رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«أعتقد أن كل خلية حية فى جسدى قد تم ضربها».. هى عبارة للرمز الوفدى الكبير فؤاد سراج الدين باشا نذكرها له فى مناسبة ذكرى رحيله (9 أغسطس)، وكان قد ذكرها فى حوار أجراه معه الشاعر الكبير نزار قبانى. 

ويعد فؤاد سراج الدين واحداً من أبرز السياسيين الذين أثروا فى الحياة السياسية المصرية من خلال حزب الوفد الذى كان يمثل الأغلبية قبل قيام ثورة يوليو 1952، وكان قد بدأ حياته السياسية عضواً فى حزب الوفد حتى اختير سكرتيراً عاماً للحزب فى نهاية الأربعينيات، وتولى الراحل عدة مناصب وزارية فى الحكومات الوفدية خلال الفترة من عام 1942 إلى عام 1952 منها وزير الزراعة والمالية والشئون الاجتماعية والمواصلات والداخلية، وكان فؤاد سراج الدين هو صاحب القرار التاريخى يوم 25 يناير عام 1952 حينما أصدر تعليماته كوزير للداخلية لقوات الشرطة المصرية المحاصرة فى مبنى محافظة الإسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال الإنجليزى المدعمة بالدبابات، والصمود حتى آخر طلقة، وهو اليوم الذى أصبحت تحتفل به الشرطة كل عام.

حول هذا الموقف الوفدى المتميز، يذكر أن جمال عبدالناصر قد انبرى للدفاع عن موقف وأسلوب الحكومة الوفدية ضد قوات الاحتلال فى اجتماع عقدته لجنة الضباط الأحرار بالإسكندرية فى أبريل 1952، وبعد انتصار الثورة عقد أكثر من لقاء بين فؤاد سراج الدين وجمال عبدالناصر دار فيها حوار حول قانون الإصلاح الزراعى، واختلفت وجهات النظر، فقد كان سراج الدين يفضل عدم مصادرة الأرض ويرجح كفة الضريبة التصاعدية، وكانت قيادة الثورة ترى فى تحديد الملكية تحريراً للفلاح من سيطرة الإقطاع.

وحول لقاء ناصر «الثورة» وسراج «الوفد» يحكى لنا الكاتب الصحفى الرائع «سعيد الشحات» بعض تفاصيل ذلك اللقاء.. يذكر الشحات: «كانت الساعة السادسة مساء حين بدأ أول لقاء بين جمال عبدالناصر وفؤاد باشا سراج الدين، كان مع عبدالناصر ثلاثة آخرون هم عبدالحكيم عامر وصلاح سالم وأحمد شوقى، وكان أحمد أبوالفتح وإبراهيم طلعت مع فؤاد باشا»..

تم اللقاء فى منزل اليوزباشى عيسى سراج الدين (السفير فيما بعد) بعد 27 يوماً من ثورة 23 يوليو، وكشف «إبراهيم طلعت» تفاصيله فى مذكراته «الأيام الأخيرة للوفد» المنشورة على حلقات فى مجلة «روز اليوسف»، بما يعنى أنه يتحمل مسئولية روايته، وفى حلقة 13 سبتمبر 1976، يذكر أنهم كانوا فى غرفة الاستقبال، وبدأ صلاح سالم الحديث، فوجه حديثه إلى فؤاد سراج الدين عن الإقطاع واعتزام ضباط «حركة يوليو» القضاء عليه، ثم سأله بحدة عن «كيف يمتلك 20 ألف فدان فى بلدته كفر الجرايدة»؟

كاد الجو يتكهرب، وخشى «طلعت» من فض الاجتماع دون تحقيق نتائجه فتدخل طالباً من عبدالناصر أن يترأسه ووافق الجميع، وبدأ «جمال» كلامه: «الأخ صلاح أثار موضوعين، الأول هو موقف الوفد من مشروع قانون تحديد الملكية الزراعية، والثانى مقدار ما يمتلك فؤاد باشا، ففؤاد باشا يتكرم أولاً يجاوب على الموضوع الثانى علشان نخلص منه»، وهنا قال فؤاد باشا: إنه يمتلك هو وأسرته نحو 300 فدان، جزء منها يمتلكها بالميراث والجزء الآخر من الأراضى البور، التى استصلحها، ومستعد للتنازل للدولة عن أى قدر من الأراضى يزيد على ذلك، وتستطيعون التأكد من واقع الملكيات الزراعية.. (وللمقال تتمة).