رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لعل كل المؤشرات تكاد تجزم بأن المساومة باتت صعبة مع طرفى المعادلة السياسية فى السودان، فالصراع على السلطة بين أفراد القيادة العسكرية وتحديدًا بين قائدين عسكريين وهما «البرهان» قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلى للبلاد، و«حميدتى» قائد قوات الدعم السريع ولهذا غدا إنهاء القتال كلية بينهما مهمة صعبة. ولهذا تحولت الخرطوم من مدينة هادئة إلى منطقة حرب. تدخل كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة للوساطة بين الطرفين المتحاربين على السلطة عبر الاجتماع الذى عقد فى مدينة جدة فى مساع لترتيب وقف لإطلاق النار، وإنهاء الصراع. كانت هذه خطوة طارئة قصيرة الأجل، فالمعضلة التى تواجه الوسطاء أيًا كان القرار الذى يتخذونه تتعلق بشكل مضمون جدول أعمال المحادثات. تعامل الدبلوماسيون السعوديون والأمريكيون مع الجنرالين المتنافسين «البرهان» و«حميدتى»، حيث أرسل كل منهما فريقًا مكونًا من ثلاثة أشخاص.

الأجندة التى طرحت على طاولة جدة هى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مع آلية مراقبة وفتح ممرات لتمرير المساعدات. بيد أن الطرفين لا يريدان فتح أى مفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق سياسى. وبالتالى وبعدم التوصل إلى ذلك لن يكون من السهل إقناع الجنرالين بوقف نهائى لإطلاق النار، فكل منهما يصر على مطالبه، فالجنرال «عبدالفتاح البرهان» قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلى للبلاد يصر على أنه يمثل الحكومة الشرعية، ويصر فى الوقت نفسه على أن يصف نائبه قائد قوات الدعم السريع الجنرال «محمد حمدان دقلو» المعروف بـ«حميدتى»، يصر على وصفه بالمتمرد، لا سيما وهو الذى يطالب بوضع متكافئ مع «البرهان»، ويطالب فى الوقت نفسه بالاحتفاظ بمنصبه كنائب لرئيس الدولة، وترك مقاتليه من قوات الدعم السريع يسيطرون على أجزاء كبيرة من الخرطوم، أما «البرهان» فيطالب بالعودة إلى المواقع التى كان الجيش يسيطر عليها قبل اندلاع الاشتباكات.

ولهذا فإن التوصل لحل وسط يتطلب مساومة صعبة، وسيحتاج كل طرف منهما إلى تأكيد أنه لن يتضرر أو يتعرض لأى خطر فى حال بادر وقدم تنازلات. بيد أن الصعوبة تتجسد فى أن كل طرف من المتحاربين سيطالب بالدور المهيمن فى المحادثات السياسية، كما سيطالب بأجندة تتناسب مع مصالحه. ولعل الشىء الوحيد المتفق عليه أنهما لا يريدان حكومة ديمقراطية، وهو المطلب الذى كان مطروحًا قبل بدء القتال. وحتى الآن يظل من الصعب على الوسطاء التوصل إلى إنهاء القتال بين الطرفين.