رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسعار السمك تشوي المصريين

أسعار السمك
أسعار السمك

 

البلطى فى سوق العبور بـ 40جنيهًا والتجار يبيعونه بـ 90 جنيهًا فى قرى الجيزة!

الأهالي: الباعة «مخلوش لينا حاجة رخيصة نأكلها»

نائب رئيس شعبة الأسماك: «محدش يعرف يمسك حاجة على البائع»

منافذ وزارة الزراعة بديل آمن لضبط الأسواق.. وخبير اقتصادي: يجب فتح المنافذ فى جميع الأحياء

 

 

فجأة أصبحت الأسماك وجبة نادرة على مائدة الأسرة المصرية بعد أن كانت دائما البديل الآمن للبروتين الحيوانى، ومقارنة بأسعار اللحوم والدجاج، كانت الأسماك دائما هى الأرخص، والأكثر تداولا على موائد البسطاء من المواطنين، خاصة الأنواع الشعبية من الأسماك كالبلطى، الذى تخطى حاجز الـ100 جنيه.

كشفت جولة «الوفد» بالأسواق عن حالة من الغضب الشديد عبر عنها المواطنون فى الأحياء الشعبية وذلك للارتفاع غير المسبوق فى أسعار الأسماك.

فى شبرا أكدت إحدى ربات البيوت أنها أصبحت لا تشترى الأسماك أبدا لأن أقل كيلو بـ105 جنيهات وأسرتها يلزمها 2 كيلو على الأقل، وقالت: ده طبعا غير التسوية، وغير الأرز.. مين يقدر على الأسعار دى؟!

وقالت سعاد من إمبابة: كان السمك هو الوجبة الساخنة المتاحة للأسر كبيرة العدد مثلنا فأنا وأولادى 6 أفراد، ونحب السمك.. لكن أصبحنا لا نشتريه بعد أن أصبح بـ100 جنيه للكيلو.

ومن الحى السادس بمدينة 6 أكتوبر قالت ربة بيت: اللحمة وصلت 300 جنيه والفراخ البيضاء بـ80 جنيها، وكنا زمان نشترى السمك الماكريل وكأنه بورى لأن البورى حاليا بـ200 جنيه.

حاليا سمكة الماكريل الواحدة بتوصل بعد التجهيز لـ100 جنيه أما البلطى فأصبح سمك الأغنياء بمعنى الكلمة، والكيلو بـ107 جنيهات غير التنظيف والشوى.

وقالت إنها سألت على السمك «الشبار» على «فيس بوك» لأنها من المنصورة وتحبه فوجدته بـ150 جنيها للكيلو لأنه «بالبطارخ» رغم أنه صغير الحجم.

وتتساءل: ماذا نأكل.. وأين السمك الرخيص الذى وعدتنا به الحكومة وقالت إنه سيكون فى متناول الجميع؟!

والحقيقة أن أسعار الأسماك أصبحت فوق طاقة الجميع حتى فى القرى، وتشهد أسعار الأسماك ارتفاعًا كبيرًا فى قرى جنوب الجيزة مقارنة بسوق العبور وأسواق المدن، وتختلف الأسعار من منطقة إلى أخرى حسب أهواء الباعة.

ويشكو أهالى قرية العزيزية، التابعة لمدينة البدرشين جنوب محافظة الجيزة، من ارتفاع أسعار الأسماك التى باتت الملجأ الأخير لهم بعد ارتفاع أسعار اللحوم البلدى والدواجن خلال الشهرين الماضيين، بسبب تحريك الدولار، وارتفاع مصاريف الشحن والنقل والاستيراد، إضافة إلى جشع التجار وغياب الرقابة على الأسواق.

ويقول بائع أسماك، إنه وضع تسعيرة موحدة لكل أنواع الأسماك التى يبيعها، ويؤكد أن أسماك البلطى والتونة بأنواعها «الماكريل البلاميطة التقليد، البكورة. الجاحظة. ذات الزعانف الزرقاء. ذات الزعانف السوداء. ذات الذيل الطويل»، بالإضافة إلى أسماك المكرونة، كلها تباع بسعر موحد وهو  75 جنيها للكيلو من أى نوع.

وتقول بائعة سمك بلطى: إنها تبيع البلطى الطازج بسعر 80 جنيها للكيلو، والفرق 5 جنيهات عن المجمد.

