رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

توقعت أن يقدم «أحمد أمين» مسلسلاً من بطولته المطلقة بعد النجاح المتميز الذى حققه العام الماضى فى مسلسل «جزيرة غمام» فى دوره الجاد «عرفات» للكاتب «كمال عبدالرحيم».. ولكن لم أتوقع أن يقدم هذا العام شخصية كوميدية فى المسلسل.. خاصة أنه قدم قبل «عرفات» شخصية أكثر جدية فى مسلسل «ما وراء الطبيعة» للكاتب الراحل «أحمد خالد توفيق».. وهناك الكثير من الممثلين يستهويهم الحضور الجاد فى الوسط أكثر من الكوميدى!

.. ربما لأن «أمين» قادم من السوشيال ميديا من خلال الكوميديا عبر حلقاته «البلاتوه» وهو أشبه باستاند أب كوميدى ولكنه يقدمه وهو جالس، ثم قدمه بعد ذلك فى التليفزيون فأراد أن يعود إليها مرة أخرى عبر «الصفارة».. وربما ذكاء منه لأن الساحة خالية الآن من البطل الكوميدى، الذى يستطيع أن يتحمل مسئولية فيلم أو مسلسل بمفرده سواء من جيل التسعينات وما بعدها، وكذلك ولا يوجد منتج يمكن أن يغامر بفلوسه بإنتاج فيلم أو مسلسل لبطل واحد ومعه بالكثير بطلة، حيث تسود الآن فقط الكوميديا الجماعية!

.. وهى شجاعة من «أمين» أن يقدم الكوميديا بعد دورين تراجيديين مهمين.. وكأن بداخله تحديًا مع نفسه أو مع المتفرجين أنه يستطيع أن يقدم مسلسلًا كوميديًا كاملاً بطولته بعيداً عن دور صديق البطل أو السنيد فى مسلسل لا يحسب له فى النهاية، ولذلك قدم «الصفارة» مخيباً ظنون البعض أنه سيواصل تقديم الأدوار التراجيدية التى نجح فيها.. ولكنه كان جريئاً كفنان فى الخروج من منطقة مضمونة النجاح إلى مغامرة لا تخلو من المخاطر!

.. ولا شك أنها مغامرة تحسب لأحمد أمين لا عليه.. فمن وجهة نظرى أن الفنان الذى يرتكن على نجاح سابق آمن ويحاول إعادة إنتاج هذا النجاح واستحلابه إلى آخر قطرة سيظل يدور فيه إلى أن يكرهه الجمهور.. ولن يرى النجاح مرة أخرى.. وللأسف ممثلون ومخرجون ومؤلفون كثيرون أضاعوا مواهبهم بتكرار ما نجحوا فيه بأول أعمالهم.. ورغم استمرارهم على الساحة الفنية لسنوات ولكنه حضور بلا قيمة.. بينما الذين تمكنوا من الخروج من أعمالهم النمطية إلى التنوع تركوا علامات فنية بارزة وكانوا قيمة مضافة فى تاريخ الفن!

.. ولكن «أمين» أراد مغامرة آمنة فى مسلسل «الصفارة» باختياره موضوعاً آمناً ومضموناً وهو عكس تماماً روح المغامرة التى تحلى بها وهو يخرج من عباءة الأدوار الجادة جدا إلى الأدوار الكوميدية جداً.. لماذا؟

.. لأن تقديم «كاراكتر» فى كل حلقة موضوع مضمون النجاح بالبهرجة فى الملابس وتسريحة الشعر وطريقة الكلام.. وسهل ومريح فى الكتابة والإخراج وبالطبع التمثيل لأنه تمت صناعته قبل ذلك قديماً وحديثاً.. من أول الفنانة المبدعة شادية فى فيلم «عفريت مراتى» (١٩٦٨) مع صلاح ذو الفقار للمخرج العبقرى فطين عبدالوهاب التى تقمصت فيه عدة شخصيات.. وحتى فيلم «طير أنت» لأحمد مكى الذى قدم حوالى (7) شخصيات، والذى تفوق عليه أمين بتقديم (11) شخصية مرة واحدة فى الصفارة!

.. أحمد أمين فى الصفارة أدخلنا فى تحد شخصى لا ناقة للجمهور ولا جمل فيه.. لإثبات أنه ممثل كوميدى وليس مجرد مؤدٍ لبرنامج كوميدى.. صحيح أنه ممثل متميز وخفيف الدم ويقدم كوميديا خاصة ولا يقلد أحداً.. ومن المؤكد قادم بما هو أفضل من «الصفارة» مع أن صوتها كان أعلى من أى مسلسل كوميدى آخر هذا العام.. ليس لأنها الأقوى ولكن لأن المسلسلات الأخرى ضعيفة!