رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجاة الصغيرة..اسم له مكانته المتميزة فى ساحة الإبداع الفنى وساحة التألق والجمال، بكل ما قدمته عبر رحلة عمرها الفنى. تمر هذه الأيام ذكرى ميلادها، هى من مواليد 11/8/1938.. أبوها سورى وأمها مصرية.. لها ثمانية أشقاء وشقيقات، أختها الفنانة الرائعة السندريلا سعاد حسنى.

دخلت لعالم الغناء وهى لم تتجاوز 16 من عمرها.. وعندما لاحظوا روعة صوتها وجماله الخاص كتب الكاتب الصحفى الشهير فكرى أباظة عام 1946 فى مجلة المصور تحت عنوان ملفت وجذاب (مطربة يجب أن تستولى عليها الحكومة).. وهو يطالب الدولة بدعم موهبة نجاة الصغيرة. «إنها الصغيرة التى تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفى حاجة إلى عناية حتى تكبر وهى محافظة لموهبتها، مبقية على نضارتها».

وتألقت وأصبحت من أيقونات الغناء المصرى والعربى.. وصفها محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال قائلًا «صاحبة صوت له جمال عذب يشعرك بالذنب إذا لم تحبه، إنها قيثارة الطرب، نجاة الصغيرة». وكان عبدالوهاب يرى أن أعماله وألحانه كانت أكثر أمانًا مع نجاة، ووصفها بأنها «صاحبة السكون الصاخب».

وفى مقابلة تليفزيونية جمعت المطربة نجاة والأديب يوسف السباعى، أثنى السباعى على أداء بطلة فيلمه «جفت الدموع»، لكنه انتقل سريعًا إلى تقييم تجربتها الغنائية، وقال إن نجاة من المطربات القليلات اللواتى يجدن الخروج عن اللحن الأصلى والرجوع مجددًا، وتلك المهارة الصوتية تقارب أسلوب كوكب الشرق أم كلثوم.

كان أداء نجاة على المسرح دائما موفقا، يقول عنها الملحن الرائع (كمال الطويل) فى مقابلة تليفزيونية: إن نجاة الصغيرة كانت الأفضل أداء على مستوى العالم العربى. وبالنسبة إلى الجمهور فهم يضعونها فى المركز الأول عربيًا.

نجاة تمتلك إحساسًا رومانسيًا رائعًا.. لذلك رأت أنه من الضرورى أن تعبر عن تلك المشاعر الخاصة والتى تكون فى داخل الأنثى، وهذا سيجعلها تحتفظ بجماهيرها فى حالة من التوهج والاستمرارية أطول فترة ممكنة.. لذلك التفتت إلى الشاعر الجميل نزار قبانى صاحب الأنماط الشعرية الكلاسيكية التى تجمع بين البساطة والأناقة فى استكشاف مواضيع الحب والأمور النسوية. تغنت نجاة بأربع من قصائده على الأقل (ماذا أقول له، متى ستعرف، أيظن، ارجع إليّ).. وقام بالتلحين عبدالوهاب. كانت هذه الأغانى طويلة المدة ناجحة للغاية وزادت من شعبيتها على وجه السرعة حتى اقتربت من شعبية أم كلثوم.

يقول نزار قبانى عن نجاة الصغيرة: «بالنسبة لى، يعبَر صوت نجاة عن أعماق الأنثى الضعيفة الخجولة التى تخاف من البوح عما فى عالمها الذاتى من أحاسيس. وأعتقد أنها أفضل من غنى قصائدى وعبر عنها». ويقول أيضًا عنها «إنه عندما ينشر ديوانًا شعريًا فإنه يأمل فى الحصول على نحو 15 ألف قارئ على أحسن تقدير، لكن عندما تغنى نجاة إحدى قصائده فإنها تجتذب الملايين فى العالم العربي».

بقى أن نقول لنجاة الصغيرة سحر خاص فى الغناء.. (هى القدرة على أن تدخل إلى الذات بلا أدنى ممانعة) هى همس عميق فى روح المتلقى.. وخاصة إذا كان لديه ذلك الإحساس الرومانسى الشجي؛ ولذلك تجد أن أغانيها مازالت وستظل تلقى الكثير من الحفاوة. ومتعة التلقى. كان صادقًا نزار قبانى عندما قال عنها وهو يسمعها تغنى قصيدته (ماذا أقول له): إنها شلال القطيفة والكريستال.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون