عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

استكمالا للحديث السابق الذى تحدثت فيه عن حالة  الانحدار التى أصابت اللغة العربية خلال السنوات الماضية، وضياع اللغة بين أبنائنا الشباب خاصة الطلاب حديثى التخرج، سواء من التعليم العالى أو المتوسط، فمن المؤسف أن نجد شابًا جامعيًا يكتب كلمات كلها أخطاء إملائية. وكنا قد ذكرنا أن هناك أسبابًا وراء هذه الكارثة وسردنا أحد الأسباب الناتجة عن  التعليم الابتدائى أو بمعنى أدق الأساسى الذى يتم من خلاله البناء التعليمى للطفل، وتحدثنا عن المراحل الأولية فى التعليم الابتدائى الذى أصبح يتخذ طريقًا آخر مختلفًا تماما بخلاف الذى تعلمت عليه الأجيال الماضية، فما يحدث الآن هو دخول الطفل الصف الأول الابتدائى مجيدًا للقراءة دون تعليم من المدرسة، اعتمادًا على أنه تعلم فى الحضانة الحروف الأبجدية.

السبب الثانى فى انحدار اللغة العربية هو اتجاه الأهالى لمدارس اللغات ومحاولة تفوق الأبناء فى اللغة الأجنبية مع التجاهل الشديد للغة العربية التى هى لغتهم الأساسية. ونجد بعض الأسر تتباهى بأن أبناءها لا يجيدون التحدث باللغة العربية وكأن هذا شرف كبير حصل عليه الابن، ولا يعلم الأهالى أن هذا عار كبير علينا جميعا؛ فكيف نقيم بدولة عربية لا يعرف أبناؤها النطق بلغتها؟! وأصبح الأبناء غرباء فى بلدهم بسبب عدم وجود لغة تفاهم تجمع بينهم وبين باقى المجتمع من حولهم. وقد شاهدت هذا الموقف قد تكرر أمامى أكثر من مرة، لشباب أو أطفال يحاولون شراء بعض السلع من الماركت ولا يستطيعون التعبير عنها باللغة العربية، وفى ذات الوقت لا يستطيع البائع فهم اللغة الأجنبية التى يتحدث بها الآخر، وتكون هناك حاجة ملحة لمترجم للحديث. فهل هذا هو التقدم والتحضر الذى تتمناه الأسر لأبنائها؟

وهنا أيضا تظهر أهمية دور وزارة التربية والتعليم، فلا بد أن تلزم المدارس الخاصة واللغات بالاهتمام باللغة العربية قبل الاهتمام باللغة الأجنبية، وضرورة اختبار الأطفال فى الصف الأول الابتدائى فى الحروف الأبجدية ولا يحصل الأطفال على شهادة نجاح دون أن يستحقوها بالفعل. من وجهة نظرى فإن هذه المرحلة أهم وأخطر من مرحلة الإعدادية أو الثانوية، ولا بد أن المعلم الذى يقوم بهذه المهمة يكون على درجة خبير ويُمنح اهتمامًا أكثر من معلم المراحل الأخرى؛ حتى يكون الناتج أطفالًا وأجيالًا تجيد القراءة والكتابة وتعلم معنى وقيمة اللغة العربية.

وللحديث بقية..