رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الهوا

هل ما زال حُب الوطن كما قالت الأغانى والقصائد فرضاً علينا، أو كما قال الجاحظ الذى عُرف بالأقوال المأثورة: «لولا حُب الوطن لخرب بلد السوء». سرد أحد علماء الأمة العربية زكريا القزوينى فى كتابه «آثار البلاد وأخبار العباد» أنه كان فى هذا الزمن بلدة اسمها «الرصافة» هذه البلدة لا يوجد بها زرع أو ماء أو أمن أو تجارة أو صفة مرغوب فيها. وكان يسكنها صعاليك أوجب لهم القيام بها، ولولا حبهم لها لخربت. والحكمة من تلك الحكاية أن محبة الشىء تبعث على المحافظة عليه وصيانته ودفع الضرر عنه. وإذ إن محبة المجهول غير معقول، يكون الجهل بالشىء مدعاة إلى كراهيته وليس حبه. كما تقول الحكمة «المرء عدو ما يجهله» فالوطن الذى لا يعطى لم يأخذ شيئاً من ساكنيه. ولا ينبغى للشخص بعد ذلك غير حنين الإبل إلى أوطانهم التى ولدوا فيها. فالوطن كلمة تحمل معنيين الأول محدود وضيق والثانى أوسع وكبير، فالأول الأرض التى يسكن فيها الفرد إلى جوار آخرين يعيشون بشكل مشترك، والثانى يتجاوز حدود المكان إلى المشاركة فى شئون الوطن والحصول على الكفاية من خيراته. فإذا غاب المعنى الأخير تحمل الشخص التنقل بين باقى الأوطان حتى إذا اعتبرها ذل نفسه، وهذا ما يبرر هروب البعض من الوطن.

لم نقصد أحداً!!