رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

10 سنوات على تحرير مصر من احتلال الجماعة الإرهابية

30 يونيو.. ثورة غيّرت الحاضر والمستقبل

30 يونيو ثورة شعب
30 يونيو ثورة شعب ميدان التحرير

30 يونيو 2013 ليس يوما عاديا ولكنه يوم فاصل فى تاريخ مصر المعاصر.. البعض قال إنه يوم تحرير مصر من الاحتلال الإخوانى، وآخرون قالوا إنه العبور الثانى لمصر بعد العبور العظيم فى أكتوبر 1973، فريق ثالث قال إنه يوم أراد فيه المصريون الحياة فاستجاب القدر..

 والحقيقة أن 30 يونيو هو كل ذلك، فاليوم الذى تحل ذكراه العاشرة هذا الأيام هو أحد أمجد وأعظم وأفخر أيام مصر فى التاريخ المعاصر.

وفى ذكرى هذا اليوم العظيم ليس علينا أن نكرر كلمات قلناها فى سنوات سابقة، وليس علينا أن نفتخر ونتفاخر بما فعلناه فيه، ولكن علينا أن نستلهم روح هذا اليوم العظيم من جديد، فنجعل منه زادا لمزيد من العمل من أجل صالح وطن ثار ضد طغيان جماعة إرهابية، ومن أجل العمل على تحقيق مستقبل أفضل لشعب خاطر بعمره كله وخرج بالملايين إلى الشوارع ليحرر مصر من احتلال جماعة كانت تدفع الوطن إلى الهاوية.

وعلينا أن نوضح للأجيال الجديدة كيف أنقذت تلك الثورة العظيمة الدولة المصرية من الضياع والانهيار، وكيف حافظت على الهوية المصرية من الاندثار للأبد، وكيف كانت فجرا لجمهورية جديدة يستحقها الشعب المصرى العظيم جمهورية تم فيها كسر شوكة الإرهاب والإرهابيين، وتحقيق نهضة صناعية وزراعية وصحية واجتماعية غير مسبوقة.. وحددت مصر خطواتها المستقبلية ووضعت لنفسها استراتيجية واضحة.

حافظت على هوية مصر.. وانتصرت للإرادة الشعبية

 

ثورة 30 يونيو، رمز لانتصار الإرادة الشعبية، وتجسيدا واقعيا للمقولة الشهيرة: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر

الدكتور ياسر الهضيبى

قال الدكتور ياسر الهضيبى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إن ثورة 30 يونيو، ستظل محفورة فى ذاكرة كل مصرى، باعتبارها حدثا تاريخيا احتشد فيه الشعب المصرى بالملايين فى جميع شوارع وميادين الجمهورية، وتوحدوا تحت لواء واحد وهو الدولة المصرية وسعوا بكل الطرق للحفاظ عليها، ومنع اختطاف هويتها وثقافتها.

 

وقال «الهضيبى» إن ثورة 30 يونيو حافظت على هوية مصر، ووحدة شعبها فى ظل سياسة الاستقطاب والانقسام المجتمعى، كما أن الشعب المصرى كان واعيا ومدركا لحجم المخاطر التى تحيط بالوطن، فلم يقع فى فخ الانقسام وعمل بشكل سلمى على تحقيق ما يصبوا إليه والتفوا حول القائد عبدالفتاح السيسى.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الشعب المصرى نزل فى الشوارع فى 30 يونيو 2013 محملا بآمال وطموحات عريضة، من أجل تحسين حياة المواطنين، وتحقيق المساواة بين المواطنين دون تمييز، مؤكدا على دور القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسى آنذاك، فى حماية إرادة الشعب المصرى.

وشدد النائب ياسر الهضيبى على أن ثورة 30 يونيو ساعدت فى الحفاظ على التراب الوطنى، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من البناء والتعمير ونهضة تنموية فى جميع المجالات، بالإضافة إلى تمكنها من هزيمة جماعات الإرهاب فى سيناء وهى الحرب التى كلفت مصر وشعبها الكثير على مدار سنوات.

