رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لقد أصبحنا نرى أفراحًا مفزعة بتصرفات غريبة، وغالبا ما تنتهى بوقوع حوادث أو مشاجرات فيها بسبب طرق الاحتفال سواء بقطع الشوارع أو الجرى والتسبب فى وقوع حوادث وينجم عنها ضحايا قد يكون العروسان من بين الضحايا، بل أصبحنا نرى ونشاهد فى بعض الأفراح ما هو أبشع من ذلك بعد أن تحول الفرح إلى مرقص ماجن مع إضاءات غريبة شيطانية بالصالات والقاعات، والتى تفسد الذوق العام وتسبب الصمم تحت شعار فرحة ليلة العمر. حيث تشعر أنك فى صالة ديسكو داخل نايت كلوب سييء، ولكن المصيبة الأكبر الرقص الغريب والعرى الذى اجتاح بعض الأفراح وكأنهم لم يكن من بينهم رجل رشيد يقنن الرقص الغرائزى هذا بأجسام متفاوتة الأحجام وخاصة العروس التى ترقص بابتذال  و»تجر» العريس للنزول إلى ساحة المرقص الذى إن رأيته من أعلى لا تستطيع رؤية سنتيمتر من الأرض لتلاحم الأجسام وتلاصقها، وهنا أوجه سؤالا للعريس الذى أصبح زوج وأب المستقبل: أين حمية الرجولة وقد تحول فستان الزفاف إلى ما يشبه -معذرة- قميص نوم، وأين حمية الرجولة أيضا فى تلك الأوضاع، وأين حمرة الخجل أيتها العروس يا أم المستقبل، وكيف يكون حال الأبناء؟ والجواب واضح من عنوانه. وكانت الطامة الكبرى ما حدث منذ عدة أيام، وهالنى مارأيته من فيديو زفاف لعروس تخلع ملابسها وترتدى بدلة رقص، لم أكن أنا الوحيدة فى فزعى تجاه ما شاهدته فى هذا الفيديو، بل أثار جدلا واسعا وأثار حفيظة رواد السوشيال ميديا، وكان ذلك واضحا وجليا فى التعليقات ففى البداية ظننا أنها راقصة أجنبية وتريد أن تدخل إلى الحفل بهذه الطريقة الغريبة بتاج عروس يعلو رأسها وملفوفة بتوب تل، ثم تدخل القاعة حتى تصل إلى مقعد العريس ثم أخذت وضع تمايل الراقصة ولملمت الطرحة الملفوفة بها وقامت بإلقائها على العريس مثلما تفعل الراقصة وخلعتها لتكشف عن ارتدائها بدلة رقص تكشف أكثر مما تستر، وعلى طريقة الفنانة الاستعراضية زينات علوى بدأت فى وصلة رقص أمام عريسها الذى كان يجلس على كرسى خشبى، يشاهدها وهى تتلوى على أغنية أنت عمرى حتى ظننا أنه فرح لعروس أجنبية لما رأيناها بأم أعيننا وسط تشجيع الحضور من الأهل والمعازيم والعريس بنفسه، وتصدرت تلك العروس تريند المواقع البحثية، وتم تداول المقطع المثير للجدل باستنكار شديد، وعليه التعليقات الساخرة، التى شنت هجومًا على العروسين.

لقد أكد السواد الأعظم من الناس انه لا شك أن الكثيرات من النساء والفتيات قد ابتلين بحب الرقص فى الأفراح بملابس شبه عارية تحت مسمى فساتين السهرة، وتاأين برقصات غرائزية أمام الحضور الذين لا يعرف بعضهم البعض فى كثير من الأحيان، وسط تشجيع على الرقص على موسيقى شيطانية  ولم تعد هى الدفوف المباحة، بل هى الطبول التى تشبه طبول الحرب، ومعظم تلك الأفراح تقام فى سرادقات بالشوارع بلا احترام ولا خجل ولا حياء ولا تقدير لمن يجاورهم ولا رحمة للجار المريض والطفل الصغير والشيخ الكبير، كأنهم يغنون ويرقصون فى صحراء خالية. لقد تجاوزت بعض النساء كل المقاييس الأخلاقية وألقت بحيائها فى الوحل، وأمام كل هذا الرقص والتراقص الخارج والزائد على الحد تكون العروس قد فقدت الحياء تماما وهو أعز ما تملك النساء، ويتم ذلك فى ليلة عرسها وبنفسها تفقده، ولقد ذهب الحنفيَّة والمالكيَّة والحنابلةُ إلى كراهة الرَّقص معلِّلين ذلك بأنَّ فعْلَه دناءة وسفهٌ، وأنَّه من مُسقِطات المروءة، ومن اللَّهو. حقا إذا ضاع الحياء عم البلاء.