رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

قدم المصريون للعالم أول خريطة لمناجم الذهب فى التاريخ، حيث كُتبت الخريطة على أوراق البردى، وتُحفظ الآن فى متحف مدينة تورينو الإيطالية، وتظهر خريطة مناجم الذهب مواقع تلك المناجم والتلال الجبلية والتى تتضمن بين مكوناتها الجيولوجية «عروق الذهب» بالإضافة إلى أكواخ عمال المناجم.

عرفت الحضارة الفرعونية فى مصر الذهب منذ عصر حضارة نقادة الثانية، وتم استخراجه من مجموعة مناجم فى صحراء مصر الشرقية، ومن بلاد النوبة ويصل عددها نحو 120 منجماً، وكان الذهب يرتبط بالعقيدة المصرية القديمة، حيث كان فى أذهانهم أن الذهب أحد معادن الخلود «الذى انبعثت منه آلهة مصر القديمة» وفى هذا السياق وظفه المصرى القديم فى نواحى الحياة الدنيوية.

ظن المصرى القديم أن تغطية المومياوات بصفائح الذهب والفضة يضمن لها الخلود، وذلك بسبب أن هذه المعادن النفيسة كانت ترمز إلى عظام وأجساد وأطراف المعبودات، وبالتالى فإنها لا تفنى مثل أجساد المعبودات وبصفة خاصة المعبود أو وزير.

وكان للذهب دور مهم فى تطور الفنون والصناعات فى مصر القديمة، كما لعب دوراً مؤثراً فى الحياة السياسية والاقتصادية والدينية على مدار تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويعد الذهب عند المصرى القديم من أثمن المعادن، وذلك لكونه «مادة الشمس» والذى «انبعثت منه الآلهة» وتجسيداً للمعبودة «حتحور الذهبية» وبحسب المعتقدات المصرية القديمة كان الذهب رمزاً للحياة الخالدة للشمس والآلهة، حيث رأت أن إله الشمس رع كان «جبل الذهب الذى ينشر أشعته على العالم».

يمثل الذهب للمصريين القدماء غاية الكيمياء ورمز الخلود، ولذلك ارتبط بالفراعنة، ويقدر وزن الذهب الذى استخرج من أرض مصر على مدى 30 أسرة ملكية نحو 3500 طن، وهناك من الباحثين وعلماء الآثار من يرى أن الفراعنة القدامى أسرفوا فى استنزاف مناجم الذهب وخصوصاً المناجم الصحراوية، والتى قدرها البعض بأكثر من 100 منجم، وعند الحديث عما تركه الفراعنة من ذهب لا يمكن إغفال أعظم كنز صنعته أيدى البشرية على مر التاريخ، وهو كنز مقبرة الملك توت عنخ آمون، بوادى الملوك، حيث عثر هيوارد كارتر، مكتشف المقبرة بداخلها على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية معظمها من الذهب الخالص، ومن أهم تلك القطع القناع الذهبى لتوت عنخ آمون، والذى يزن نحو 11 كيلوجراماً ونصف، لأغلى قطعة أثرية فى العالم، كما يزن التابوت الذهبى لتوت عنخ آمون أكثر من 110 كيلوجرامات من الذهب الخالص.

استمدت المرأة المصرية القديمة قوتها من قوة الذهب وسلطتها من صلابة المعدن وطول بقائه لامعاً، مميزات يصعب انكساره، مثلما كانت الملكتان نفرتيتى وحتشبسوت وغيرهما من مشاهير الحضارة المصرية القديمة، وكان العريس الذى يتقدم لخطبة العروس أن يتمكن من معرفة وزنها حتى يحضر ما يماثله من الذهب الخالص والذهب المطعم بالأحجار الكريمة مثل الفيروز والزمرد والياقوت.

ذكر أن الذهب الفرعونى من أفضل أنواع الذهب، وحصل على شهرة واسعة حول العالم، وعثر الفراعنة على مناجم الذهب، واستحسنوا لونه وخفته ومرونته ونصاعته، وصنعوا من الذهب التماثيل الصغيرة للودع بدلاً من صناعتها بالحجر، لم يعبد الفراعنة الذهب، وقدسوا اللون الذهبى الذى كان يرمز إلى لون أشعة الشمس، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن.