رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل الدول والاتحادات تفكر بشكل برجماتى؛ فى كثير من الأحيان. هذا ما يفسر ما يحدث فى العالم العربى الآن. البعض يرى أن العالم الغربى متحد، والحقيقة هى أن المصالح هى ما تحكمه؛ وهناك نظرية شائعة تقول إن التكامل الأوروبى يتقدم خلال الأزمات. الحقيقة هى أنه يحدث أحياناً وأحياناً لا يحدث. وعلى سبيل المثال، الوحدة الأوروبية تقدمت حقاً بسبب أزمة اللاجئين 2015-2016. ولكن فى آخر أزمتين، وهما وباء كوفيد والحرب فى أوكرانيا، رأينا آلية «التحدى والاستجابة» التى حددها المؤرخ أرنولد توينبى كأحد أنماط التاريخ.

استجاب الاتحاد الأوروبى للعواقب الاقتصادية لوباء كوفيد بقفزة جريئة إلى الأمام: 800 مليار يورو من تمويل التعافى للدول الأعضاء. هناك الآن ديون أوروبية مشتركة يتم توزيع الكثير من الأموال فى شكل منح، وليس مجرد قروض، إلى البلدان التى تضررت بشدة مثل إيطاليا. لقد فعل القادة الأوروبيون ما كان ينبغى عليهم فعله قبل عقد من الزمان، رداً على أزمة منطقة اليورو التى اشتدت حدتها لأول مرة فى عام 2010.

والأكثر إثارة للإعجاب كان الرد على الحرب فى أوكرانيا. وعلى الرغم من الجهود الجبارة التى بذلها القوميون المارقون مثل فيكتور أوروبان فى المجر، فقد تم الحفاظ على التضامن الأوروبى من خلال 10 جولات من تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا. تم الترحيب باللاجئين الأوكرانيين فى جميع أنحاء التكتل، ما يفضح إجراءات التأشيرات البريطانية البائسة والمعيقة. يقدم الاتحاد الأوروبى 18 مليار يورو من الدعم الاقتصادى إلى أوكرانيا هذا العام. لم يقتصر الأمر على تقديم العديد من الدول الأعضاء الفردية مستويات مذهلة من الدعم العسكرى لأوكرانيا، فى خطوة لم يكن من الممكن تصورها قبل غزو فلاديمير بوتين الشامل فى 24 فبراير 2022، بل يتم استخدام شىء يسمى مرفق السلام الأوروبى للتكليف على نطاق واسع. شراء الأسلحة والذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية لدى الاتحاد الأوروبى الآن مشروع جيوستراتيجى كبير فى جولة جديدة من التوسع، ليشمل أوكرانيا ومولدوفا وربما جورجيا، بالإضافة إلى غرب البلقان، ومشروع آخر فى المجالات المترابطة لأمن الطاقة والتحول الأخضر.

معظم المواطنين الأوروبيين «يميلون إلى الثقة» بمؤسسات الاتحاد الأوروبى أكثر من حكوماتهم وبرلماناتهم الوطنية، وذلك بأخذ متوسط عبر الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة؛ 45٪ لديهم صورة إيجابية بشكل عام عن الاتحاد الأوروبى، مقابل 18٪ سلبية؛ يقول 62٪ إنهم متفائلون بشأن مستقبل الاتحاد الأوروبى، مقابل 35٪ متشائمون. وللتغلب على ذلك كله، أظهر استطلاع رأى آخر مؤخراً أنه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أصبح البريطانيون كذلك يثقون فى الاتحاد الأوروبى أكثر من ثقتهم فى حكومتهم وبرلمانهم.

فى النهاية برجماتية الأزمات هى أحد أنماط التاريخ التى تحكم قوانين التعامل بين الدول.