إلى جوارها تجلس امرأة ستينية، تنادى بصوت شجى: البلطى بـ85 جنيه، وبسؤالها عن سبب رفع سعر أسماك البلطى لديها؟ قالت: أنا أبيعه بلطى حجمه كبير ونوعه غالى، ومليان لحم.

وتتابع: أبيع كل أنواع البلطى، وعندى السمك البلطى النيلى، والحساني والجاليلى، وأنظف كل 2 كيلو مقابل خمسة جنيهات.

وفى آخر سوق قرية العزيزية، جنوب مركزى البدرشين، يقف بائع أربعينى رفقة نجله عشرة أعوام، على عربة «تروسيكل»، محملة بـ «طشوت» مملوءة بأسماك البلطى الطازجة، والقراميط.

وبسؤاله عن سبب وقوفه على أطراف السوق، قال إنه غريب ولم يجد مكانًا وسط السريحة من أصحاب السوق، وعلى الرغم من أنه يبيع أرخص من كل الباعة، إلا أن بضاعته كما هى لم تلمسها يد! مشيرا إلى أنه يبيع أسماك البلطى والتونة بسعر 70 جنيها للكيلو، والأسماك القراميط الطازجة بسعر 45 جنيهًا للكيلو، ويتابع : «لما البائع يرفع السعر زبون يشترى وعشرة بيمشوا.. عايزين ربنا يسهلنا ونخلص اللى معانا وربنا يبارك فيما رزق.. والله يسهل لكل حيّ».

 

سيدات العزيزية: الباعة يستغلون الناس

أجمعت سيدات القرية على أن الباعة يستغلون الناس ومفيش رقيب ولا حسيب عليهم، السوق مفتوح لكل من «هب ودب»، كل الباعة من خارج القرية ويذبحون الأهالى ومخلوش لينا حاجة رخيصة نقدر نشتريها ونأكلها، لا بقى فى لحمة ولا فراخ ولا سمك، وأوضحن أنه من ثلاثة أيام فقط كان سعر البلطى بــ60 جنيهًا، وفى اليوم التالى وصل فجأة لــ 90 جنيهًا، واليوم تتراوح أسعاره ما بين 75 و80 و85 جنيها.

وتقول إحدى السيدات، إن أسماك التونة كانت منذ أيام قليلة بــ 45 جنيهًا، وأسماك المكرونة بنفس السعر، وكان فيه أنواع منها بــ50 و55 جنيها، والسمك القراميط كان بــ 35 جنيها، وعليه إقبال من الأهالى لأنه أرخص حاجة، لكن فجأة الأسعار رفعت إلى الضعف تقريبا.

 

الغرف التجارية

يقول عبده عثمان، نائب رئيس شعبة الأسماك، بالغرف التجارية، إن الأسماك حالها حال كل السلع المرتفعة فى مصر، إضافة إلى أن المعروض قليل، بالتالى الأسعار فى زيادة.

ويوضح نائب رئيس شعبة الأسماك، أن بيع المستهلك والتوزيع كل تاجر يبيع حسب المكان الذى يبيع فيه، إضافة إلى أن سعر البيع يحدده التاجر بحسب المصاريف والأعباء التى يتحملها من نقل ومشال وغير ذلك.

ويؤكد أن الأسماك ليس لها أسعار محددة، والأسماك المجمدة مستوردة، وأسعارها مرتفعة بسبب الدولار، ويضيف أن مشروعات الاستزراع السمكى لا تغطى احتياجات السوق، فضلًا عن أن هذه المشروعات تحتاج إلى تكلفة والتكلفة فى زيادة لأن أعلاف الأسماك أيضًا مستوردة.

أسعار السمك 

ويضيف أن أسعار الأسماك البلطى فى سوق العبور تتراوح ما بين 40 إلى 70 جنيها حسب الأحجام والجودة، وأسماك البورى من 60 إلى 130 جنيها حسب الجودة والأحجام.

 وأسعار الجمبرى فى سوق العبور، تتراوح ما بين 150 إلى 400 جنيه، حسب الأحجام، وإذا كان مستوردًا أو محليًا، أما السُبيط فأسعاره تبدأ من 200 إلى 250 جنيها.

