رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بين السطور

دعونى أؤكد لكم أن الطالب الذى يبدأ حياته بالغش ينهيها بالفساد والرشوة سواء اتفقتم معى أو اختلفتم، فقد كشفت نتائج الرسوب فى بعض الكليات عن عوار منظومة الثانوية العامة، بل وفضحت ما آل إليه حال العملية التعليمية، خاصة الثانوية العامة دون غيرها من التعليم الفنى، حيث أصبحت هذه الثانوية العامة بعبعًا لكل أسرة تبذل الغالى والنفيس من أجل نجاح أبنائها وحصولهم على المجموع، وتصبح الحالة «ج» داخل البيوت؛ مما دفع الكثير من الأسر لأن تشجع أبناءها على الغش بأى وسيلة وأن يقاتلوا من أجل أن يتم الغش بنجاح لا أن ينجح الاولاد بمجهودهم، حتى أصبح الغش يتم برعاية مجتمعية بداية من الأسرة وصولا إلى داخل اللجان. فتلك المناهج الدراسية هى التى تؤهلهم حقا للالتحاق بمختلف الكليات العملية والنظرية ليتم طرحهم فى سوق العمل بنجاح حقيقى لا بالغش الذى يترتب عليه تخريج المهندس المزيف والذى يبنى المبانى الهشة ويكون ضحيتها مواطنين أبرياء، وكذلك الطبيب الغشاش الذى يتسبب فى ضياع أرواح المرضى بسبب أخطائه الطبية، وغير ذلك من الفاسدين الذين بدأوا حياتهم كتلاميذ بالغش، وبالتالى من بدأ حياته بالغش ينهيها بالفساد والرشوة، ونرى أمثلة وصورا كثيرة لهم فى سوق العمل سرعان ما تسقط وتنهار وتضيع أحلامهم. فقد أعلنت كلية الطب البشرى «بقنا « منذ يومين عن رسوب 70% بطب بشرى و80% بطب الأسنان من طلاب الفرقة الأولى، وكذلك رسوب 60% من طلاب سنة أولى طب أسيوط . تلك النتيجة التى فضحت ما تم فى العام الماضى أثناء أداء امتحان الثانوية العامة، فقد وصف عميد كلية الطب جامعة جنوب الوادى بقنا الدكتور على عبدالرحمن غويل، فى تصريحات له متلفزة هذه الحالة بأنها نتيجة كارثية لم تشهدها الجامعة من قبل، وأشار إلى أن هناك خللا ما فى مواصفات هؤلاء من خريجى الثانوية العامة والذين لم يتكيفوا على الدراسة فى الكلية، ودعا إلى الوقوف على أسباب هذا الخلل، مؤكدا أن الثانوية العامة إذا أجريت اختباراتها بطريقة صحيحة فهى أفضل معيار لقدرات الطالب وبالتالى يكون مناسبا للدراسة بالكلية، مؤكدا أن 90% من الراسبين من 5 أو 6 مدارس فى مركزين بعينهما، وأن  معظم الطلاب رسبوا فى كل المواد، قائلاً: مش هنطلع طبيب إلا لو اكتملت فيه كل المواصفات اللازمة، ولن نسمح بمرور طالب إلا بحصوله على هذه المواصفات، ولن نخضع لأى ضغوط، ولن نجامل أحدا، فطلاب الطب هم من يقودون المنظومة الصحية التى لا يجب أن نجامل فيها.

وهنا أرفع قبعتى لهذا العميد صاحب هذه التصريحات.