عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع قضية النقابيين والتى كان ثروت الخرباوى المحامى وعضو الجماعة السابق أحد المحامين الذين عملوا فى هذه القضية، وقد أشار إلى تفاصيل ما جرى فى كتابه المهم «سر المعبد» ، كان ثروت وقتها لا يزال فى المرحلة الرومانسية من عمره داخل الجماعة، ينظر إلى هؤلاء المعتقلين كأبطال، دخلوا السجون لأنهم يقفون بالمرصاد أمام نظام مبارك المستبد، لكنه وجد عجبا عندما اقترب من كهنة المعبد، الذين يديرون العلاقة مع نظام مبارك بعيدا عن أعضاء الجماعة الحالمين بالخلافة وأستاذية العالم، فى واحدة من جلسات هذه المحاكمة أثنى محمد بديع على ثروت الخرباوى وعلى جهوده فى القضية.

لكن المفاجأة عزيزى القارئ أن بديع قال لثروت أنا من سجنى أساعدك قدر المستطاع، وقد أرسلت إلى إخوانك فى مكتب الإرشاد كى يكتبوا مقالة باسم الحاج مصطفى مشهور وينشروها فى جريد الشعب عن زيارة الرئيس مبارك إلى بيروت ودعمه لها ولإميل لحود بعد الاعتداءات الإسرائيلية عليها، كان الإخوانى السابق وصديق الخرباوى عاطف عواد موجودا إلى جوار القفص، فقال لبديع «ياريت تطلب منهم يا دكتور يكتبوها كويس ربنا يكرمك، أنا خايف يشتموا فى لبنان أو إميل لحود ويقولوا عليه شيعى أو درزى»، ابتسم بديع ربما فى ثقة وقال «لا، أنا طلبت منهم يمدحوا مبارك جدا، فهذه فرصة لنا كى نثبت أننا لا نعارض من أجل المعارضة»، كان مصطفى مشهور نائب المرشد العام فى هذا الوقت والقابض عليها من كل جانب يكتب مقالا أسبوعيا فى جريدة الشعب التى كان يرأس تحريرها وقتها عادل حسين، ومن ظاهر كلام بديع أن مشهور لم يكن يكتب المقال بنفسه، ولكن كان هناك من يكتبونه له، لكن ليست هذه هى القضية، فقد أراد بديع أن يمدح مشهور مبارك علانية، بل ويبالغ فى المديح له حتى ينظر مبارك لهم بعين العطف.

فى هذه القضية كان الدكتور محمد سليم العوا هو رئيس هيئة الدفاع ومعه مختار نوح الذى كان منسقا لهيئة الدفاع، ووقتها قام الإخوان باستقدام عدد من المحامين الإنجليز لحضور المحاكمات بصفتهم مراقبين، وكان من حظ ثروت الخرباوى أنه كان مكلفا مع بعض المحامين الإخوان بمرافقة هذا الوفد، وكان العوا هو الشخص الوحيد المؤهل للتعامل مع المحامين الإنجليز، فقد كان محامى الإخوان مجرد رفقاء طريق، أما العوا فكانت لديه كل تفصيلات القضايا بحسب موقعه فى رئاسة فريق الدفاع، كما أنه يجيد الإنجليزية إجادته للعربية، عرف الخرباوى من خلال بعض الإخوان المقربين من الدكتور العوا أنه تدخل سياسيا للصلح بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام، وكان هدفه من الوساطة أن يتيح للحركة الإسلامية مساحة كبيرة من الحركة الدعوية.

طلب العوا مقابلة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات، فحدد له موعدا، وفى الاجتماع عرض العوا الوساطة فى الصلح، فوافق عمر سليمان إلا أنه اشترط عدة شروط، منها أن يمتنع الإخوان عن خوض أى انتخابات نقابية أو برلمانية لمدة خمس سنوات، على أن يتيح لهم النظام حرية الحركة من خلال المساجد، فإذا وافق الإخوان على هذا الشرط يتم الإفراج عن كل المحبوسين من الإخوان، رضى سليم العوا بما قاله عمر سليمان ووافق عليه، فقد ظن وقتها أن قيادات الجماعة سيوافقون على هذا العرض بل وسيرحبون به، فهى فرصة لا تتكرر، لكنه قبل أن يغادر مكتب عمر سليمان قال له مدير المخابرات الذى يعرف الجماعة جيدا «مأمون الهضيبى سيرفض بشدة»، كان مأمون الهضيبى فى هذا التوقيت المسؤول عن الملف السياسى فى الجماعة، نفس الملف الذى باشره محمد مرسى بعد ذلك، وكانت مفاجأة بالفعل لسليم العوا عندما وجد رد الهضيبى على عرض عمر سليمان بالرفض القاطع، بل إنه لم يمنح نفسه فرصة لمناقشة العرض مع قيادات الجماعة الآخرين، وللحديث بقية. 

[email protected]