رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اليوم عيد الأضحى، وهو يوافق يوم 10 ذى الحجة من كل عام هجرى، ارتبط هذا العيد الذى يحتفل به جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، بقصة نبى الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل، إذ رأى فى المنام رؤيا أمره الله فيها بالتضحية بابنه إسماعيل، وعندما هم بتطبيق هذه الرؤية بذبحه فداه الله بذبح عظيم، وهى القصة التى يؤكدها القرآن الكريم.، يحظى عيد الأضحى بأهمية خاصة لأنه يوم النحر وهو ذروة الحج أو العمرة وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، هذا الحج السنوى إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، واجب فقط على الرجال والنساء القادرين جسدياً ومالياً على أدائه مرة واحدة فى حياتهم.

أول أيام العيد يقوم الحجاج هناك فى «منى» بتقديم الأضحيات لوجه الله ومعهم كل قادر من المسلمين فى كافة بقاع الأرض، ومن هنا كانت تسمية هذا العيد بعيد الأضحى، وتبدأ الاحتفالات بعيد الأضحى بأداء صلاة العيد، ويستمر أربعة أيام.

إن العيد فى الإسلام يعنى الفرح فى أسمى معانيه.. الفرح فى الطاعة والقرب من الله والفوز برضاه.. الفرح لفرح الأمة إذا حققت ما تصبو إليه.. الفرح بكف بكاء اليتيم وكفالته وإدخال السرور عليه.. الفرح بإغناء الفقير والمسكين والمحتاج عن سؤال الناس.. الفرح بنهضة الأمة وتوحدها لمواجهة ما يحاك لها من أعدائها.. الفرح بفضل الله.

ولكى تتحقق هذه المعانى فى هذا اليوم المبارك يجب علينا أن ننتهج نهج رسول الله، حيث كان يخرج إلى المصلى مبكراً، يذهب من طريق ويعود من طريق آخر، ليشيع السلام فى جنبات أرض الإسلام وكان يصلى فى الخلاء حتى يتجمع المسلمون فى مكان واحد. ويسن لجميع المسلمين أن يتوجهوا للمصلى ويشهدوا صلاة العيد حتى يعم الترابط وتسود المحبة والألفة بينهم.

وتبدو فلسفة العيد فى الوحدة والمساواة، الوحدة التى تتجلى فى صلاة جميع المسلمين العيد فى يوم واحد.. ويتحقق فى الحج، حيث الوقوف على صعيد واحد، وفى وقت واحد، وفى لباس واحد ويتضرعون إلى إله واحد.. الوحدة فى أنه لا فرق بين غنى ولا فقير، ولا خفير ولا وزير، ولا قصير ولا طويل، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالكل أمام الله سواء.. الكل يهتف بنداء واحد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

الكل يهتف هتافاً صادقاً نابعاً من أعماق القلوب والوجدان، لا نفاق فيه ولا رياء.. الوحدة التى يجب أن تكون نواة ومنطلقاً ومرتكزاً لوحدة: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تجمع فى بوتقتها جميع المسلمين فى العالم، حيث الإله الواحد، والرسول الواحد، والدين الواحد، والكتاب الواحد، والتاريخ المشترك، والحضارة الواحدة، التى أضاءت جنبات الدنيا كلها يوم أن تمسكنا بديننا.

الوحدة التى يجب أن تكون هدفاً وغاية سامية نبذل فى سبيلها الغالى والثمين، لكى تحجز لأمتنا مكاناً لائقاً فى وسط الأمم فى خضم التكتلات والتحالفات الدولية.

ومن فلسفة العيد الرحمة والإحسان وتتجلى فى طريقة ذبح الأضحية ومعاملتها برفق ورحمة كما علمنا رسولنا الكريم، وإذا كنا مأمورين بالرحمة والإحسان إلى الأضحية، فمن باب أولى أن نكون رحماء ببعضنا البعض، وبأنفسنا، بل يجب علينا أن نكون رحماء ورفقاء بكافة مفردات الكون من: إنسان، وحيوان، ونبات، وحتى الجماد.. وأن نمتثل هذه الأخلاق فى جميع أيامنا وأحوالنا نغرسها فى نفوس أبنائنا وفى كل من حولنا حتى نخرج من العيد بدروس نتمثلها فى كل أيامنا، بحيث تكون صلاحاً لنا فى ديننا ودنيانا.

ومن فلسفة العيد ومعانيه التكافل الاجتماعى والسخاء والمودة فى القربى والبشاشة والفرح فى وجه من تلقاه من المسلمين، وذلك ببذل الصدقات والهدايا، والتوسعة على الأهل والأولاد والجيران، وصلة الرحم، وبث الوئام، والبدء بالصلح، ونبذ الخلافات، وتنقية القلوب من الضغائن والأحقاد، والعفو عن المسىء، وإفشاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف، وإطعام الطعام، وعيادة المريض، وزيارة الضعفاء من ذوى الاحتياجات الخاصة.