيدون البحث عن التهم والنواقص والتعريض ببعضهم البعض.

    آفة المصريين هى فشل العمل الجماعى، وتعطل لغة الحوار، والإخفاق فى البحث عن نقاط التقاء، وبالتالى لن تكون صورة أى ممارسة- سياسية أو غيرها- صحيحة. لو أن فى مصر عملًا جماعيًا ونقاشًا فكريًا وحوارًا حضاريًا، لربما أمكن اختيار أشخاص يمكنهم خوض معركة انتخابية تليق بمنصب الرئيس فى مصر!

لا يليق بمصر والمصريين المعارضة بالبذاءة والشتائم، وصنع أبطال وهميين بالسمعة أو بالمعرفة الشخصية، ففلان هذا نقى وذاك نبيل وذاك معارض أصيل.. لا تصنعوا أبطالًا وهميين لأن الكرسى سيكون كبيرًا عليهم، ومثلما قالت مصر إن الكرسى كبير على جمال مبارك، فهو أيضا كبير على آخرين، لا يستطيعون حتى  الحوار مع بعضهم البعض.