عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الهوا

تذكرت وأنا أقرأ كتاب الناقد المبدع «رجاء النقاش» صفحات من مذكرات نجيب محفوظ، أن المبدعين ما هم إلا أشخاص لديهم القدرة على تشريح النفس البشرية... ويصل كل منهم إلى نتيجة لا تتفق مع أى مبدع آخر. هذا يتفق مع الأطباء الذين يشخصون علل مرضاهم التى يمكن أن تتماثل فى أعراضها، ولكن مستحيل أن يتشابهوا فى أسباب الشفاء، فالأشخاص فى تكوينهم المادى مختلفون بعضهم عن بعض... وقلت لنفسى كيف أن كل مبدع يقوم بالبحث داخل نفس الإنسان ليخرج لنا حالة إبداعية تكشف حقيقة هذا الشخص وما يكون داخله من قيم وأخلاق وانعكاس هذه القيم على شكله ولغته وأصدقائه، فإنه بالتأكيد لم يكتب لنفسه، لأنه لو فعل ذلك فإنه لم يكتب إلا عملاً واحداً عنه حتى لو كان هذا العمل جميلاً، ولكن لا يمكن أن يكون عملاً إبداعياً حقيقياً، فإن الكاتب المبدع يكتب عن غيره ويكشف خبايا النفس خيرها وشرها. ويقول نجيب محفوظ فى حواره مع رجاء النقاش «إن روايات قليلة هى التى كتبتها بوحى من أحداث حقيقية جرت فى الحياة من حولى»، لذلك نجد فى كتابته الآثار النفسية والصحية لشخوص الرواية لذلك يكون المبدع قادراً على كشف ما لا يستطيع أطباء العالم كشفه حتى لو قاموا بتشريح الجسد. فالرواية ليست كلمات لا حياة فيها كما يفعل كثير من أصحاب الروايات الآن.

لم نقصد أحداً!!