عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

علاقتى بالرياضة هى ذاتها علاقة لاعب الكرة العالمى ليونيل ميسى بالإسلام.. ولذلك أدعوك إلى عدم الظن بأن حديثى هنا كلام فى الرياضة، فذلك ما لا أدعيه ولا أجسر على القيام به.. بالعكس يمكن لك أن تعتبر ما أقوله كلاما فى السياسة فى الاجتماع، فى الثقافة، حتى لو بدا لك غير ذلك. حديثى هنا ينصرف إلى الخبر الصاعقة الذى تناقلته وكالات الانباء بشأن حسم ميسى لاعب باريس سان جيرمان موقفه بشأن الانتقال إلى نادى الهلال السعودى الموسم القادم.

دعك من جاذبية انتقال ميسى للهلال، حيث سبقها انتقال رونالدو إلى نادى النصر السعودى كذلك فى يناير الماضى، ولكن المذيع الذى سمعت منه الخبر على إحدى موجات الراديو كان لديه كل الحق حينما دعا المستمعين إلى أن لا يشعروا بـ«الخضة» من مبلغ التعاقد وهو مليار و200 مليون ليس جنيها مصرى ولا حتى ريالا سعودى، وإنما يورو.. «زى ما بقولك كده».. مليار و200 مليون يورو!

ولأن المبلغ يشعر المرء أيا كان بدوّار، فإن الصحف التى تابعت الخبر لم تجانب الصواب حين راحت أحدها تصفه بأنه «عرض خيالى»، فيما راحت أخرى تصفه بأنه «أفضل عقد فى التاريخ»، وأضيف من عندى أنه ربما يكون كذلك الأفضل فيما هو قادم من تاريخ!

قد يرى البعض وجوب مرور الموضوع مرور الكرام عملاً بحكمة المثل المصرى القائل.. من تدخل فيما لا يعنيه نال ما يؤذيه! وأن الإنسان منا عليه أن يستوعب حكمة الحياة وأن كل ينفق حسب سعته وحسب قدرته وفيما يراه حتى لو وصل الأمر للعمل بالمثل المصرى الدارج أيضا.. أن اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره.

لكن الأمور لا تمضى على هذا النحو على الإطلاق فالمبلغ ضخم بكل المعانى لا نبالغ اذا قلنا أنه يمكن أن يسهم فى رفع ومساندة ميزانيات دول أو الهبوط بها إلى قاع الأرض، والعائد منه يستدعى التساؤل حول داعى الإقدام عليه.. لتقريب الصورة فقط فإن المبلغ يمثل تكلفة إنشاء القطار الكهربائى الخفيف الذى تم انشاؤه لنهضة العاصمة الإدارية. لك أن تتخيل أن هذا الرقم يقترب من المبلغ الذى تكاتف المصريون على جمعه من أجل مشروع توسعة قناة السويس. هذا المبلغ يماثل ربع المبلغ الذى داخت دولة مثل اثيوبيا – خيب الله مسعاها – من أجل توفيره لإنشاء سد النهضة الذى سيغير تاريخ وجغرافية نهر النيل!

السؤال: هل يسهم التعاقد مع ميسى ونظيره رونالدو مع الهلال والنصر فى نهضة الكرة بهما؟ طبعا من حق كل ناد أن يفعل ما يراه لتطوير ادائه وذاته.. لكن السؤال يبقى مطروحا؟ صحيح أن لعبة كرة القدم أصبحت صناعة ثقيلة ولا بد لها من استثمارات ضخمة ومن بين هذه الاستثمارات شراء أو التعاقد مع لاعبين دوليين على غرار تجربة محمد صلاح مع ليفربول مثلا أو غيره.. لكن للتعاقدات حدود. وبصدد هذا النوع من الاستثمارات وفى حدود معرفتى المحدودة بما يجرى فى هذا الصدد أشير إلى أن هناك تجربتين يمكن التمثيل بهما والقياس عليهما.. التجربة الأولى وهى تجربة قطر التى عملت على تشكيل فريق دولى من اللاعبين المستوردين ليرتفع اسمها فى الأفاق ولكنها فشلت رغم الإنجاز الذى حققته باستضافة كأس العالم وبتكلفة أكثر من باهظة. والتجربة الثانية هى تجربة فرنسا التى تواجه العالم بفريق كرة قدم أفريقى بكل معنى الكلمة، فى تجربة ناجحة بكل المقاييس.

أظن – وليس كل الظن إثم – أن النهوض بكرة القدم وهو مطلوب، له أبواب متعددة وليس بابا واحدا.. والله أعلم!

[email protected]