ويؤكد أن سمك التونة «الماكريل» الأصلى سعره يتراوح ما بين 80 إلى 90 جنيهًا، بالإضافة إلى نوع سمك تونة يُسمى «كسكومرى» يتراوح سعره ما بين 60 إلى 70 جنيها، ويُشير إلى أن أسعار السردين، تتراوح ما بين 30 إلى 50 جنيها للكيلو فى أسواق العبور. أما أسعار الفسيخ فتتراوح ما بين 180 إلى 250 جنيها، أما الرنجة سعره عند 80 أو 85 جنيها.

ويُعلق على سبب ارتفاع أسعار الأسماك فى القرى، قائلا: «محدش يعرف يمسك على البائع حاجة، هتيجى تسأليه الأسعار غالية ليه؟ هيقولك دا سمك كفر الشيخ أو السويس أو بورسعيد أو الاسكندرية أو مستورد.. ان مكنش الإصلاح يجى من عند ربنا مش هيجى، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

 

منافذ وزارة الزراعة

أسعار السمك 

ويقول بائع فى منفذ لحوم، تابع لوزارة الزراعة بحى الدقى، إن منفذ بيع الأسماك مغلق منذ فترة، ولم يأت أحد لاستلام المنفذ وفتحه حتى الآن، ولا نعرف أسباب غلقه، مشيرا إلى احتمال فتح منفذ بيع الأسماك، التابع لوزارة الزراعة فى غضون أسبوع أو عشرة أيام على الأكثر، وأوضح أن اللحوم متوفرة بكثرة بمتخلف أنواعها، وبأسعار مناسبة وللمواطنين، ويقول:«اللحم البلدى غالى وكل إنسان يلبى احتياجاته على حسب دخله، فى إقبال كبير على لحوم وزارة الزراعة. 

ويضيف: هناك منافذ لوزارة الزراعة فى مناطق عديدة، ومن الممكن أن يكون متوفرًا بها أسماك مجمدة، بأسعار مخفضة. 

ويؤكد خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، أن تفاوت أسعار الأسماك فى الأسواق العامة، مقارنة بأسواق العبور ومنافذ الحكومة، استغلال للمواطن وعدم وجود رقابة وضبط الأسواق.

مشيرا إلى أن غلق منافذ الأسماك التابعة لوزارة الزراعة أو أى منفذ حكومى، حتى لوقت مؤقت، يترك مساحة للتجار للتلاعب فى أسعار المنتجات المطروحة فى الأسواق الحرة، والبيع بأسعار مرتفعة وخلق سوق سوداء ترفع الأسعار كما يحلو لها، وعندها يضطر المواطن للشراء بالأسعار التى يحددها التُجار.

 ويقول الشافعي «لا توجد تعريفة معينة أو محددة لأى منتج مطروح داخل الأسواق الحرة، إلى جانب عدم وجود رقابة حقيقية من الأجهزة الإدارية للدولة، ويقع المواطن فريسة ما بين الاحتياج وارتفاع الأسعار.

وأضاف : «على الحكومة أن تعمل جاهدة من خلال الأجهزة الرقابية لتطبيق العقوبات المنصوص عليها فى القوانين المطبقة، على كل من يحتكر السلع ويعمل على رفع الأسعار بشكل غير مبرر، لتحقيق مكاسب على حساب المواطن المصري.

وناشد الحكومة بضرورة فتح منافذها وتوفير كميات كبيرة من الأسماك أمام الجمهور، لمنع رفع أسعارها فى الأسواق الحرة، وتوفير احتياجات المواطنين فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن.

أسعار السمك 

ويؤكد أن الأسماك أصبحت بروتينًا بديلًا عن اللحوم والدواجن، فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، لذا يجب على الحكومة أن تعى ذلك وتعمل جاهدة لتوفير الأسماك داخل منافذها.

ويشير إلى أن منافذ الحكومة تعمل بكل المناطق، وتشهد الأسماك إقبالًا من المواطنين بسبب أن أسعارها معقولة وفى متناول المواطن العادى، ولكن مع غلق المنافذ فى بعض الأحياء يؤدى إلى رفع أسعار الأسماك فى هذه الأحياء ويصبح شراؤها هى أيضًا عبئًا على المواطنين.