رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 الشائعات وسيلة قديمة عمرها عمر الحروب ولقد برع فيها التتار الذين كانت تسبقهم الشائعات التى تبالغ فى قوتهم وذلك قبل أن يقتحموا البلاد التى يستهدفونها، ونجح فيها الألمان ضد الشعب الروسى فى الحرب العالمية الأولى وأشعلوا ثورة كان على رأس أولوياتها الانسحاب من الحرب ولقد راجت تلك الشائعات فى الحرب العالمية الثانية على أيدى الألمان وأنشأوا وزارة البروباجندا أو الدعاية لأول مرة وعلى رأسها «جوبلز»، أحد مؤسسى علم الشائعات.

 إن الشائعات تعد من أهم الأدوات التى تعتمدها الحرب النفسية من أجل تحقيق أهدافها التى تهتم بتحطيم معنويات الخصوم فى الحرب ولعل حرب اليوم لم تعد فى المقام الأول حرب دبابات ومدافع وطائرات ولكنها فى البداية أصبحت حرباً ثقافية ونفسية واجتماعية واقتصادية هدفها التأثير على الخصم وصولاً إلى السيطرة على الدولة المستهدفة.

 إن ما نراه الآن فى منطقتنا من استهداف يحاول تقطيع أوصال اللحمة الأساسية للدول وتقسيم شعوبها إلى طوائف وعشائر شتى والعمل على الخروج من العباءة الوطنية التى تظل الجميع إلى عباءة الطائفية أو العنصرية التى تزرع الشحناء والبغضاء بين المواطنين لهو أمر خطير للغاية ولابد من مواجهته مواجهة حاسمة لأنه يمهد الطريق أمام قوى الشر للسيطرة وبسط النفوذ.

 وإذا كانت الشائعات وسيلة تستخدمها الدول ضد بعضها البعض باعتبارها وسيلة من وسائل الحرب التى تستهدف التأثير على الحالة المعنوية والنفسية للخصوم فقد يكون أمراً له ما يبرره بين الدول بعضها البعض فى الحروب إلا أن الطامة الكبرى أن يستخدمها أفراد وجماعات من بنى وطننا حيث ينفثون سمومهم وشائعاتهم من أجل هدم الوطن، فقد خرج هؤلاء جميعاً عن كل القيم الوطنية والأخلاقية وباعوا ضمائرهم وأنفسهم وارتموا فى أحضان دول أعداء لنا فآووهم وأصبحوا عبيداً للمال والسلطان وأصبح فكرهم عدمياً يهدف إلى هدم الدولة.

 ولا شك أن مصرنا الغالية تتعرض لهذا النوع من الحروب وهو حرب الشائعات من قوى الشر ومن القوى الظلامية وأذنابها، أنهم يهدفون إلى الهدم والفناء ولا يهدفون إلى البناء والنماء ولابد لنا من مواجهة هذه الشائعات من خلال البحث الدائم عنها وتحطيمها والتقليل من شأنها وكذلك من خلال إذاعة المعلومات الصحيحة والحقائق هذا فضلاً عن تنمية الوعى الوطنى للتصدى لهذه الشائعات.

 إن الوعى الوطنى هام جداً فى هذه المرحلة الدقيقة فى حياة الوطن وهو الذى يتولد من المعارف التراكمية من المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية والاعلامية التى عليها جميعاً أن تتبنى استراتيجية واجبة النفاذ لأن هذا الوعى هو حائط الصد الأول لمواجهة حراب هذه الشائعات المغرضة التى يمكن أن تهز استقرار الوطن ووحدته.

حمى الله مصر وجنّبها شرور أهل الشر.