عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم عن اللواء محمد رأفت شحاتة الذى عينه «مرسى» رئيساً لجهاز المخابرات العامة، ربما دون أن يعود إلى قيادات المخابرات العامة ليستطلع رأيهم فى مدير الجهاز الجديد، خاصة أن مرسى لم تكن له أى خبرة بعمل الأجهزة الأمنية السيادية، فلم تهدأ الأرض تحت قدمى رأفت شحاتة فى جهاز المخابرات منذ اللحظة الأولى له فى المنصب، فقد كان دخوله إليه مديراً بداية لمشاكل كثيرة، كانت أقلها فى تظاهر العشرات من العاملين بالجهاز أمام المبنى الرئيسى بكوبرى القبة، مرددين هتافات تنادى بعودة مراد موافى رئيساً للجهاز، وكان لدى المتظاهرين مطلب واحد هو مقابلة محمد مرسى للتشاور حول عودة موافى، وتم التهديد بأنه فى حالة عدم استجابة الرئيس لهذا المطلب فسيقوم المتظاهرون بالدخول فى اعتصام سلمى أمام الجهاز.

كان الخبر مفزعاً لمن يدركون خطورة وحساسية العمل فى جهاز المخابرات، صحيح أن من قاموا بالمظاهرات كانوا عشرات من بين الموظفين المدنيين فى الجهاز، فلم يشارك أحد من ضباط الجهاز أو قياداته فى المظاهرة لمعرفتهم بخطورة وحساسية الدور الذى يقومون به، لكن أن يأتى اسم جهاز المخابرات فى جملة مفيدة مع تظاهر أو اعتصام أو إضراب، فهو أمر مزعج بلا شك، التخوف الأساسى الذى أبداه بعض قيادات الجهاز كان أن يخرج عشرات آخرون ممن يؤيدون تعيين رأفت شحاتة مديرًا للجهاز ليطالبوا ببقائه، فى مواجهة من يطالبون برحيله، بما يخلق حالة من الفتنة والشقاق بين أفراد الجهاز الذين لم يكن أحد يعرف عنهم شيئًا من الأساس.

فى ٥ سبتمبر ٢٠١٢ جرى لقاء بين وفد من رئاسة الجمهورية وعدد من قيادات جهاز المخابرات العامة، لمناقشة مسألة تعيين مدير للجهاز خلفاً لمراد موافى، فحتى هذا الوقت كان رأفت شحاتة قائماً بأعمال مدير الجهاز فقط، كانت الرسالة التى حملها وفد الرئاسة لقيادات المخابرات أنه لا سبيل على الإطلاق لعودة موافى لرئاسة الجهاز مرة أخرى، كانت الرئاسة تعرف أن الطريقة التى خرج بها مراد موافى من منصبه مهينة جداً، وأن قيادات الجهاز غضبوا من هذه الطريقة واحتجوا عليها، لكن مرسى رأى أن شحاتة هو الرجل المناسب له فى هذا المنصب وتحديداً بعد تزكية حماس له، ولذلك لم يتراجع عن قراره، بل أصر على أن يكون شحاتة هو رئيس الجهاز.

بدأ رأفت شحاتة عمله بعد أن أقسم على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية، لكنه رأى أن هناك مقاومة من بعض القيادات لما يريده الرئيس الجديد، وعلى الفور رفع تقريراً لمحمد مرسى عن هؤلاء الضباط، وكان عددهم تقريبا نحو ١٣ ضابطًاً، يبدى فى التقرير عدم تعاونهم معه، ولم يستبعد أن يكون هؤلاء الضباط وراء تظاهر العشرات ضده احتجاجاً على تعيينه مديراً للجهاز، فكانت تعليمات محمد مرسى لرأفت شحاتة هى أن يقوم فوراً بإعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة، لم يتوقف الأمر لدى مرسى عند إصدار الأوامر فقط، بل قرر أن يساعد فى خلخلة الجهاز من الداخل، حتى يسهل على شحاتة مهمته، وهنا عزيزى القارئ يمكن أن نعيد قراءة بعض الأحداث التى وقعت دون أن يكون لها تفسير واضح أو محدد وقتها.

كان مرسى قد شارك فى حفل إفطار بجهاز المخابرات، وبعد رمضان زار الجهاز مرة أخرى، وعقد اجتماعاً مطولاً مع قياداته، وهدف من ذلك كله إلى التأكيد على أنه يدعم رئيس الجهاز الجديد، ربما لعلمه أن أحداً لا يرحب باختياراته، وللحديث بقية[email protected]