عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

وضع الحوار الوطنى الذى دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 26 أبريل 2022، الأحزاب السياسية وكل القوى الوطنية فى اختبار حقيقى يتطلب تنسيقاً مشتركاً ما بين القوى الحزبية والفاعلة والمؤثرة على أرض الواقع، يستمد قوته من الحياة الحزبية العريقة التى تمتلكها مصر والتى شهدت طفرة كبيرة بعد ثورة 30 يونيو.

واقع الخريطة الحزبية المصرية اختلف تماماً بعد أن تشكلت أحزاب خرجت من رحم الثورة تتصدر المشهد الحزبى، إلى جانب الأحزاب القديمة التى تقوم بعملية تطوير كبيرة لنفض الغبار عن نفسها وحجز مكان لها فى الخريطة الحزبية، وتحافظ غالبية الأحزاب الأخرى على نمط عملها التقليدى.
الحوار المتوهج الذى تعاملت معه أكثرية الأحزاب بجدية جعلها أمام اختبار سياسى مهم، يمكن أن تقاس عليه قدرة الأحزاب المصرية على المشاركة الفعلية فى صنع القرار المصرى خارج الإطار التقليدى المتعلق بالبرلمان، وهذا عبر مساحة جديدة أتاحها الرئيس السيسى للحوار والنقاش بما يخدم مصلحة الوطن، وبالتالى استغلال الأحزاب لهذه الفرصة يجب أن يكون على قدر أهمية الحدث، مع مراعاة كافة المتغيرات الإقليمية والدولية وأيضا التحديات الداخلية، لتشهد حواراً مرتباً من حيث الأولويات التى تتفق وأهداف كل حزب ووفقاً لما يخدم مصلحة الوطن.
قبل بدء جلسات الحوار الشهر المقبل، هناك محاور عدة على قائمة ترتيب الأولويات يجب أن تنظر إليها الأحزاب السياسية، سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى. من الأولويات أمام الأحزاب والتى ستتفق عليها أهمية استكمال المشروعات القومية الفاصلة فى تاريخ مصر وعلى رأسها مشروع «حياة كريمة» بجانب مواصلة العمل فى خطط الدولة التنموية والإصلاحية فى مجال الاقتصاد، وأيضا الهيكلة الإدارية، مع إعطاء الأولوية لمشروعات الأمن الغذائية، والأمن السيبرانى وتكثيف الاهتمام بمظلات الحماية الاجتماعية وغيرها من أدوات مواجهة التحديات الراهنة التى يفرضها علينا الواقع العملى ومن ثمّ ترتيب أولويات العمل فى الداخل المصرى الذى يجب أن يتفق والمتغيرات الدولية والتحديات الداخلية.
جودة الحياة الحزبية الآن تبشر بنتائج إيجابية منتظرة من جميع الأحزاب الموجودة على الساحة، بعد أن تطعمت الحياة الحزبية بأحزاب جديدة أصبح لها دور كبير على الساحة، بالإضافة للأحزاب القديمة التى جعلت للأحزاب السياسية جذوراً عميقة فى تاريخ مصر الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته.
فالحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس وانحازت له كل القوى السياسية فى المجتمع واستعدت له، خطوة مهمة نحو الجمهورية الجديدة، وخطوة جادة على طريق المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن، كما تعتبر مشاركة القوى السياسية فى عملية البناء هى منهج للتعامل مع المرحلة الجديدة، وفرصة للأحزاب أن تعبر عن برامجها وفرصة أيضاً للاستماع لمقترحات ممثلى المجتمع المصرى بكافة فئاته ومؤسساته، كما يخلق الحوار جبهة داخلية قوية تشارك فى مواجهة التحديات التى تعرض لها الدولة المصرية فى كافة المجالات، كما يضع أسس وآليات تضمن مجالاً عاماً وآمناً ومستقراً ويضع الحلول لمشكلات الفئات والطبقات كافة من خلال آليات التفاوض الاجتماعى، ووضع أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة.
أهمية دور الأحزاب فى المرحلة الحالية تتركز فى أنها القاطرة التى تقود العملية السياسية إلى منطقة العمل الجاد لمواجهة كافة التحديات ووحدة الصف للقضاء على الإرهاب ودحره، بالإضافة إلى مساندة الدولة، خاصة الجيش والشرطة، كما تؤدى مشاركة الأحزاب عن طريق التعبير عن برامجها إلى صنع القرار الإيجابى الذى يعظّم مفاهيم الديمقراطية وتعظيم الدخل القومى وتقليل عجز الموازنة لخلق المزيد من فرص العمل والقضاء على البطالة.
لا شك أن الحوار الوطنى يحمل بشرى لكل المصريين فى أن يؤدى إلى مزيد من الخير للشعب المصرى الذى لا يألو جهداً فى الوقوف خلف الوطن فى كل معاركه، وهو رسالة قوية من الرئيس إلى الشعب وإلى كل دول العالم، بأن الشعب المصرى على قلب رجل واحد من أجل الخروج بالوطن من أزماته، وتحقيق المزيد من التنمية الشاملة بمفهوم علمى يواكب التحديات الداخلية والخارجية، وتحقيق الازدهار لمصر، فكل الأحزاب والقوى الوطنية مطالبة بتسخير إمكانياتها لإنجاح الحوار وتحقيق الغاية منه.