رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الوفد هو الحزب السياسى الحقيٍقى فى تاريخ مصر الحديث، تمثلت نقطة قوته الرئيسية فى أن تأسيسه لم يكن بقرار «فوقى» سلطوى، أو نخبوى منعزل عن الشعب، وإنما استجابة لرغبة شعبيته ووطنية جارفة، كما أنه كان بمثابة «جبهة وطنية» ضمت شتى القوى السياسية والاجتماعية التى شاركت فى ثورة 1919، وعكست تشكيل الأمة المصرية بأسرها، فقد ضمت فى صفوفه المسلمين والأقباط، وكبار الملاك من الباشوات إلى جانب العمال، والفلاحين، تمكن الوفد من التمدد والتشعب بلجانه فى طول البلاد وعرضها، بحضرها وريفها، وعلى الرغم من قصر المدة التى تولى فيها «الوفد» السلطة قبل ثورة 23 يوليو 1952، إلا أنها كانت حافلة بالإنجازات، وكان أبرزها: معاهدة 1936 التى حققت استقلالًا مبدئيًا لمصر، وأخرجت قوات الإنجليز من قناة السويس، وحققت الاستقلال للجيش، وألقت الامتيازات الأجنبية عام 1937، وهو قرار استعاد سيادة مصر، وسط سيادة للحكومة المصرية على الأجانب فى التشريع، والإدارة، والأمن العام، كما أطلق مصطفى النحاس باشا، وحكومة الوفد شرارة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطانى، بعد إلغائه معاهدة 1936 فى 1951، وبدء معارك الفدائيين ضد الاحتلال فى القناة.

فضلًا عن ذلك، يحسب لحكومات الوفد تأسيس جامعة الدول العربية، وتوقيع معاهدة للدفاع المشترك بين الدول العربية، وإنشاء ديوان المحاسبات «الجهاز المركزى للمحاسبات»، ومحكمة النقض، والبنك المركزى، واتحاد العمال، وإصدار عشرات التشريعات المنظمة للحقوق فى مصر، مثل قانون العمال، ومجانية التعليم على مرحلتين، للتعليم الابتدائى فى حكومة النحاس فى 1945، وفى حكومة النحاس الأخيرة فى 1950 لتمتد إلى التعليم الثانوى والفنى، بالإضافة إلى قوانين التأمين الإجبارى على العامل، واستقلال القضاء والتعريب.

يحمل حزب الوفد جزءًا كبيرًا من تاريخ الحركة الوطنية، حيث لعب الوفديون دورًا مهمًا فى المشهد السياسى المصرى طوال القرن العشرين وعلى مدار المائة عام الأخيرة، تشكل حزب الوفد عام 1918 وذلك بعد اعتراض المندوب السامى الريطانى على مطالبة سعد زغلول باستقلال مصر لأنه لا يحمل تفويضًا من الأمة المصرى، فرأى سعد زغلول أن خير وسيلة لإقامة الدليل هو تشكيل «وفد» للتفاوض مع الإنجليز، وجميع توقيعات المواطنين المصريين على نطاق واسع، وهكذا نشأ حزب الوفد المصرى.

الوفد دائمًا أول من يلبى نداء الوطنية وقام بدور رأس حربة ثورة 30 يونيو 2013، فى حث المصريين على ضرورة المشاركة فى الثورة بعد أن نكصت جماعة الإخوان جميع عهودها مع المصريين فهى لا تعرف سوى مصالحها فقط، ولأن حزب الوفد له مكانة خاصة وحضور كبير فى حياة المصريين فهو من أعرق الأحزاب المصرية وأقدمها، والضرورة كانت تقتضى ثورة حقيقية على جماعة الإخوان الإرهابية، فكان الوفد من أوائل الأحزاب التى ساندت ودعمت ثورة 30 يونيو، وفضح كذب وادعاء الإخوان وذلك من خلال المؤتمرات والندوات التى عمل الوفد على تنظيمها خلال الفترة التى سبقت الثورة فى جميع المحافظات لحث المواطنين عى المشاركة فى الثورة، وتحدى جميع مضايقات وتهديدات الجماعة الإرهابية.

وتبقى ثورة 1919 واحدة من أبرز وأعرق الثورات فى تاريخ النضال الوطنى ومسيرة الحركة الوطنية، وثورة شعبية حمل رايتها الزعيم الخالد سعد زغلول رمز الوطنية وضمير الأمة وقائدها نحو التحرر والاستقلال وسيظل حزب الوفد يدعم مسيرة الوطن بما يسهم فى تحقيق البناء السياسى والاقتصادى، خصوصًا وأن مصر تواجه العديد من التحديات، والوطنية المصرية هى الملاذ الذى لا بديل عنه، وهو ما يقتضى بناء حزب قوى ينافس فى الساحة السياسية المصرية، له استراتيجية قوية تعتمد بالدرجة الأولى على ثوابت الحزب العريق التى رسخ لها زعماء الوفد، وستظل قضايا الأزمة والانتصار للمواطن فى كل قضاياه هى الأساس الرئيسى الذى يتبناه حزب الوفد انطلاقًا من دوره فى المعارضة الوطنية القائمة على الالتزام والمسئولية وتستند إلى العمل بالقانون والدستور بما يحافظ على الدولة الوطنية المصرية، وحقوق المواطن كاملة غير منقوصة.