رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

ألغى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلى، اجتماعًا كان سيعقده يوم ١٢ من هذا الشهر، وكانت الضغوط التى مارستها ادارة الرئيس الأمريكى جو بايدن عليه هى سبب الغاء الاجتماع. 

والقصة أن مستوطنة اسرائيلية ضخمة كانت موضوعًا أساسيًا مطروحًا للنقاش على طاولة الاجتماع، ومن المعروف أن المستوطنة تحمل اسمًا مختصرًا هو «إى ١».. وكانت الموافقة عليها قد جرت فى تسعينيات القرن الماضى، وكانت عملية تنفيذها تقدم رِجلًا وتؤخر الأخرى منذ الموافقة عليها، لأنها كانت ولا تزال أخطر مشروع استيطانى اسرائيلى فى الضفة الغربية المحتلة. 

والمعارضون لها كانوا قد أطلقوا عليها مسمى «مستوطنة يوم القيامة» ليس لأنها تضم ٣٤٠٠ وحدة سكنية، ولا لأنها تقع فى وسط الضفة، ولكن لأنها سوف تفصل عند تنفيذها شمال الضفة عن جنوبها، ولأن مجرد البدء فيها يمكن أن يقلب الدنيا فى الضفة. 

ولا تستطيع ادارة الرئيس بايدن، ولا أى ادارة أمريكية غيرها، أن تحتمل إقامة مستوطنة تفصل بين شمال الضفة وجنوبها، لأن الفصل معناه تعطيل «حل الدولتين» الذى يتوافق حوله المجتمع الدولى، والذى تقول الولايات المتحدة على لسان اداراتها المتعاقبة أنها ملتزمة به أمام الفلسطينيين والعالم. 

وإذا كان تنفيذ هذه المستوطنة قد تأخر ما يقرب من ٣٠ سنة، فهذا معناه أن كل حكومة جاءت فى تل أبيب منذ الموافقة عليها لم تجرؤ على تنفيذها، ولا كذلك استطاعت أى إدارة أمريكية جاءت على مدى العقود الثلاثة أن توافق عليها. 

ولكن المشكلة أن نتنياهو عندها قرر تأجيل الاجتماع، قال ما معناه إنه يؤجل مناقشة مشروع المستوطنة ولا يلغيه.. وهذا التأجيل لا الإلغاء يمثل مشكلة فى حد ذاته، لأنه لا حل سوى الإلغاء فى النهاية، ولأن التأجيل يؤجل الموضوع لا أكثر، وتأجيله ليس حلًا ولن يكون. 

وإذا كانت واشنطن تضغط فى اتجاه الغاء مشروع المستوطنة تمامًا، فليس أمامها سوى أن تواصل الضغط فى هذا الاتجاه، لأن الإلغاء يحقق المصلحة الأمريكية فى المنطقة، بمثل ما يحقق المصلحة الاسرائيلية، وبالطبع يحقق المصلحة الفلسطينية بالتوازى معهما. 

المصلحة الفلسطينية تتحقق بتحويل حل الدولتين إلى واقع، وإذا حدث هذا ستستقر الأحوال فى المنطقة، التى لا مصلحة للولايات المتحدة ولا لإسرائيل فى عدم استقرارها.