وقالت الدكتورة نادية حلمى، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، إن ثورة ٣٠ يونيو جسدت إرادة التغيير للمصريين، بدعم من القوات المسلحة بقيادة الفريق «عبدالفتاح السيسى» حينئذ، فجماعة الإخوان المحظورة لا يعرفون ولا يفهمون معنى الدولة الوطنية المصرية، ويعتبرون الوطن حفنة تراب عفن – كما قال مرشدهم- ومن هنا انتصرت ثورة ٣٠ يونيو فى ملحمة شعبية جماهيرية لإرادة المصريين، وخطت بنا نحو الجمهورية الجديدة وبناء دولة ديمقراطية حديثة بعد التخلص من الجماعة الإرهابية المحظورة، ونجح الشعب المصرى وقواته المسلحة فى التصدى لمحاولات اختطاف الوطن من عصابة إرهابية أرادت فرض مصالحها وأهداف تنظيمها الدولى على مقدرات الوطن.

الوحدة الوطنيه

وأضافت: ثورة ٣٠ يونيو تجسيد حقيقى للثورة الشعبية لإنقاذ الدولة المصرية من مصير مجهول على يد الجماعة الإرهابية، كما أعادت مصر إلى وضعها الطبيعى بعد محاولات اختطافها وإفقادها هويتها، ونجحت الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسى فى التخلص من خطر الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، فضلاً عن دحر خطر الجماعات التكفيرية والإرهابية سواء فى سيناء أو جميع أنحاء البلاد، عبر بناء استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب بقيادة الرئيس «السيسى».

وأكدت أن ثورة ٣٠ يونيو تعد نموذجاً فريداً فى تاريخ الثورات الشعبية فى العالم، فلقد أثبتت للعالم كله أن الشعب المصرى لا يقهر، ولديه كل المقومات والإمكانات لمواجهة أى مخاطر أو مؤامرات تواجه الدولة المصرية فى الداخل والخارج، خاصةً مع ملاحظة وجود اتجاه قوى ومخطط شرير لدى جماعة الإخوان الإرهابية نحو تغيير هوية مصر الثقافية والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءاً مما لاحظناه من منع عروض الباليه بدار الأوبرا المصرية، إلى إقصاء قيادات مستنيرة فى قطاعات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة المحظورة الداعمة للحكم. وتبقى خطورة ما حدث لدى أبناء الشعب المصرى هو محاولة الجماعة المحظورة نشر الفكر الإرهابى والتكفيرى الرجعى، والذى تمثل فى إفراج رئيسهم عن سجناء من ذوى الفكر المتطرف المعلوم لكافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ممن استوطنوا أرض سيناء وسعوا لتكوين إمارة إسلامية إرهابية متطرفة، كما غضت جماعة الإخوان المحظورة البصر عن أنفاق التهريب مع قطاع غزة، وهو ما جعل حدود مصر مستباحة.

فثورة ٣٠ يونيو تعبير جلى عن إرادة الشعب واستجابة مؤسسات دولته وقواتها المسلحة له، وهو ما يعد بمثابة مشهد تاريخى لن يمحى أبدأ من الذاكرة الوطنية، وقد مضت ثورة ٣٠ يونيو بالتوازى فى العمل على (ثلاثة مسارات أو خارطة طرق) وفق ما أعلنه وقتها الفريق السيسى والقوات المسلحة المصرية، تتمثل فى: التصدى لخطر الإرهاب الإخوانى والفكر الرجعى والتكفيرى، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، مع العمل على إنجاز أجندة تنموية سياسية واقتصادية كبيرة تليق بحجم الدولة المصرية من مشروعات تنموية عملاقة وطرق جديدة جرى افتتاحها فى عهد الرئيس السيسى بعد التخلص من خطر الإرهابيين، مع التأكيد الشعبى على رفض الحكم الفاشى الدينى لجماعة الإخوان المحظورة، ورفض الاستئثار بالسلطة، وبذلك قدم أبناء الشعب المصرى أروع التضحيات مع الجيش والشرطة لإنقاذ دولتهم من مصير مجهول ومظلم على يد الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة.

وأوضحت أن جماعة الإخوان المحظورة فشلت فى الترويج لأجندتها عالمياً بعد خروج الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو للتصدى لخطر أخونة مؤسسات الدولة المصرية، كما فشلت فى تدويل ملف مصر وثورتها الشعبية فى ٣٠ يونيو فى الأمم المتحدة بتحريض غربى داعم للإرهابيين لإحداث اضطرابات وفوضى فى مصر والمنطقة.

