رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع وفاة مصطفى مشهور وانتقال تبعية مرسى إلى خيرت الشاطر، الذى جعل أستاذ الهندسة واحدًا من رجاله المقربين، وكانت النقلة الكبرى لمحمد مرسى داخل التنظيم فى العام ٢٠٠٠، وقتها كانت الجماعة قد أعلنت عن أسماء مرشحيها، وكان مرسى مرشحًا احتياطيًا لمرشح أساسى لدائرته بالشرقية، شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات على الجماعة، وسقط المرشح الأساسى فى دائرة مرسى، ليصبح هو مرشح الإخوان فى الدائرة، وكأن قدره يطارده دائمًا بأن يكون احتياطيًا وليس أساسيًا، فكما حدث معه فى انتخابات ٢٠٠٠، حدث فى الانتخابات الرئاسية، كان احتياطيًا لخيرت الشاطر، لكن الأقدار دفعته لأن يلعب الدور الأول، فى انتخابات ٢٠٠٥، ورغم أن الجماعة كانت قد عقدت صفقة واضحة مع النظام «اعترف بها كاملة مهدى عاكف» فإن محمد مرسى لم يستطع تحقيق الفوز، وضاع منه كرسى البرلمان، رغم أنه من الطبيعى أن يفوز به لأنه كان نائبًا سابقًا.

فكر محمد مرسى أن يعمل بعيدًا عن جهاز أمن الدولة ودولة حبيب العادلى، استطاع من خلال علاقته بالدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء وقتها (معرفتهما تستند إلى أنهما كانا يدرسان فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة تقريبًا فى الفترة نفسها)  وجمعه بأحد قيادات الجماعة الكبار لعقد صفقة على هامش الانتخابات، لكن حبيب العادلى الذى عرف بأمر الصفقة أقسم أن يسقط مرسى فى الانتخابات مهما كلفه الأمر، بل إنه قال إن أى إخوانى يمكن أن ينجح هذه المرة إلا محمد مرسى على وجه التحديد، وهو ما حدث بالفعل، فعندما دخل ١٧ إخوانيًا إلى مجلس الشعب كان مرسى منهم، وعندما دخل ٨٨ نائبًا المجلس لم يكن منهم، الصفقة الثالثة كان مرسى أحد أطرافها، وعقدت هذه المرة فى مكتب حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة، فى مقر الجهاز الرئيسى بمدينة نصر، وتم نشرها بعد شهور قليلة من ثورة ٢٥ يناير ضمن سلسلة حوارات أجريت مع عبدالرحيم على، ولم يكذبها أحد وقتها، فى الأسبوع الأول من أغسطس ٢٠١٠ توسط محمد سليم العوا بين حسن عبدالرحمن، ومحمد بديع، وطلب أن يجمعهما لقاء، وهو ما حدث بالفعل، فقد تحدد لهما لقاء حضره إلى جوار بديع وعبدالرحمن، كل من محمد سليم العوا، وسعد الكتاتنى، ومحمد مرسى، واثنين من كبار قيادات جهاز أمن الدولة.

استمر اللقاء ٦ ساعات، وتم الاتفاق فيه على أن يحصل الإخوان على ٤٥ مقعدًا فى برلمان ٢٠١٠، وجرت اتصالات مماثلة مع حزب التجمع، حيث اتفق قيادى أمنى كبير مع الدكتور رفعت السعيد على أن يحصل حزبه على عدد مساوٍ من المقاعد، وتم التواصل أيضًا مع حزب الوفد، على أن يكون لهم عدد من المقاعد أكبر من مقاعد الإخوان، وكان الجهاز يرى أن هذه الصفقة ستكون تغطية للحياة السياسية المصرية المقبلة على سيناريو توريث الحكم لجمال مبارك، كانت الصفقة حتى هذه اللحظة صنيعة أمنية فقط، وكان لابد أن تعرض على الحزب الوطنى، وفى الحزب كانت لديهم خطة يعدها أحمد عز، وجمال مبارك، تقوم على أن انتخابات مجلس الشعب ستكون بروفة نهائية لانتخابات الرئاسة، وكان يعنيهم جدًا الشكل دون المضمون، عندما رفع حسن عبدالرحمن، عبر حبيب العادلى، صفقته مع الإخوان إلى جمال مبارك، رفضها أحمد عز تمامًا، وقال إنه درب كوادر التنظيم فى الحزب الوطنى، على أساس أن هذه الانتخابات مسألة حياة أو موت؛ لأنها تمهد للرئاسة، وأنه يريد أن يعرف حجم الحزب الحقيقى فى الشارع المصرى، ولذلك سمح بالترشيح الثلاثى والرباعى فى الدوائر، حتى يعرف على وجه التحديد ما الذى يستطيع كوادره أن يفعلوه. وللحديث بقية.

[email protected]