رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع ما قاله مهدى عاكف والذى لم يكن صريحًا بشكل كامل، بل حاول أن يصور الأمر على أنه كان مؤامرة أمريكية–إسرائيلية حالت دون أن يحققوا أى نتائج تذكر فى المرحلة الثالثة للانتخابات، رغم أن ما جرى كان مخالفًا لهذا تماما، فالاتفاق الأخير مع الجماعة تم مع عناصر من مجموعة جمال مبارك، والتى كانت قد بدأت تسيطر على مفاصل الحزب الوطنى، ولم تكن هذه المجموعة تعرف حقيقة الإخوان بشكل كامل، إلا أن صقور الحزب عندما وجدت أن الجماعة تكتسح بـ ٨٨ مقعدًا فى الجولة الأولى والثانية وقفت بقوة أمام مواصلة الاكتساح، ووقتها عقد صفوت الشريف اجتماعًا موسعًا فى مقر الحزب على الكورنيش، وخلع الجاكت وشمر القميص، وقال عزيزى القارئ بالنص«لا، إحنا لازم نشتغل شغل زمان»، وقد كان، فلم يستطع مرشحو الجماعة أن يحققوا أى مقعد فى الجولة الثالثة، فقد لعب الأمن بأوراقه القديمة ضدهم، ومنعهم من مواصلة الزحف.

اعتبر نظام مبارك ما حدث من الإخوان صفعة قوية لقوته وكبريائه وادعائه السيطرة على الأمور، فقرر أن يرد الضربة بعد شهور قليلة، وبعد أن منح معتقلى الإخوان إفراجًا كاملًا، عاد ليجمعهم مرة أخرى فى السجون مستغلا أحداث جامعة الأزهر، حيث قام عدد من شباب الجماعة باستعراض عسكرى فى ساحة الجامعة، تم تصويره على أنه إعلان حرب من الجماعة على خصومها واستعراض قوتها لإرهاب من يخالفها، فتم القبض على رأس الجماعة خيرت الشاطر ومعاونيه من رجال الأعمال الإخوان، بتهمة تمويل الاستعراض العسكرى، وكان الهدف الأكبر هو تجفيف منابع تمويل الجماعة، وحاولت جماعة الإخوان بعد وفاة أبوغزالة فى ٢٠٠٨ أن تصور سجن الشاطر على أنه كان نوعًا من تصفية الحسابات؛ لأنه فكر فى يوم من الأيام فى مساندة المشير ضد مبارك فى الانتخابات الرئاسية، رغم أن ما حدث فعلا كان عملية بيع كاملة من الشاطر لأبوغزالة من أجل مقاعد فى مجلس الشعب، حددها النظام بـ ٣٠ مقعدًا فى حدها الأقصى، فإذا بالشاطر يعمل من أجل الحصول على ١٥٠ مقعدًا، وهو ما لم يغفره النظام له، فقرروا قطع رأس غروره والزج به فى السجن مرة أخرى، وهو السجن الذى لم يخرج منه إلا بعد قيام ثورة يناير، وبعفو من المشير طنطاوى فى مارس ٢٠١١، ليبدأ عصر آخر من الصفقات بين النظام والإخوان.

ظلت الأمور باردة بين النظام والإخوان، حتى تحدث عاكف عن الصفقات القديمة، معلنًا عن أمنيته فى عقد صفقات جديدة مع النظام، لكن رجال مبارك لا يرحبون، وقال عاكف حينها نحن الآن فى قمة الشدة ولم يعرض علينا أحد أى صفقة، أنا لا أقدم وهم من يعرضون، ولا توجد عروض حاليا، ويا ليتهم يعرضونها سرًّا حتى وأنا موجود، وجاء الرد على عاكف سريعًا وبعد أيام قليلة، وبشكل علنى من خلال أحمد عز أمين الحزب الوطنى وقتها، الذى كان يتحدث أمام المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى فى أول نوفمبر ٢٠٠٩، قال عز فى كلمته: إن بعض التيارات المتطرفة لا تمارس السياسة بصورة أكثر تسامحًا، فالتسامح لا يشمل رفع الحذاء تحت قبة البرلمان، ويخطئ من يؤمن أن الديمقراطية ستأتى على أكتاف أعضاء مكتب الإرشاد، تلك الديمقراطية التى تقوم على مبدأ مواطن واحد وصوت واحد لمرة واحدة، وبعدها يختفى الصوت إلى الأبد، إن هذه التيارات لا تفرض توجهًا اقتصاديًّا معينًا، لكنها تفرض زيًّا موحدًا للرجال والنساء، ودينًا واحدًا للقيادات، ومن يخالفها لا يصبح معارضًا سياسيًّا، بل معارضًا دينيًّا لمن يحكم بأمر الله، ومن القادر على معارضة الحاكم بأمر الله؟ وللحديث بقية.

[email protected]