وأكدت الدكتورة نادية حلمى فشل حكم الإخوان المحظورة فى إدارة ملفات الدولة المصرية وحل مشكلاتها المتراكمة، وهو الأمر الذى أدى لتوتر العلاقات مع الجانب الإثيوبى وأجهض أسس الحوار السياسى معه، وما زلنا نجنى نتائجه حتى الآن.

 وقال: ثوره ٣٠ يونيو بعد عشر سنوات، قضت على كل الخونة والمتآمرين والمتربصين بالوطن، ووضعت البلاد فى مسار جديد، انطلق بها إلى جمهورية جديدة ينتطرها مستقبل واعد.

إنجازات تحققت.. وآمال منتظرة

حققت ثورة 30 يونيو مكاسب عديدة للدولة المصرية فى المحيط المحلى والإقليمى والدولى.

الدكتور ياسر حسين سالم

وقال الدكتور ياسر حسين سالم- الخبير الاقتصادى: أثمرت ثورة 30 يونيو الكثير من ثمرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مختلف المجالات ومنها على سبيل المثال، إنشاء حوالى 7000 كيلومتر طرق جديدة لتسهل حركة النقل، ومع تطوير العديد من الأحياء العشوائية مثل حى الأسمرات ومثلث ماسبيرو والمقطم، والتوسع فى الانتشار العمرانى والتنموى وإنشاء مدن سكنية جديدة ومن أهمها العاصمة الإدارية، المنصورة الجديدة، توشكى الجديدة، الأقصر الجديدة، العلمين الجديدة، بئر العبد الجديدة بسيناء، شرق بور سعيد، غرب أسيوط، غرب قنا فى مخطط يستهدف إنشاء ثلاثين مدينة ذكية تنتشر فى كل أنحاء مصر،

وفى مجال الطاقة تم إنشاء محطات الطاقة الشمسية بأسوان، ومحطات طاقة الرياح بغرب السويس بالزعفرانة، وصناعة الهيدروچين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وإنشاء مدن صناعية جديدة مثل جمصة الصناعية فى الدقهلية، ودمياط الجديدة الصناعية بدمياط، بنى سويف الجديدة الصناعية.

كما تم القيام بمبادرات تستهدف واقعاً اجتماعياً أفضل للمواطن مثل مبادرة حياة كريمة، وأخرى تستهدف واقعاً صحياً أفضل، مثل مبادرة 100 مليون صحة، وثالثة زراعية تستهدف استصلاح مليون ونصف فدان، وتطوير البحيرات الشمالية فى مصر والتوسع فى الاستزراع السمكى، ورابعة تعليمية شملت إنشاء جامعات جديدة تجعل مصر فى حالة اكتفاء ذاتى لأماكن التعليم الجامعى حتى العام 2050.

ووضعت الثورة مصر فى الطريق الصحيح نحو خطة رؤية مصر 2030، وتحقيق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 وهى استراتيجية طويلة المدى لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة فى كافة المجالات وتحقيق واقع أفضل فى أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة وهى البعد الاقتصادى والبعد الاجتماعى والبعد البيئى، وتتلخص أهداف خطة مصر للتنمية المستدامة 2030 فى أهداف سامية وراقية ونبيلة للمواطن المصرى.

وأضاف الدكتور ياسر حسين سالم: رغم المكاسب المتنوعة المحققة لثورة الثلاثين من يونيو، إلا أن هناك تحديات وإشكاليات تحتاج إلى حلول لمواجهتها ومن أهمها إشكاليات تشغيل مليون مواطن يدخلون إلى سوق العمل سنويا، مشيرا إلى أن الحل السحرى لتوظيف وتشغيل هذا العدد الكبير من الخريجين يكمن فى إطلاق يد القطاع الخاص، ليكون بوابة التشغيل والتوظيف لذلك الكم الكبير من الخريجين سنويا.

الدكتورة حنان أبوسكين

وقالت الدكتورة حنان أبوسكين- أستاذ مساعد العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن ثورة 30 يونيو انتصار للإرادة الشعبية والتخلص من حكم الإخوان الذى كان يدفع الوطن نحو الهاوية.

