رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

«خير الأمور السفر»، «إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يهاجر فورًا».. جملتان ساخرتان تلخصان حال كثيرٍ من شبابنا، الباحثين عن «الهروب» من الوطن، اللاهثين للهجرة، بأيِّ ثمنٍ، وبأيِّ وسيلة كانت!

«الهجرة» أو ما يمكن أن نُطلق عليها «الهروب الكبير»، باتت هاجسًا يؤرق الشباب، ويطغى على كلِّ ما سواه من تفكير، حيث «لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة»، التي صارت حلمًا، لا يرغبون في الاستيقاظ منه.. حتى يتحقق!

ربما توجد بعض الأسباب «المنطقية»، لدى هؤلاء، لتعزيز فكرة السفر والهجرة، المرتبطة بـ«تسرب» أصحاب المواهب والكفاءات والتخصصات، لشعورهم باليأس والإحباط، واعتقادهم بأن «المقاعد محجوزة»، ولا فرص حقيقية، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة... وأسباب أخرى!!

كما قد نتفهم تطلعات الشباب «المشروعة»، لبدء مرحلة جديدة في حياتهم، تجعلهم يشعرون بالاستقرار الاجتماعي.. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مشاعر الخذلان والإقصاء والتهميش السائدة لدى قطاع عريض منهم، لينعكس ذلك في زيادة معاناتهم وفقدان الثقة والارتباط بالوطن!

ورغم فوائد الهجرة والسفر، والثمار التي يمكن قطفها، إلا أن المردود يظل متوقفًا على نوع «المغامرة»، المحفوفة بالمخاطر دائمًا، نظرًا لوجود الكثير من التحديات والصِّعاب.

لذلك يبقى التساؤل مشروعًا، حول رفض كثير من الشباب، العمل داخل وطنهم، في بعض المهن «المتاحة»، التي قد يقبلون بها خارجه، خصوصًا في مهن صعبة أو «منبوذة اجتماعيًا».. وهنا تظهر المفارقة، التي تكمن في هذا الإلحاح والإصرار على السفر والهجرة، لأيِّ مكان وفي أيِّ مجال وبأيِّ ثمن!

إذن، نحتاج بالفعل إلى دراسة تلك الظاهرة لمعرفة الأسباب التى تقود إلى «الهروب»، لمواجهة هذا «النزوح» و«الفرار» الشبابي، وصولًا إلى حلول واقعية وعملية لتلك المشكلة الخطيرة والحد من تداعياتها السلبية!

يجب علينا جميعًا أن نعي حجم تلك الأزمة، باعتبارها مشكلة متشعبة، تواجه المجتمع ككل، وتؤثر بشكل كبير على عماد الوطن ومستقبله وركيزة البناء وخطط التنمية، وهم الشباب الذين يمثلون حوالي 60% من مكوناته.

لذلك نقول للشباب وغيرهم: إن الارتباط والانتماء، شعور فطري لا يدركه الكثيرون، لأنه باختصار فهم واقع الوطن في شمولية ترتكز على تاريخه وواقعه الحاضر وآفاق مستقبله، كما أن «الوطنية» بمفهومها العام ـ على اختلاف التوجهات ـ هي حُب الشخص وإخلاصه لوطنه والتفاني في خدمته، وانتمائه إلى الأرض والناس.

أخيرًا.. هناك أسئلة صعبة، تحتاج إلى إجابات واضحة ومحددة، بموجبها يمكن أن نحكم على ذواتنا وعلى فئة الشباب تحديدًا، بمدى المحبة والارتباط بالوطن: هل تحب وطنك، إلى أي مدى تحبه، ثم ماذا تمثل لك هذه الكلمات «الوطنية، الانتماء، الولاء»؟

فصل الخطاب:

يقول «تشي جيفارا»: «الحياة كلمة وموقف.. الجبناء لا يكتبون التاريخ، وإنما يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء».

 

[email protected]