قصة تمرد قوات فاجنر الروسية.. انتهت بوساطة رئيس بيلاروسيا
توجهت أنظار العالم خلال الساعات الـ24 الماضية إلى التمرد المسلح الذي شنته قوات فاجنر ضد روسيا، ي محاولة للإطاحة بالقيادة العسكرية في البلاد، لينتهي الأمر باتفاق بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، وينص على مغادرة بريغوجين إلى مينسك.
قبل الاتفاق، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحق "تمرد مسلح" بعد أن سيطر قوات فاجنر على مدينتي روستوف وفورونيج وزحف قوة من 5 آلاف رجل باتجاه موسكو.
وقبل تطور الأحداث، اتسمت تصريحات بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية، وتحديدا ضد وزير الدفاع سيرغي شويغو، بالحدة ووصلت حد الإهانات، وذلك على خلفية تزويد جماعته بالذخيرة والأسلحة.
وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي تكشفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية:
يوم الجمعة الماضي، نشر بريغوجين مقطع فيديو صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا، ولأول مرة يرفض مبررات موسكو الأساسية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
واتهم بريغوجين القوات الروسية بقصف قوات فاجنر الأمر الذي تسبب بمقتل الآلاف من رجاله، وتعهد بالرد.
وفي سلسلة من التسجيلات الصوتية اللاحقة على تلغرام، قال بريغوجين إن "شر" القيادة العسكرية الروسية "يجب أن يتوقف" وإن قوات فاجنر سيقودون "مسيرة من أجل العدالة" ضد الجيش الروسي.
ورد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين، قائلا إنه دعا إلى "تمرد مسلح".
كما حث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفكين مجموعة فاجنر على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.
قوات فاجنر تعبر الحدود إلى روسيا
وتسارعت الأحداث أمس السبت، إذ قال بريغوجين إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا وهم على استعداد للذهاب "إلى أبعد مدى" في معارضتهم للجيش الروسي.
دخل مقاتلو فاجنر مدينة روستوف بجنوب روسيا، حسبما قال بريغوجين في تسجيل صوتي نُشر على تلغرام.
ومن جانبه، قال البيت الأبيض إنه يراقب الوضع بين روسيا ومجموعة فاجنر، وسيتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن التطورات.
وبلغ المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف، بوتين رسميا بالقضية الجنائية ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح.
كما نصح حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا بجنوب روسيا، السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم حيث أصبح من الواضح أن قوات فاجنر قد سيطرت على مدينة روستوف.
وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا تناشد فيه مقاتلي فاجنر التخلي عن زعيمهم، قائلة إنهم "خدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية".
وقال مصدر أمني روسي لرويترز إن مقاتلي فاجنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو.
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا عبر التلفزيون يتعهد فيه بسحق "التمرد المسلح" ويتهم بريغوجين "بالخيانة" وبتوجيه "طعنة في الظهر" لروسيا.
وأعرب بريغوجين عن رفضه لاتهام بوتين له ولجماعته بالخيانة.
وجاء في بيان منسوب لقوات فاجنر أنه "سيكون لروسيا رئيس جديد".
وأكد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، أن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريغوجين واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.
وأصدرت الحكومات الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانات تقول إنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا.
وفتحت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية النار على قافلة من متمردي فاجنر بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال الليل.
ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "ضعف روسيا واضح" وإنه كلما احتفظت موسكو بقواتها ومرتزقتها في أوكرانيا لفترة أطول، زادت الفوضى التي ستدعوها للتراجع.
وتواصل رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو مع الرئيس الروسي، عارضًا الوساطة لإنهاء التمرد المسلح.
وقبل بريغوجين بوساطة لوكاشينكو وأمر مقاتليه بالعودة إلى قواعدهم السابقة في لوغانسك لتجنب إراقة الدماء.
إسقاط التهم الجنائية
وفي آخر التطورات، قال الكرملين، اليوم الأحد، إن بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا "كما سيتم إسقاط التهم الجنائية ضده".
وكشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي هو الضامن لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه بوساطة من لوكاشينكو.
وأعلن الحاكم الإقليمي لمدينة روستوف فاسيلي غولوبيف، عبر تلغرام، أن مقاتلي فاجنر غادروا المدينة بعد أن سيطروا عليها السبت وتوجهوا نحو معسكراتهم.
وذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم رفع جميع القيود المفروضة على الطرق السريعة في البلاد.
وقالت وكالة تاس الروسية إنه تم إبقاء الإجراءات الأمنية على حالها على الطريق السريع بين موسكو وتولا.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: