رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

نادى الوداد واحد من أشهر وأقدم الأندية العربية والأفريقية، حيث تأسس عام 1937، ولكنه تأسيسه جاء فى وقت كان فيه المغرب تحت الاحتلال الفرنسى، وواجه مؤسسو النادى صعوبات كثيرة، عندما قرروا تأسيس أول ناد مغربى إبان الاحتلال، وذلك بسب تخوف الحكومة الفرنسية من أن يكون هذا النادى مشروعًا وطنيًا يهدف إلى طردها من المغرب.

وفرض الفرنسيون شروطًا على تأسيس النادى وهى الابتعاد عن الشعارات الدينية والسياسية، وعدم اتخاذ أى مواقف عنصرية ضد الأوروبيين، والفرنسيون على وجه التحديد، بالإضافة إلى اقتسام شئون تسيير النادى بين المغاربة والفرنسيين، ليتم تأسيس النادى فى الثامن من مايو 1937.

ووقع القائمون على النادى فى حيرة من أجل اختيار اسم يناسب الكيان الرياضى الجديد، دون معارضة من الاحتلال الفرنسى، وخلال إحدى اجتماعات اللجنة المؤسسة للنادى، جاء أحد أعضاء الفريق، متأخرًا، وعلل سبب تأخره بأنه كان يشاهد فيلمًا لأم كلثوم يسمى «الوداد».

وتزامن خروج كلمة «وداد» من فمه مع خروج «زغرودة» من أحد البيوت المجاورة، فتفاءل جميع أعضاء اللجنة التأسيسية بهذا الاسم وقرروا تسمية النادى بـ«نادى الوداد الرياضى» مع إضافة كلمة «البيضاوى» بعد ذلك، نسبة إلى المدينة التى ينتمى إليها الفريق وهى مدينة الدار البيضاء.

فيلم «وداد» أول بطولة سينمائية للسيدة أم كلثوم، وهو فيلم روائى طويل أنتجه ستوديو مصر بعد افتتاحه عام 1935 وتم العرض الأول له بسينما رويال بالقاهرة يوم الإثنين 10 فبراير 1936، واستمر العرض 5 أسابيع، وبسينما ريالتو بالإسكندرية يوم الأربعاء 12 فبراير 1936، ويحتل الفيلم رقم 53 فى تسلسل الأفلام الروائية الطويلة، وأول فيلم مصرى يمثل مصر ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان فينسيا السينمائى الدولى 1936.

وداد أو «أم كلثوم» جارية جميلة تتمتع بصوت رخيم، يملكها التاجر باهر (أحمد علام) ويحبها من كل قلبه، ولشدة ولعه بها لا يبخل عليها بشىء، وتعيش معه فى بحبوحة من العيش، وضع «باهر.. ما تبقى له من أموال فى قافلة تجارية تأتى من الشام، وأخذ أموالاً من بعض التجار على سبيل العربون ريثما تأتى القافلة، وشاءت الأقدار أن يسطو اللصوص على القافلة وينهبون ما بها، وأصبح لزامًا عليه أن يسدد أموال التجار، بالإضافة إلى الديون التى عليه، وقد باعت وداد من أجل سيدها كل مصاغها التى لم تكف لسداد الديون، فعرض باهر الأمر على الشيخ بدر (أحمد البدوى) صديق والده الذى عرض عليه أن يمده بألف جنيه وكانت تكفى لسداد أموال التجار، ولكنها لا تكفى لسداد الديون، وعرض عليه أن يشترى متجره بدلاً من أن يشتريه رجل غريب، وكتب له صكًا بذلك، ثم باع قصره المنيف وسدد كل ما عليه، وعاش فى بيت صغير مع جاريته وداد وخادمه منصور (مختار عثمان) وجاريته السمراء شهد (ناجية إبراهيم - توكا) ودفعه منصور لمزاولة أعماله التجارية حتى يستعيد مكانته، وقد قابل أحد تجار الشام (الفريد حداد) الذى عرض عليه أن يمده بالبضاعة بالأجل وبيعها لحسابه، ولكنه عليه أن يدفع تأمينًا قدره 500 جنيه، ولأنه لا يملك هذا المبلغ فقد عرضت عليه وداد وأصرت أن يبيعها فى السوق، فهى تملك صوتًا جميلاً ويكون ثمنها مرتفعًا وشجعه منصور على بيعها، وقد تم لهم ما أرادوا، وبيعت للشيخ رضوان (منسى فهمى) بألفي جنيه، وسافرت معه إلى بلدته، تشجعه بأغانيها حتى مرض الشيخ رضوان فظلت بجواره ترعاه وتسمعه صوتها، وحاول ابن أخيه سعيد «فتوح نشاطى» مرارًا أن يستميلها نحوه، ولكنها أبت أن تخون سيدها الجديد.

ونظرًا لخدمات وداد لمخدومها رضوان، فقد أنعم عليها بالعتق وأعطاها صكًا بحريتها قبل أن يموت ويرثها سعيد ابن أخيه. حزمت وداد أمتعتها وسافرت إلى حيث يوجد حبيبها باهر الذى استعاد تجارته واستعاد قصره القديم وأصبح مرة ثانية من كبار التجار، واستعادة وكالته من صديق والده، واستقبلها منصور وشهد بترحاب شديد وقدماها إلى سيدهم باهر الذى وجدها وقد أصبحت حرة فتزوجها، وعاد إليهم ودادهم من جديد.

وهكذا كانت السيدة أم كلثوم «كوكب الشرق» السبب فى تسمية نادى الوداد الرياضى البيضاوى المغربى بهذا الاسم.