وأضافت: بعد عشر سنوات من ثورة 30 يونيو، حققت مصر الكثير من النجاحات، فدحرت الإرهاب الإخوانى وأعادت الأمان والاستقرار للوطن، وفى الملف الاجتماعى شاهدنا الاهتمام بجميع الفئات التى كانت مهمشة مثل المرأة والشباب والمصريين بالخارج، والذين تم تخصيص «كوتة» لهم بالمقاعد النيابية، وتعليميا شهدنا اهتمام ببناء الإنسان المصرى، وشهدنا تطورا فى التعليم وفى مجال الصحة حيث بدأت الدولة بالعديد من المبادرات الصحية مثل مبادرة القضاء على فيروس «سى» ومبادرة إنهاء قوائم الانتظار والاهتمام بالمستشفيات وتطويرها، ولكننا نطمع بالمزيد من التطوير.

وأوضحت أن هناك تحديات فى المجال الاجتماعى، وهو كيفية مواجهة الزيادة السكانية والتى تلتهم جهود التنمية، وفى المجال الاقتصادى شهدنا مشروعات اقتصادية كبرى مثل قناة السويس الجديدة إنشاء العاصمة الإدارية وإقامة مدن ذكية وتشجيع الاستثمارات وافتتاح مصانع، ومشروعات لم تكن موجودة فى مصر مثل مشروع الرمال السوداء، ومشروعات كبرى مثل إنشاء مطارات وبنية تحتية وطرق وكبارى وتحديث للأسطول البحرى، ولا يمر شهر أو أسبوع إلا ونرى افتتاح لمشروع جديد كما، ولهذا استطاعت الدولة المصرية خفض نسبة البطالة إلى 7% بعدما كانت 13%، كما استطاعت الدولة على القضاء نهائيا على أزمة التيار الكهربائى، وأصبح لدينا طاقة نظيفة تمثل أكثر من 22% من الطاقة المستخدمة فى مصر، مؤكدة أن هناك مشروعات ونهضة تنموية قوية تشهدها مصر، ولكن نحتاج إلى أن الدولة تضبط الأسعار، رغم وجود مبادرات يقوم بها المجتمع المدنى والدولة، ألا أن هناك غلاء فى الأسعار، ونحتاج مراجعة لكيفية تثبيت سعر العملة الوطنية والاهتمام بالزراعة والصناعة، رغم افتتاح العديد من المشروعات الصناعية والزراعية، كما تم القضاء على العشوائيات وتحسين للخدمات.

الاراضي الزراعية

كما أن الدولة استطاعت أن تقضى على الإرهاب تماما، بفضل بطولات وتضحيات أبطال الجيش والشرطة، الذين حاربوا الإرهاب، وأحبطوا الدولة تخطيط الجماعات الإرهابية التى كانت تسعى لجعل سيناء مركزا للإرهاب ومأوى للإرهابيين، ولكن اليوم مصر تنعم بالاستقرار والأمان.

كما أن مصر استطاعت إعادة العلاقات المتوازنة من الشرق للغرب، مضيفة أن الخارجية المصرية نشطة، واستطاعت بناء علاقات دولية قوية وأصبحت مصر مرحب بها فى كل دول العالم، بعدما نجحت فى إعادة العلاقات الجيدة مع كل دول العالم.

 

إنقاذ وطن.. وفجر جمهورية جديدة

 

عقب ثورة يناير 2011 بدأت الجماعات الإرهابية مخططها لتحويل مصر لمركز للإرهاب، وكان عام حكم الإخوان هو العصر الذهبى لتنفيذ هذا المخطط الجهنمى، ثم كانت ثورة 30 يونيو 2013، لتنقذ مصر من الضياع، وتحررها من قبضة الجماعة الإرهابية وأذنابها.

وعاشت البلاد فترات عصيبة بعد الثورة، فى مواجهة الإرهاب على الصعيدين الداخلى والخارجي، وبفضل بسالة وتضحيات رجال الجيش المصرى والشرطة تم التصدى للإرهاب ودحره، وفى عام 2019 خرجت مصر من قائمة أكثر الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب، وذلك وفق مؤشرات الإرهابية العالمية.

مواجهات عديدة قادتها الدولة المصرية، لحماية الشعب المصرى العظيم، الذى وقف بجوار مؤسساته وجيشه وشرطته وقيادته من أجل محاربة تلك الجماعات الإرهابية التى حاولت إسقاط وتدمير الدولة المصرية وتنفيذ مخططاتها التدميرية، إلا أن الجهود والتحركات التى قامت بها الدولة المصرية أوقفت جميع تلك المخططات الإرهابية، وكبدت تلك الجماعات خسائر عديدة طوال تلك السنوات.

ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، قيادة البلاد، بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة فى ملف مكافحة الإرهاب على كثير من الأصعدة الداخلية والخارجية، وهو ما جعل مصر فى مقدمة الدول التى تكافح الإرهاب، فكانت نموذجا لكل دول العالم فى الحرب على الجماعات الإرهابية، التى سعت بتمويل ودعم من دول معادية للنيل من مقدرات الدولة المصرية، إلا أن مخططاتهم باءت بالفشل.

اللواء يحيى الكدوانى

وقال اللواء يحيى الكدوانى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن مصر مرت بفترة صعبة جدا خلال وجود جماعة الإخوان المحظورة فى الحكم، حيث عانى الشعب المصرى خلال حكم الإخوان من فتن طائفية وحريق للمساجد والكنائس والاعتداء على المحاكم، وارتباك كامل فى الأمن، وكانت الدولة على حافة الهاوية، والبلد فى اضطراب شديد والحكومة غير قادرة على إدارة شئون الدولة، والسياسة الخارجية فى أدنى مستوياتها منذ القرن الـ19 ووسط هذا كله تفجرت ثورة 30 يونيو التى أعادت للشعب المصرى الأمان والعزة والكرامة وتم القضاء على الإرهاب وإقامة مشروعات عملاقة، موضحا أن ارتفاع الأسعار حاليا هى موجة عالمية وليست موجودة فى مصر فقط نتيجة الأزمات التى يمر بها العالم ككل، فى مقدمتها حرب أوكرانيا ووباء فيروس كورونا، ولكن مصر وشعبها استطاعوا الصبر لإعادة الاقتصاد لمرحلة جيدة ووضعه الطبيعى.

وأكد أن مصر نجحت بشكل كبير وبفضل وحرص القيادة السياسية على مواجهة الإرهاب، وتفتيت تلك الجماعات الإرهابية التى سعت أن تحول مصر إلى بؤرة إرهابية كما فعلت فى دول أخرى، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه رئاسة مصر وضع نصب عينيه تجاه تولى المسئولية فى الحرب على الإرهاب، وتحركت الدولة فى مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

وأوضح أن الدولة المصرية اتخذت إجراءات قوية بفضل شعبها وجيشها وشرطتها لعودة الاستقرار وأمن البلاد، ومواجهة الارهاب لم تكن فقط فى الضربات الأمنية بل كانت فى أمثلة عديدة ومنها المواجهة التشريعية بإقرار العديد من التشريعات لمواجهة الإرهاب بشتى طرقه.

وأكد أنه لولا قيام ثورة الثلاثين من يونيو لكانت مصر قد تحولت إلى مركز للإرهاب مثلما حدث فى عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط، مثل سوريا وليبيا والعراق، ولكن مصر فى 30 يونيو 2013 خرجت بإرادة شعبها ضد هذه المؤامرات، وأفسدت مخططات عالمية لتدمير مصر، وما زالت تلك المخططات قائمة والفوضى الخلاقة، موضحاً أن المؤامرة لم تنتهى حتى الآن، فما زالت الأجندات الخارجية تحاول النيل من مصر وشعبها.

الدكتور إكرام بدر الدين

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة 30 يونيو أحدثت تغيرات هامة على كافة المستويات، أولها إنقاذ الهوية المصرية، وإنقاذ الوطن، والتخلص من الإرهاب، موضحا أن الثورة كانت ضرورية وحاسمة حتى لا تقع الدولة فى براثن الإرهاب، حيث أنهت الثورة فكرة سيطرة الجماعة الواحدة على مقدرات الوطن لصالحها، وأصبحت السياسة توجه لمصلحة الشعب ككل، أما السياسة الخارجية، وهى بعد مهم فى التغيرات والسياسات التى أحدثتها ثورة 30 يونيو، فبدأت مصر تتبع سياسة خارجية تتسم بالتوازن والمرونة والاستقلالية، وحولت الوطن من سيطرة القلة التى تعمل على تحقيق أهدافها إلى العمل على المصلحة العامة للوطن والشعب كافة.

