عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

عادت وسطية الدعوة والإفتاء الثاقب لإذاعة القرآن الكريم.. وكم سعدت عندما عاد لها صوت الداعية الهادئ والمتمكن العالم الجليل الشيخ عطية صقر عليه رحمة الله..

هذا العالم كان التواضع الشديد بكبرياء العالم الزاهد والغنى التام بلا رفاهية أو أحيانا ضرورات لمن حوله وله لا لزوم لها.. كان رحمة الله عليه من سكان شبرا وبالتحديد حى الساحل الشهير.. لم يمتلك سيارة وكان يمشى وينتظر «المواصلات العامة» وكانت من وجهة نظره لقاء المواطنين بلا جهد منهم وله راحة نفسية تشع البهجة والرضا عندما يستمع لهم ويرد عليهم.. وشرفت بمعرفته وأنا طالبة بالإعدادى، فلم يكن يرفض دعوة مدرسة للقاء التلاميذ، وكان يتحدث لكل من يريد سؤاله طوال أى طريق يمشيه.. تعلمنا منه أن ما يرزقه به الله يسدد الضرورات والباقى ليس له وإنما رزقه به الله لينفع غيره بل هو حقهم..

وعندما تم اختياره لعضوية مجلس الشورى كان يجلس فى آخر مقاعد المجلس ويذهب له الأعضاء ومنهم علماء يسألونه ويجيب ويحذرونه من ضرورة تقديم فتاوى تبيح فوائد البنوك وتحديد وليس تنظيم النسل، وكان يبتسم بضحكة تشع نوراً كأولياء الله فى الأرض وتملأ المكان ثقة المؤمن الواثق حتى قال له العلامة د. محمود محفوظ وزير صحة حرب أكتوبر وأستاذ علاج الأورام والسياسى البارع: ليت الله يمنحنا فريق علماء مثلكم الفتوى القصيرة الجامعة المانعة والابتسامة التى تهييء السائل للاقتناع والرضا وحسن السمعة.. إنك تنظر للأمام فقط.. لم أر فقيهًا طوال حياتى مثل الشيخ عطية صقر، كانت عبقريته فى بساطته وتعامله المباشر مع الناس ولهذا أحبه الجميع بعد احترامهم الجم له ولمنهجه العلمى والحياتى.

كم تبنى أسرًا كاملة حتى تخرج أبناؤها من كليات القمة، كم حرم نفسه من الخروج لتجمعات تضيع الوقت، لم تكن تراه إلا فى رحاب الأزهر ومساجده، ومع العلماء والطلاب ومع كل من له شكوى أو يحتاج المساعدة.. حدد وقته وارتبط بالعلم والقرآن وما ينفع الناس.. منحنى الله نعمة وهى أنني كنت محظوظة بلقائه ينتظر الأتوبيس فأرجوه أن يشرف سيارتى المتواضعة فأنا ذاهبة لمجلس الشورى فيرد «لا مانع.. كرم منك» وخلال الطريق وكأنه يعلم ما يدور فى خلد من أسئلة فيتحدث وكأنى سألته ويقول هذا أقوله لكِ ربما تحتاجينه يوما، وأقول: أو أنشره، فالناس تحتاج له كثيرا، يقول «جزاكِ الله خير الدنيا والآخرة».

كان الشيخ عطية صقر عندما يطلب منه فتوى لا ترضى الله يقول «أنا أنقل ما جاء بالقرآن الكريم أو علمنا إياه سيدنا محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا أملك تغييرا، اسألوا الله ورسوله أن يبيح أو يمنع» وعاش دورة كاملة «5 سنوات» عضوا بمجلس الشورى تحيطه هالة لا نظير لها من الحب والاحترام من كل من عرفه ورآه، ولم يحلل ولم يمنع إلا ما أنزله الله عز وجل، هذا الرجل قدوة ونقطة مضيئة ووهاجة للعلم والمعرفة وللأسف لم يكرم.. فلماذا لا نطلق اسمه على الشارع الذى عاش فيه حياته؟ لماذا لا نعيد طباعة كتبه وندرسها للتلاميذ والطلاب بمراحل التعليم لأنها تقدم أصعب وأعقد أمور العقيدة ببساطة ويفهمها كل عقل من الطفولة للكهولة. أناشد الأزهر بمؤسساته والإعلام باتجاهاته وإذاعة القرآن الكريم والبرامج الدينية بالتليفزيون الانتفاع بفكر وعلم وخلق ونهج الشيخ عطية صقر رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما أعطى وبنى وخدم الدين والناس.