رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

واقعة المترو.. الذى حدث هو أن شابًا كفيفًا ركب مترو الانفاق.. وطبقا لحديث تليفونى دار بين عضو جمعية المكفوفين محمد هاشم ومسئول المترو، نفهم أن مكان الفاجعة هو الخط الثالث. قال لى رئيس الجمعية ورئيس مركز الأشعرى بالأزهر الشريف أستاذ الفلسفة الاسلامية يسرى جعفر، ان الشاب استقل عربة مترو السيدات.. ركبها بالخطأ طبعا، لكنه سرعان ما نزل منها فى المحطة التالية محاولا اللحاق بعربة الرجال! الدكتور جعفر يضرب كفًا بكف ويستغرب كيف لم تساعده أى سيدة فى العربة على النزول؟ لماذا لم تأخذ احداهن بيده؟ لقد نزل وحده.. وحاول اللحاق بعربة الرجال بمفرده ومن دون ان يساعده احد فتعثر وسقط تحت عجلات المترو!

< يتساءل الدكتور جعفر: ما الذى جرى فى العربة خلال تلك الدقائق التى مكثها فيها الشاب الكفيف -الذى لا يمكنه أن يضايق السيدات أو يؤذيهن بحسب ظروفه الصحية تلك - وما سبب سرعة نزوله منها؟ ماذا حدث؟ ما الذى قلنه له؟ هل استشعر الحرج من تلقاء نفسه فسعى للنزول؟ أم أن السيدات صرخن بوجهه ووجهن له اللوم والتقريع على فعلته الشنعاء، بركوبه عربة النساء؟ لا نعرف ماذا جرى تحديدًا فى تلك اللحظات، كل الذى ندريه هو أنه سقط سريعًا، صريعًا، تحت عجلات المترو! رحمة الله «أخذ سره معه وراح ولا نعرف ما حصل»!

< يواصل رئيس مركز الأشعرى بالأزهر حديثه فيقول: علمت بالحادث من اتصالات أبنائى أعضاء جمعية المكفوفين، الحادث مؤلم ومفجع وقلوب الناس مفطورة مما جرى مصدومة، وأضاف: هذا نتاج الأفكار «الوهابية» المقيتة التى غزت العقول عندنا، وذلك نتاجها وتأثيراتها السلبية، لقد تغيرت ثقافة المجتمع، وهذا الحادث، الذى ليس الأول ولن يكون الأخير، هو نتاج هذه الثقافة السلفية الغريبة الطارئة علينا. ثقافة تجذرت فى العقول والسلوكيات، حتى فى كتابات الناس وتعليقاتهم على الصور الفوتوغرافية، فمؤخرا نشر مخرج برامج بإذاعة القرآن الكريم، صورتنا ونحن نسجل حلقات دينية، فإذا ببعضهم يكتبون متندرين علينا: «أستاذ عقيدة ومذيع بإذاعة القرآن حليقا الذقن؟»، مع علامات التعجب وايموشن الاستهجان! «حزنت جدًا».. التعبير للدكتور جعفر. 

< بعد الحوار الذى دار بين عضو الجمعية محمد هاشم ومسئول المترو، فنفهم منه أن ادارة المترو منزعجة ومصدومة من حادث الوفاة المأساوى، ونعرف أن المترو يقدم خدمة المرافقة لذوى الإعاقة عند طلبها وكما قال المسئول: كثيرون لا يطلبونها ولا يعقل ان نعرضها من دون أن نعرف من يحتاجها.

< يقتضى هذا من الاعلام التليفزيونى تنويها كثيفا ومستمرًا بهذه الخدمة وتوعية بها، ربما تلافينا مثل هذه النكسات مستقبلا.