رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الدولة المصرية أول دولة فى التاريخ وقعت حدود الوطن، فمنذ عصر القدماء المصريين حرص ملوك الأسر القديمة على تعيين الحدود وتأمينها للاستقرار، وفى سبيل ذلك شن الملك رمسيس الثانى حملات موسعة إلى الأناضول ووقع أول معاهدة لتعيين الحدود بين مصر ودولة الحيثيين فى أقصى بلاد الشام، بعد المعركة الأشهر «مجدو»، وشن تحتمس الثالث حملات فى بلاد الشام، وشنت الملكة حتشبسوت حملات لأعالى النيل فى الحبشة للتأمين، وفى أواخر الأسرة الـ28 قام قدماء المصريين بتأمين حدود مصر الغربية مع قبائل الليبو الليبية.

على العكس من حرص الأجداد على الوطن وتأمين حدوده وهو ما تسير عليه الدولة المصرية فى الماضى والحاضر والمستقبل، كما يعتبر المصريون أن الأرض مثل العرض ومن يفرط فى حبة رمل من وطنه كأنه يفرط فى عرضه وشرفه، وعلى عكس عقيدة الجيش المصرى الذى يضع الشهادة أمام الدفاع عن حدود الوطن وحماية شعبه وترابه، على العكس من كل ذلك، فإن الوطن وفقاً للرؤية الإخوانية هو الدولة الإسلامية التى تقود إلى الجنة، أما الوطن بمفهومه السياسى المعاصر ينظر إليه حسن البنا وجماعته على أنه ما هو إلا حدود على خرائط صنعها الاستعمار، ومن هذا المنطلق خطط الإخوان لهدم الأوطان المستقرة ونشر الفوضى والعنف لإقامة دولة الخلافة المزعومة.

جماعة الإخوان جبلت على كره الوطن، سيد قطب يراه حفنة تراب، و«البنا» يعتبره حدوداً استعمارية، و«عاكف» رفع شعار «طظ فى مصر».

فمنذ اللحظة الأولى لتأسيس جماعة الإخوان منذ نحو مائة عام، دأب حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان بتمويل مخابراتى بريطانى على التجسس على مصر، وقدم وجماعته العقيدة فى مرتبة أعلى من الوطن، فحول مفهوم الدولة من حدود جغرافية وقوانين إلى مفهوم دينى قائلاً: «إن وجه الخلاف بيننا وبينهم هو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية، والحدود الجغرافية، فكل بقعة فيها مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسود الله وطن عندنا له حرمته وقداسته وحبه، والإخلاص له، والجهاد فى سبيل خيره، ودعاة الوطنية ليسوا كذلك فلا يعنيهم إلا أمر تلك البقعة المحدودة الضيقة من رقعة الأرض».

خرج من فكر «البنا» الذى رسخ كره الوطن رسائل اعتبرها الإخوان دستوراً ونهجاً يسيرون على دربه إلى الآن، ومن بينها قوله: «يجب أن نصل إلى أستاذية العالم»، وتلاعب «البنا» بالعقول حين قال إن الوطن وسيلة وليس غاية، ليضيف سيد قطب الوطن فى مقولته الشهيرة «ما الوطن إلا حفنة تراب عفن»، ليسب مهدى عاكف مرشد الجماعة الأسبق مصر فى كلمته «طظ فى مصر»، ومن قبلها كلمته «الإخوان فوق الجميع» وتصريحاته التى جاء فيها خلال حوار صحفى قبل أحداث 25 يناير قال فيه إنه لا يرفض أن يحكم مصر شخص ماليزى قائلاً: «إيه يعنى لما يحكمنا واحد ماليزى»!

إن إنكار جماعة الإخوان الإرهابية فكرة الوطن يلغى موروثاً مهماً جداً معمولاً به فى الدولة المصرية، وهو أنها أول دولة فى التاريخ وقعت حدود الوطن، وأن التخريب والفوضى كانا من مبررات نشأة هذه الجماعة التى هى فى الأصل صنيعة مخابراتية برمز دينى، بعدما زرعت بريطانيا حسن البنا، وتولت دعايته منذ أن كان صبياً لمهمة إثارة القلاقل بين الشعوب والحاكم.