رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الدولة الحقيقية لها جيش واحد، أما الدول التى لها أكثر من جيش أو عدة ميليشيات تقف على حافة الخطر، وتقيم فوق بحر من البنزين، وتكون عرضة للتفجير بواسطة عود كبريت واحد، وتنهار عندما يختلف القادة المتعددون، مصر دولة لها جيش واحد يحمى سماها وأرضها وأمنها القومى ويحوز على تقدير المصريين جميعاً.

فى الدستور المصرى القوات المسلحة المصرية ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وصون الدستور والديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب، وحقوق وحريات الأفراد. والدولة وحدها هى التى تنشئ هذه القوات، ويحظر على أى فرد أو هيئة أو جهة أو جماعة إنشاء تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية. كما لا يجوز للأحزاب السياسية المصرية طبقاً للدستور ممارسة نشاط معاد لمبادئ الديمقراطية، أو سرى، أو ذى طابع عسكرى أو شبه عسكرى.

مَن يتبع حركة تنظيم الإخوان منذ تأسيسه فى أواخر العشرينيات حتى اليوم، يرى أن العنف جزء لا يتجزأ من استراتيجية التنظيم فى سبيل الوصول للسلطة، وما قد يتغير هو شكل هذا العنف الممارس تجاه المعارضين لنهجهم، والغطاء الذى يتخذه فى سبيل تبرير هذا العنف أو التملص منه عبر إلصاقه فى تنظيمات صغيرة، لكنها على كل حال هى أدوات فى يد التنظيم، وتظهر خطورة أيديولوجية فى كونها دستوراً لكثير من التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة. القارئ لأفكار ونهج المرشد المؤسس لجماعة الإخوان حسن البنا، يرى بوضوح أن العنف والإرهاب جزء رئيسى فى فكر الجماعة من أجل تحقيق أهدافها، لكن الاختلاف لاحقاً كان على شكل العنف وكيفية تنفيذه.

 العنف متأصل فى فكر التنظيم الإرهابى، منذ أن كان مجرد أفكار فى ذهن «البنا» فى عشرينيات القرن الماضى، مروراً بطرق تبرير العنف، وتطبيقه فى دول عربية عديدة مثل مصر وسوريا واليمن وليبيا، وعمل الإخوان على «تفريخ» تنظيمات إرهابية أشد عنفاً، مثل الجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش، وتنظيم الإخوان الذى تأسس عام 1928، يعتبر أبرز التنظيمات المتشددة التى تنشر وراء الدين، فى العصر الحديث، وأكثر تمدداً وتوسعاً حول العالم، ويعد أول من أسس لفكر إباحة استخدام القوة والسلاح والقتل إذا لزم الأمر فى سبيل الوصول للسلطة.

عندما بدأت ملامح ثورة 30 يونيو تظهر فى الأفق، وتكتمل عناصر نجاحها وأهمها استعداد الملايين من المصريين للنزول إلى الميادين لإسقاط حكم المرشد، لجأت عناصر من جماعة الإخوان المؤيدة لبقاء مرسى رئيساً إلى الاعتصام فى رابعة بداية من يوم 21 يونيو 2013. كان اعتصاماً مسلحاً، تحول إلى وكر يضم كافة أنواع الأسلحة سعت من خلاله جماعة الإخوان لتحويله إلى دولة داخل الدولة عن طريق هذه الميليشيا المسلحة للضغط على القوات المسلحة والشرطة، ووزير الدفاع شخصياً الفريق أول عبدالفتاح السيسى للتفاوض معهم. ولكن إرادة المصريين كانت لها رأى آخر، فنزلت الملايين إلى الميادين يوم 30 يونيو غير مبالية بتهديدات الإخوان تهتف: يسقط يسقط حكم المرشد، وانحازت القوات المسلحة بتعليمات من السيسى إلى إرادة الشعب وانهارت جماعة الإخوان، وتم القبض على قياداتها، ومعظمهم كان فى رابعة، بعضهم هرب، وبعضهم تم القبض عليهم، وبقى الاعتصام الذى احتل مساحة كبيرة من ميدان رابعة، وهدد السكان المقيمين حوله، وخطط المعتصمون لأعمال عنف وتفجيرات وأعد الإخوان استراتيجية لتنفيذ أعمال إرهابية فى ربوع مصر، كما قاموا بتأسيس كيانات مسلحة وتسكينها جغرافيا باعتماد أساليب وأدوات القتال لتحقيق الأهداف التخريبية للجماعة. 

بعد 45 يوماً من الاعتصام، ويوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 تم فض اعتصام رابعة من خلال قوات الشرطة المصرية، بعد قيامها بإعداد ممر آمن لخروج المعتصمين، وفشل مخطط الجماعة فى زرع دولتهم عن طريق ميليشيا مسلحة، لتعود مصر واحدة، لها جيش واحد وشرطة واحدة هم جيش وشرطة مصر، ومعهم الشعب المصرى الذى أكد وجود ثقته فى قواته المسلحة بأنها لا تخذله عندما يطلب منها الحماية.

 عاش جيش مصر، جيش الشعب وعاشت شرطته، فمصر تمتلك جيشاً للسلام ولا يلجأ للحرب إلا إذا كان مفروضاً عليه للدفاع عن الوطن.