رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الاتفاق  الذى يسمح فيه النظام للجماعة بالحصول على مقاعد فى مجلس الشعب من ٢٥ إلى ٣٠ مقعدا، فى مقابل دعم مبارك فى الانتخابات الرئاسية ليس من خلال تصويت أعضائها له فقط، ولكن من خلال الدعوة للرئيس والحشد له، ثم بعد ذلك أن تكون الجماعة سندا لجمال مبارك سياسيا خلال الفترة التى تعقب الانتخابات الرئاسية، حيث كان الحزب الوطنى قد انتهى من قراره بدفع جمال كمرشح رئاسى فى انتخابات ٢٠١١، مرت الانتخابات الرئاسية فى ٢٠٠٥ من خلال مسرحية هزلية حقق فيها أيمن نور رئيس حزب الغد وقتها المركز الثانى، وكان قد مد حبال الود مع جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات وزار مكتب الإرشاد، كل المرشحين فعلوا ذلك بشكل أو بآخر، وصلى وراء المرشد طلبا للبركة والأصوات، لكن الجماعة خذلته ولم تقف إلى جواره، فهاجمها بعد ذلك عندما وجد نفسه سجينا من قفص المحكمة، واتهمها بأنها جماعة خائنة لا تفى بوعودها.

هنا لابد من التوقف قليلا عزيزى القارئ أمام دور خيرت الشاطر فى التفاوض مع جهاز أمن الدولة، ومع بعض قيادات الجهات السيادية، فلم يكن غريبا أن يقوم بتزكيته السيد سامى شرف لبعض رجال مبارك من أجل التعاون معه، لكن يدور هنا السؤال فى ذهن الكثير، من أين عرف سامى شرف خيرت الشاطر؟، المعرفة قديمة بعض الشىء، تعود لأيام عضوية خيرت الشاطر فى التنظيم الطليعى فى أواخر الستينيات، حيث لعب دورا بارزا فى جامعة الإسكندرية فى العام ١٩٦٨، وكان يتعامل مباشرة مع مكتب سامى شرف، وكان خاله القيادى فى التنظيم الطليعى وقتها هو من زكاه لدى سامى، لاحظ سامى شرف أن خيرت الشاطر شديد الطموح ولديه رغبة فى أن يقود أقرانه، وأوقفه عند حده أكثر من مرة، والتأكيد عليه بأنه ليس أكثر من عضو فى التنظيم الطليعى، بعد سنوات طويلة اعتقد سامى أن الأيام جعلت الشاطر أكثر هدوءا وخبرة، وأنه يمكن التعامل معه دون أن يدرى أن الأيام زادت تلميذه القديم غرورا وتكبرا،  فعندما بدأت الانتخابات البرلمانية فى نهايات ٢٠٠٥، بدا أن الإخوان المسلمين يطمعون فى أكثر من الـ٢٥ أو الـ٣٠ مقعدا التى تم الاتفاق عليها، فقاموا بترشيح أكثر من ١٥٠ مرشحا من أعضاء الجماعة، واستطاع الإخوان أن يحصلوا فى المرحلتين الأولى والثانية على ٨٨ مقعدا.

هنا لابد أن نتوقف أمام اعتراف مهدى عاكف المرشد الأكثر صراحة وشجاعة فى تاريخ الإخوان، بتفاصيل الصفقة بينه وبين نظام مبارك، لقد كان طرفا فى صفقة، فلم ينكرها بل كان واضحًا فى أنه جاهز فى أى وقت لعقد صفقات أخرى، ويضيف عاكف وقتها وقبل انتخابات ٢٠٠٥ كان هناك عدد من الإخوان فى السجن، وعلى رأسهم عصام العريان، وكانوا يريدون أن تدخل الجماعة الانتخابات، وطلبوا ألا يكون هناك زخم فيها، وتم بترشيح ١٥٠ شخصا، وبدأ الإخوان المرشحون يعقدون الندوات وينظمون المسيرات فى الشوارع وجميع من فى السجون أفرج عنهم، والمفاجأة فى اكتساحهم فى المرحلتين الأولى والثانية، وفى المرحلة الثالثة من المتوقع أن ينجح ٥٠ مرشحا وتحديدا فى المنصورة والشرقية، وهما من معاقل الإخوان، ولم ينجح أحد فى المرحلة الثالثة.

 مهدى عاكف فيما قاله هذه المرة لم يكن صريحا بشكل كامل، بل حاول أن يصور الأمر على أنه كان مؤامرة أمريكية- إسرائيلية حالت دون أن يحققوا أى نتائج تذكر فى المرحلة الثالثة، رغم أن ما جرى كان مخالفا لهذا تماما، وللحديث بقية 

[email protected]