رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

فى الجزء الثانى من مقالى الذى اكتبه فى زاويتى هذه بعنوان الشيخ الشعراوى سيرة ومسيرة 2 قررت أن تكون بدايته هذا الحديث الشريف، عن أبى هريرة رضى الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» لقد كان أمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى علامةً فارقة فى عصر الدعوة الإسلامية الحديث،فقد كان يمتلك طلاقة اللسان، ووضوح البيان. وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين فى صورة سهلة واضحة وشيقة حتى صار الإمامُ إمامًا للدعاة فليس هذا فقط بل ترك بصمات كثيرة فى الداخل والخارج فى كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، سواء فى مصر أوخارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك. وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ الشعراوى وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره فى بعض شئون توسعة الحرم المكى الشريف، وأخذ بمشورته. وعلى الرغم من تقلده مناصب عديدة كان اهمها منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964 ورئيس بعثة الأزهر الشريف فى الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980. إضافة إلى العديد من المناصب التى عُرضت عليه الا أنه اعتذر عنها تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين حتى أنه حين عرض عليه ممدوح سالم وزارة الأوقاف قال له لن تتحملونى ولن أتحملكم وهنتعب مع بعض، وعندما تولى منصب وزارة الأوقاف سأله السادات قائلا هل صحيح يا شيخ شعراوى أنك لا تجلس على مكتبك فى الوزارة، وتجلس على كرسى «خرزان» بجوار الباب فقال له الشعراوى نعم صحيح، فقال له لماذا، فقال الشعراوى حتى أكون قريبا من الباب، وعندما ترفدنى أجرى سريعا وأقول «يا فكيك» وأحمد الله وأنفد بجلدى، حتى أصبح له مؤلفات علمية عديدة منها معجزة القرآن والأدلة المادية على وجود الله وأنت تسأل والإسلام يجيب والإسلام والفكر المعاصر وقضايا العصر وأسئلة حرجة وأجوبة صريحة.وعن أبرز مواقف الشيخ الشعراوى مع الفنانات يشير حفيده محمد الشعراوى فى تصريحات صحفية نشرت له، أن الفنانة شادية كانت جارة لهم، والتقت بإمام الدعاة فى جاردن سيتى، وكان بعض الشيوخ قد حرموا أموالها الآتية من طريق التمثيل، فنصحها الإمام بأن تبقى من أموالها ما يضمن لها أن تعيش حياة كريمة وتتبرع بالباقى. وذكر الحفيد أن ما أكثر الفنانات اللاتى انجذبن للإمام الشعراوى ووجدن فيه ملاذًا وطريقًا للتوبة إلى الله، إلا أن الشيخ رحمه الله لم يطلب من فنانة واحدة أن تتحجب مثلما أدعى بعض الإعلاميين.

وروى أن الفنانة تحية كاريوكا رغم أنها كانت واحدة من أشهر راقصات مصر فى الأربعينات ووصفت بأنها آخر العظماء فى تاريخ الرقص الشرقى فإن الشيخ الشعراوى لم يتعرف عليها عندما كان بفندق الحرم بالمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، فنادته الفنانة تحية كاريوكا، التى كانت فى آواخر سنوات حياتها، فلم يسمعها الشعراوى، فنادته عدة مرات وقالت له بُح صوتى وأنا بنادى عليك يا مولانا، أنت مش عارفنى أنا تحية كاريوكا ولم يتعرف عليها الشعراوى فى البداية بسبب كبر سنها وارتدائها الحجاب، وطلبت من الشعراوى النصيحة فقال لها إن الله يغفر الذنوب جميعًا إلا أن يشرك به. وفى صباح يوم ما فوجئت بطفلة رضيعة ملقاة أمام باب منزلها، واستشارت الشعراوى، فنصحها بأن تأخذها وتقوم بتربيتها، وقال لها خذيها فهذه عطية من الله لكِ وبالفعل أخذتها كاريوكا وأطلقت عليها اسم عطية، أما الفنانة هناء ثروت مر عليها فى عالم الفن سنوات قليلة، لكنها قررّت الاعتزال وذهبت بصحبة زوجها الفنان المعتزل محمد العربى إلى الشيخ الشعراوى الذى كتب كتابهما، وأصرّت بعدها على ارتداء الحجاب واعتزال الفن تمامًا، بينما زوجها اعتزل هو الآخر واتجه للبرامج الدينية. وقال الحفيد إن جدى يخشى الإرهاب وقاومه بكل ما أوتى من قوة، حتى أن الجماعات التكفيرية حاولت اغتياله، أثناء عودته من صلاة الفجر، وأشعلوا النيران فى شقته بالحسين ولكنه نجا.. وهنا أقول رحم الله الإمام محمد متولى الشعراوى، الذى توفى فى يونيو عام 1998 عن عمر يناهز 87.