وأكد أن ثورة الثلاثين من يونيو كانت بمثابة إنقاذ للوطن لبناء جمهورية جديدة، مؤكدا أن السنة التى قضاها الإخوان فى الحكم تختلف عن الـ80 سنة التى قضوها فى المعارضة، موضحاً أن وصول الإخوان للحكم كشف حقيقتهم الإرهابية والتى كانت تسعى لإقامة دولة إخوانية، تقوم على تفرقة أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن 30 من يونيو هى ثورة شعب انحاز لها الجيش. وأوضح أن جماعة الإخوان إذا كانت استمرت فى حكم مصر، كانت الدولة ستفقد الهوية المصرية.

يوسف القعيد: يقظة المثقفين قضت على مشروع الإخوان الظلامى

 

وكان المثقفون فى طليعة الشعب الذى خرج فى 30 يونيو 2013 مطالبا بإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة، قبل انطلاق ثورة 30 يونيو بعدة أيام، بمثابة الشرارة الأولى لإرهاصات الثورة المصرية التى قام بها الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، ووقفت بجانبه القوات المسلحة، ويعتبر هذا الحدث من الأحداث البارزة فى تاريخ الثقافة المصرية، فجميع المثقفين كبارا وشبابا على مختلف التوجهات تجمعوا فى منطقة واحدة.

ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﻌﻴﺪ

وبدأت احتجاجات مثقفى مصر، بعدما سيطرت حالة من الغضب على مجموعة من أصحاب الفن والأدب، اعتراضا على قرارات وزير الثقافة الإخوانى، خاصة قرار إنهاء انتداب قيادات واختيار بدلاء لهم منتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بعد مرور أقل من شهر على اختياره وزيرا للثقافة، وتجمعوا على قلب رجل واحد وعزيمة واحدة لعزل الوزير.

والاعتصام لم يأت وليد الصدفة أو لمجرد التخلص من وزير إخوانى لا يعلم شيئا عن الثقافة المصرية، بل جاء نتيجة استشعار المثقفين بأن التغييرات تحمل الكثير من التعسف حتى وصلت لرئيس دار الأوبرا وقتها الدكتورة إيناس عبدالدايم، بالإضافة إلى محاولات مستميتة لوقف عروض الباليه بالأوبرا، مما أثار حفيظة فنانى الأوبرا، وجعلهم شرارة تضىء طريق المثقفين لتصل بهم إلى مقر وزارة الثقافة ليبدأوا فى اعتصام شرارته أضاءت طريق الثورة على حكم الإخوان فى 30 يونيو.

وقال الكاتب والروائى يوسف القعيد، إن البداية الشرارة لمثقفى وفنانين ومخرجين مصر، انطلقت عندما قامت الحكومة الإخوانية والرئيس الإخوانى، بتعيين وزير للثقافة إخوانى، حينها تجمع المثقفين فى مبنى وزارة الثقافة من كل اتجاهات من أشكال الكتابة والفنون المختلفة سواء كتاب وفنانين ومخرجين ومن كل أطياف العمل الثقافى فى مصر، ومنعو الوزير الإخوان من الدخول واستمروا فى الاعتصام فى المكان إلى أن نشأت فكرة أن الجميع يتحرك إلى ميدان التحرير، وفعلا تم السير فى شوارع الزمالك المؤدية إلى كوبرى قصر النيل ومنه إلى ميدان التحرير، وهذه كانت شرارة ثورة 30 يونيو، وبعدها انضم الكثير من الشعب إليهم، كما أنهم ساروا على أقدامهم إلى الاتحادية، إلى أن تخلصنا من حكم الإخوان.

وأكد أن ثورة الثلاثين من يونيو كانت ثورة عظيمة، وطهرت مصر من دنس حكم الإخوان، ومن مشروعهم الظلامى الرهيب الذى كان ممكن أن يخرب الثقافة المصرية لسنوات طويلة، مؤكدا أن مصر تخلصت من كابوس.

وأوضح أن المثقفين الشرفاء كان لهم الدور الأبرز فى إنهاء حكم الإخوان البغيض، الذين قرروا رفض الإستيلاء على كيان مهم جدا اسمه الثقافة المصرية، مضيفا أن مثقفى مصر هم ليس قوة مصر الناعمة فقط، بل هم قوة العالم العربى والإسلامى وقوة العالم الثالث الناعمة، وكل ذلك ينطلق من مصر، مضيفا أنه لولا يقظة مثقفى مصر لم يستطيع أن يصف ماذا كان سيحدث للثقافة المصرية ولمصر وشعبها، إذا استمر حكم الإخوان فى مصر لمدة ساعة أخرى.