رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

ستظل ثورة 30 يونيه حية فى ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف.

لن ينسى المصريون وهم يحتفلون بالذكرى العاشرة للثورة المجيدة التى شارك فيها كل أطياف المجتمع أن وجود الإخوان فى السلطة كان يمثل تهديداً غير مسبوق لكيان الدولة المصرية من رأس السلطة نفسها بتوجهه نحو أخونة مؤسسات الدولة، وممارسة الاستبداد السياسى بتحصين قراراته بإعلان دستورى معيب، وزرع الانقسام داخل المجتمع المصرى بتهديد عناصر جماعته المستمر للأقباط، ثم تعاونه وحمايته للجماعات الإرهابية فى سيناء.

تعرضت مصر فى السنة التى انفرد فيها الإخوان بالسلطة إلى هجمة شرسة تستهدف هويتها فى المقام الأول، عبر فرض الإخوان أفكارهم على المجتمع بهدف «أخونته» بالكامل ودفع الأقباط إلى الهجرة من مصر وتغيير تركيبة المجتمع المصرى وتنوعه الفريد الصامد عبر التاريخ. حاول الإخوان تنفيذ خطتهم للتمكين معتمدين على وجود أحد عناصرهم على رأس السلطة التنفيذية وكانت السلطة القضائية هدفهم الأول، فقد حاصروا قضاة المحكمة الدستورية العليا، وحاولوا إلغاء الأحكام النهائية التى نصت على حل مجلس الشعب، واتجهوا إلى إصدار قرارات إدارية لتسكين كوادر جماعة الإخوان فى المراكز القيادية لكل الوزارات والمصالح الحكومية.

لم يقبل المصريون تحركات المشروع الإخوانى لأخونة الدولة، واختباءهم عبر مفاهيم دينية مغلوطة، وتبين لطوائف الشعب المصرى المختلفة أن استمرار حكم الجماعة يمثل خطورة شديدة، وأنه يسعى لطمس هوية مصر وضياع استقلالها الوطنى فى مقابل مشروع وهمى لتأسيس الخلافة الإسلامية، وتحويل الدولة المصرية إلى مجرد ولاية من الولايات الإسلامية التى سيحكمها الخليفة المنتظر.

بعد مرور 10 سنوات عن الثورة وتعدد وتنوع إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المشروعات القومية لدرجة أضحت معها عملية حصرها صعبة، لكن للرئيس السيسى إنجازاً لا يمكن نسيانه أو التغافل عنه، وهو إنقاذ مصر من جماعة الإخوان الإرهابية، والحفاظ على هوية مصر ووحدة شعبها، وإرساء مبدأ المواطنة، والتوجه نحو الجمهورية الجديدة التى تتسع للجميع فى دولة القانون.

لقد تصدى السيسى لمعركة غير مسبوقة مع أخطر تنظيم إرهابى عرفه العالم، وواجه مع الشعب المصرى معركة تأخرت 90 عاماً لاستئصال ورم الإخوان السرطانى من الجسد المصرى بعدما وصل فى غفلة من الزمن إلى رأس السلطة، وكاد يقضى على تسامح المصريين ووحدتهم الوطنية.

مصر السيسى تحركت على عدة مسارات متوازية لمواجهة الإرهاب وتحقيق مطالب الشعب فى إصلاح سياسى واقتصادى مع أولوية مطلقة وهى الحفاظ على وحدة المصريين، تضمن المسار الأول التصدى الاحترافى للعمليات الإرهابية وإبعادها عن المدنيين بكل الطرق الممكنة، وكان تصدى رجال القوات المسلحة والشرطة للإرهاب بطولياً وملحمياً فى تفاصيله، فالشهداء من الجيش والشرطة قدموا أرواحهم لحماية ملايين المصريين، وقدموا نموذجاً لعقيدة عسكرية نادرة ومميزة تقدر التضحية.

والمسار الثانى هو نشر الوعى ومكافحة الشائعات وبناء الثقة بين المواطن والدولة، وكان دور الرئيس السيسى مهماً وفاصلاً، فلم يخلف وعداً قطعه على نفسه، والتزم بالصدق والصبر فى حل المشكلات، بل كان يخرج بنفسه للرد والدفاع عن عمل الدولة فى مواجهة ماكينات الشائعات الإخوانية، وكان المسار الثالث هو البناء والتنمية بلا توقف، وفق منهج الرئيس فى مواجهة حملات التطاول والتشويه، والمسار الرابع كان تمكين المرأة والشباب، حيث اعتنت الدولة بصناع ثورة 30 يونيه الذين خرجوا لاستعادة دولتهم وتحقيق مطالب الإصلاح وتحسين الأحوال المعيشية فى الذكرى العاشرة لثورة الشعب، تحية لأبطال القوات المسلحة والشرطة الذين وقفوا إلى جانب الشعب لمساعدته على إنهاء حكم الجماعة الإرهابية، سيظل هؤلاء الأبطال قادة وأفراداً شهداء وأحياء هم درع الأحلام المشروعة للشعب المصرى ومصدر الحماية والأمن والطمأنينة لكل المصريين.