رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

«الجيش والشعب إيد واحدة» هو شعار وهتاف ردده المتظاهرون الذين خرجوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو. توهم النظام السابق أن نزول الجيش إلى الشارع سوف يخيف الثوار وأن الجيش سيعمل على تثبيت الحكم الجائر، ولكن حتى قبل أن تتضح مهمة الجيش هتفت الجموع فى ميدان التحرير: «الجيش والشعب إيد واحدة»، وهذه هى العلاقة القوية بين الشعب المصرى وجيشه منذ ثورة 23 يوليو، التى قام بها الجيش والتف حولها وساندها الشعب. كما تبدى بأروع صورة فى ثورة 25 يناير، التى قام بها الشعب وأكد الجيش حمايته لها، وسوف تظل لحظات نزول الجيش وفرحة الثوار به ماثلة فى أذهان العالم بأسره ونموذجا فريدا فى علاقة اتسمت على مدى عقود بالتلاحم والثقة العميقة، كما سيظل مشهد أداء التحية العسكرية لشهداء الثورة والوطن محفورا فى الضمير وفى الذاكرة الجماعية للمصريين.

وتؤكد حقائق التاريخ القديم والحديث ووقائع معطيات الحاضر صدق مقولة إن الجيش المصرى خير أجناد الأرض، وأنهم فى رباط إلى يوم الدين، وما أن يشكك البعض فى ذلك حتى تأتى الوقائع لتؤكد تحقيقها ومصداقيتها.

وجاء موقف الجيش المصرى العظيم المساند والمؤيد والحامى لثورة الشعب المصرى العظيم فى 25 يناير 2011، وفى 30 يونيو 2013، ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته، دوما كانت قوة مصر وشعبها من قوة وعزة جيشها فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، فالجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوماً على المرتزقة الأجانب وإنما يعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.

وعلى مر العصور حظى الجيش المصرى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالميا، ولم يكن الجيش المصرى يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات محققاً الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.

إن القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه فى الدولة الحديثة على يد محمد على باشا، ليصبح من وقتها حتى الآن أقوى الجيوش فى المنطقة، ومشاركا أساسيا فى تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.

وأنشأ المصريون أول إمبراطورية فى العالم بفضل الجيش المصرى وهى الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالا إلى ليبيا غربا، وكان المصريون دائما العنصر الأساسى فى الجيش المصرى، وما زالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تدرس فى أكاديميات العالم ومصر العسكرية، واكتسب الجيش المصرى على مدار تاريخه قدرات هائلة على الصمود والنهوض مجددا بعد كل كبوة، ولا أدل على ذلك ما حدث فى 5 يونيو 1967، وهزيمته فى معركة لم تتح له فيها فرصة القتال الحقيقى، وكان للميراث التاريخى دور فى صمود جيش مصر، وظهر معدن المقاتل المصرى بعد أيام قليلة من النكسة وبالتحديد فى أول يوليو 1967، كما ظهر فى ملحمة «رأس العش» وتدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات» قبالة سواحل بورسعيد، كما أثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة فقدم أولاده فداء لمصر ولا أدل على ذلك من أنه لم تخلُ قرية مصرية فى طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على تحضر شعب مصر إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التى جعلت الكل على قلب رجل واحد من أجل مصر.

هذا التاريخ العريق لجيش مصر وتلاحم شعب مصر الدائم معه هو ما يفسر موقف الجيش المساند والمدافع والحامى لثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013.