عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

العداء الحقيقى للدولة ليس من المعارضة السياسية السلمية، وإنما فى الحقيقة هو من جانب الشيطان الذى يرتدى قميص الدين، جماعات متطرفة كثيرة لبست هذا الثوب، وقصرت مقاس «دشداشة» -جلباب- التفكير على مقاس أهدافها، وبأقصى ما لديها من قدرة ودعم وقوة روجت لأباطيلها وكأنها الحق الذى لا يأتيه الباطل من أى مكان.. لا من الأمام ولا من الخلف ولا من الأجناب! محمد بن عبدالوهاب روج لمذهبه الوهابى فى شبه الجزيرة العربية، ومد بصره إلى الخارج، وتلقفه عنه فى مصر تلميذ إمام التنوير رفاعة الطهطاوى محمد رشيد رضا، وهو استاذ ومعلم حسن البنا، ومن هنا ارتبط الوهابيون بـ«الإخوان المسلمون» أو -المفسدون- لا فرق! نشطت الوهابية وازدهرت فى منتصف القرن الماضى، وذاق الناس ويلاتها حتى جاءت سنوات الألفية الثالثة لتسمع وتشاهد نزع ثياب الوهابية عن جسد المملكة.

كان اقصر الطرق وصولًا إلى الهدف الجديد فى هو دعم الرياضة والفنون. هذه الاخيرة هى ما يهمنا، لأنه فى وقت قصير جدا بدت السعودية بحلة أخرى مختلفة.

مازالت مظاهر الأسلوب الوهابى باقية بيننا فى المحروسة، بالنقاب والخمار والإسدال والسواك التى تملأ شوارعنا، الزيوت العطرية برائحتها العجيبة والشرائط الدينية بمحتوياتها الكارثية تباع أمام المساجد، فى البلد الأم يتخلصون من الوهابية بينما يتمسكون بها هنا، وكأن هذا البلد لم ينبت أساطين العلم والتفكير الدينى.. وكأن دولة تلاوة القرآن لم تقم فى مصر، كأنه لم يهتز احد لتلاوة الشيخ رفعت مثلا أو المنشاوى أو الطبلاوى أو عبدالباسط عبدالصمد الخ!

الفنون لها وقع السحر على النفوس، ومازلت أذكر أحاديث كبار الفنانين والأدباء فى المغرب العربى والمشرق العربي -بلهجات بعض الأقطار العربية الصعبة، وهم يعبرون عن تقديرهم للفنون المصرية، فى مقدمتها الغناء والموسيقى والسينما والدراما المصرية.. فقد تأثروا بها وأحبوا اللهجة المصرية وعشقوها، ومكنتهم من التواصل مع الشعوب العربية، متغلبين على لهجاتهم الصعبة التى لا يفهمها غيرهم.

شهدت مصر نهضة ثقافية وفنية منذ نشأت السينما فى بداية القرن الماضى، وبدخول مصر عصر التليفزيون فى الستينيات حدثت نقلة غير عادية فى التقارب الشعبى العربى، حتى القومية العربية وجدت سبيلها إلى المشرق والمغرب العربى، عبر الفنون والثقافة، من طه حسين والحكيم إلى أم كلثوم وعمر الشريف. كانت السينما هى أم الأحلام، وبقرش صاغ يمكنك ان تشاهد ثلاثة افلام فى بروجرام واحد، وتمنح بونبوناية مع التذكرة لتستمع بفتوة ملك الترسو وخبث المليجى ورقص سامية جمال!

الآن عشرات من دور السينما مغلقة! من بينها ١٤ دار عرض فى أسيوط وحدها كما ذكر احد زملائنا الأسايطة» مؤخرا! ثلاثون بالمائة من اجمالى دور العرض المصرية القديمة أغلقت! ٢٢٨ دار سينما تقريبًا أغلقت فى ٢٤ محافظة فى العقد الأخير وحده، من بينها دور لها شهرتها التاريخية مثل ريفولى وديانا وليدو وقصر النيل وبيچال وكريم! ٦١ دار فى القاهرة وحدها من بينها رومانس والكورسال وفاتن حمامة.. و٤١ سينما مغلقة فى الجيزة، والحال فى الإسكندرية محزن ايضا.. نذرف ٣٤ دمعة حزن بعدد السينمات المغلقة فى الثغر.

كيف تنضو مصر عن نفسها ثوبها الوهابى المتشدد وهذه المنارات مغلقة ومعتمة؟