رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مرت الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، والتى أسقط فيها المصريون حكم المرشد، وحافظوا على مصر دولة موحدة، مستقلة، ذات سيادة، بعد أن كان مخططا لها تقسيمها وتحويلها إلى ولاية تتبع حكم الفقيه، لقد قدر المصريون أهمية هذه الثورة وقرروا الاحتفال بها كل عام فى نفس الموعد بما يليق بها كأعظم ثورة فى التاريخ تصدت لحكم الإرهاب وكشفت التاريخ الدموى للإخوان والذى يؤكد أنهم لم يكونوا جماعة دينية أو دعوية، وإنما كانوا جماعة سياسية تستهدف الدولة، ولم يكن لديهم مانع من احتلال الغرب لمصر، وكل ما سعوا إليه هو الحكم، وكانوا سيشكلون حرسا ثوريا لولا تدخل الجيش المصرى الذى انحاز لمطالب الشعب الذى مارس الوعى فى أقصى درجاته فى إصراره على إنهاء حكم هذه الجماعة.

هذا الشعب المصرى العظيم أوقف مؤامرات الجماعة الإرهابية فى 30 يونيو، ووقف مع الجيش العظيم فى 3 يوليو، الشعار الذى رفعه المصريون فى هذا اليوم كان «يسقط يسقط حكم المرشد»، حيث اعتبروا أن محمد مرسى لم يكن الرجل الذى يتولى إدارة الدولة كرئيس الجمهورية، ولكنه كان ينفذ الأجندة الخاصة بالجماعة فى مصر لبسط نفوذهم على البلاد. لقد كانت ثورة 30 يونيو ثورة لتصحيح مسار دولة، وليس لإسقاط حكم الإخوان فقط، وطالب بها الشعب وحماها الجيش لاستعادة الدولة المصرية بعد اختطافها، وبالفعل تمكن الشعب المصرى من إزاحة الجماعة الإرهابية عن الحكم الذى استمر عاما فقط، من خلال تواجد مختلف أطياف المجتمع، حيث تخلى الجميع عن الخلاف والاختلاف، لأجل هدف أسمى وهو إنقاذ مصر من براثن العنف والتطرف والإرهاب والحفاظ على هويتها وحضارتها.

والسؤال الذى يقفز إلى الذهن بعد الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، وبزوغ العام الحادى عشر هو: وماذا بعد الاحتفال؟ والإجابة: الاحتفاظ بالوعى، والوعى الكامل الذى كان وراء الانتصار على الإرهاب عندما تحول الجيش والشعب والشرطة إلى يد واحدة.. هذا الشعب العظيم أوقف مؤامرات الجماعة الإرهابية عن طريق تمسكه بالوعى، فأدرك أن هذه الجماعة الظلامية لا تسعى إلا للفوضى والخراب وتدمير المنطقة العربية ومصر فى مقدمتها.. وأنها فعلت ذلك فى تونس وليبيا والسودان وسوريا من خلال مخطط عرف الجميع من يقف خلفه، وماذا يريد من ورائه، لقد استعصت مصر على السقوط بفضل وعى شعبها الأصيل عبر تاريخه الطويل والمجيد وتحطمت كل دعاوى الفوضى والتخريب على صخرة وعى المصريين الذين تعلموا الدرس من أحداث 2011، التى كادت تسقط فيها الدولة لولا تدخل الجيش المصرى العظيم، وخلفه الشعب البطل الذى تحمل الكثير من أجل إسقاط أهل الشر وإعادة بناء البلاد من جديد.

لقد حازت قضية الوعى فى خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى ما لم تحزه فى خطابات أى رئيس آخر فى تاريخ مصر، فلا يمل الرئيس من أن يستغل كل مناسبة ليعلن أن قضية مصر الأولى هى قضية الوعى، معلنا أن الدولة مستعدة لتقديم كل الدعم لكل ما من شأنه رفع وعى الإنسان المصرى الذى يشكل الجدار الأول أمام استهداف الدولة الذى يمهد للعبث بمقدرات ومستقبل الدول.

ليس خافيا أن أهل الشر لا يكفون عن القيام بمحاولات مضنية لاستعادة فوضى لم يعد لها مكان، وتشويه رموز وطنية، وبث أفكار سامة لم تنقطع منذ إطاحة المصريين بهم عن الحكم فى 2013، الذباب الإلكترونى لا يتوقف عن بخ سمومه باستخدام أخبار مكذوبة وتحليلات مغلوطة للتشكيك فى قيادات البلاد وحكومتها مستهدفين تأجيج الغضب ومراكمة التشاؤم لغرس الخوف من المستقبل لدى الجيل الصاعد والتكالب على أحلام المصريين فى محاولة يائسة لإحباطهم وزعزعة الثقة بين الحكومة والشعب. هذه الجماعة لا تعرف البناء وتجيد الهدم، هى تريد هدم الدولة التى فشلت فى إدارتها، وتستخدم نظرية الأباطيل للوصول إلى غرضها، وهى نظرية تقول اكذب ثم اكذب ثم اكذب بلا توقف، حتى يصدقك من يسمعك، أو على الأقل سيشكك فى معلوماته اليقينية، هناك دعوات مغرضة تسعى لتفتيت وحدة هذا الشعب والتشويش على الإنجازات التى حققتها مصر خلال السنوات الماضية، إفساد هذه المحاولات المغرضة التى تقوم الجماعة الظلامية يكون بالتمسك بالوعى فهو السلاح المضاد للشائعات، والذى أثبت جدواه فى كفاح المصريين منذ الاستعمار حتى عصر الإرهاب، بعد الذكرى أو بعد الاحتفال بعد الثورة العاشر لابد أن نستقبل العام الحادى عشر بمزيد من الوعى والتماسك والانحياز للوطن، تختلف رؤانا وأفكارنا وتوجهاتنا، ولكن لا نختلف مع الوطن الذى استرددناه بعد ثورة 30 يونيو المجيدة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، خلى الوعى صاحى، فالذباب الإلكترونى لا يتوقف عن بث الكراهية، والتحقير من الإنجازات لتسريب الإحباط,

إننا نسير فى الطريق الصحيح وإلى المستقبل، وهم يريدوننا أن نعود إلى الخلف نسعى إلى النور، وهم يعشقون الظلام، فلن نمكنهم من تحقيق أهدافهم عن طريق الوعى الذى يجب أن يسود.