عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنها بريطانيا التى دأبت على أن تزج بنفسها فى شئون دول العالم، والهدف فرض هيمنتها على الأحداث، وعلى الجميع. فعلت هذا فى منطقة الشرق الأوسط، وأقحمت نفسها عنوة كى تؤول لها المكاسب فى النهاية. والغريب أنها تزج بنفسها اليوم فيما يجرى من أحداث فى أعقاب الغزو الروسى لأوكرانيا عبر احتضانها لكييف تسليحيا ليصب هذا بالسلب ضد روسيا. ولهذا خرج مؤخرا نائب رئيس مجلس الأمن الروسى «ديمترى ميدفيديف» ليصرح بالحقيقة عندما قال: (إن بريطانيا هى العدو الأبدى لموسكو، ولهذا فإن أى مسئول بريطانى يسهل الحرب فى أوكرانيا يمكن أن يعد هدفا عسكريا مشروعا).

جاء كلام «ميدفيديف» فى معرض الرد على تصريح لوزير الخارجية البريطانى «جيمس كليفرلي» الذى قال فيه: (إن لدى أوكرانيا الحق فى استخدام قوتها خارج حدودها). وقال «ميدفيديف»: (إن على المسئولين البريطانيين الأغبياء أن يتذكروا أن بريطانيا بذلك يمكن وصفها بأنها فى حالة حرب مع روسيا، فهى تتصرف بوصفها حليفا لأوكرانيا بمدها بمساعدات عسكرية تشمل معدات وخبراء. أى أنها بحكم الأمر الواقع تقود حربا غير معلنة على روسيا)، وأضاف قائلا: (فى هذه الحالة يمكن اعتبار مسئوليها الحكوميين سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين، ممن يسهلون الحرب، هدفا عسكريا مشروعا).

لقد سبق لروسيا أن حذرت من أن إمدادات الغرب من الأسلحة لأوكرانيا من شأنها أن تخاطر بتصعيد الحرب إلى مستويات لم يشهدها العالم من قبل. وقال «أندريه كيلين» سفير روسيا فى بريطانيا: (إن روسيا لديها موارد هائلة، وأنها لم تتصرف بجدية كبيرة بعد). وحذر من بعد جديد فى الحرب مؤكدا أن روسيا لم تبدأ بعد فى التصرف بجدية كبيرة باستخدام كل ما لديها، وأنها أكبر ست عشرة مرة من أوكرانيا بما لديها من موارد هائلة. وأضاف أن طول الصراع يعتمد على جهود تصعيد الحرب التى تقوم بها دول حلف شمال الأطلسى «الناتو» وخاصة بريطانيا، ولهذا جرى تحذير المسئولين البريطانيين بأنهم هدف عسكرى مشروع. وأضاف السفير الروسى قائلا: (عاجلا أم آجلا هذا التصعيد قد يأخذ بعدا جديدا لسنا بحاجة إليه، ولا نريده، فنحن يمكننا صنع السلام غدا)، وألقى باللوم على أوكرانيا فى إثارة الصراع وإشعال الوضع، وهى وجهة نظر استخدمها القادة الروس لأكثر من عام كمحاولة لتبرير الغزو.

يواصل الرئيس «فلاديمير بوتين» القول بأن نظاما للنازيين الجدد قد تم إنشاؤه لأوكرانيا فى عام 2014، وأن هذا النظام كان يسعى لامتلاك أسلحة نووية مما يعنى أن روسيا لم يكن أمامها إلا خيار الغزو، وهى الحرب التى بدأت واستعرت بعد تحدى الغرب لروسيا عبر أوكرانيا الدولة المعاصرة ذات الميول الغربية، والتى شكلت بذلك تهديدا دائما لروسيا بحيث لا تستطيع معه أن تشعر بالأمان والتطور والوجود، ولهذا قامت بغزو أوكرانيا فى الرابع والعشرين من فبراير من العام الماضى، وهو الغزو الذى وصفته بعبارة (عملية عسكرية خاصة).

المراقبون يتحدثون اليوم عن أنه فى الوقت الذى تخطط فيه أوكرانيا للقيام بشن هجوم مضاد ضد روسيا، فإن موسكو لا تظهر أى علامة على التراجع عن المضى قدما فى الحرب، وبالتالى فقد تصبح الحرب بالفعل أكثر خطورة مع الأيام.