عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

العرض الذى قدمه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل، إلى جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، خلال زيارته إلى بلادها فى العاشر من هذا الشهر، يقول إن قضية فلسطين هى قضية لا صاحب لها.. فماذا قدم ولماذا هى قضية بلا صاحب؟

لقد ذهب إلى روما وهو عارف بأن الطليان يواجهون نقصًا فى الطاقة، بعد أن منعها عنهم وعن أوربا كلها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ولأن نتنياهو يعرف ذلك، فإنه لم يتردد فى توظيف هذه الحاجة لدى الحكومة الايطالية لصالح بلاده.

وكان عرضه يتلخص فى أنه مستعد لتوريد الغاز إلى ايطاليا بسعر رخيص، ولكنه فى مقابل يطلب أن تعترف روما بضم القدس الشرقية لتصبح هى والقدس الغربية شيئًا واحداً، وتصبح القدس الموحدة عاصمة للدولة العبرية.. وهو بهذا الأسلوب قد ذهب يقايض الايطاليين على الطريقة القديمة فى المقايضة.

ورغم أن حكومة ميلونى لم ترد على العرض فى لحظتها، إلا أنها فى الغالب سوف تفكر فى الأمر، وسوف تحسب ما فى الموضوع من ربح وخسارة، وسوف تجد نفسها واقعة تحت ضغط حاجتها إلى الغاز، وسوف لا تنسى أن العرض المقدم لها عرض خاص.

وفى انتظار الرد الايطالى سوف يكون علينا أن ننتبه إلى أن رئيس وزراء اسرائيل لم يذهب ليطلب نقل سفارة ايطاليا من تل أبيب إلى القدس كما جرت العادة، ولكنه يطلب الموافقة على ضم القدس الشرقية نفسها التى هى أساس حل الدولتين الشهير.

فليس فى العالم دولة تقريباً، إلا وترى أن هذا الحل هو الحل الوحيد، وأنه السبيل لاستقرار هذه المنطقة، وأنه لا حل آخر سوف يوفر استقرارها.. ومع ذلك.. فرئيس وزراء اسرائيل ينسفه علناً، ويقوض الأساس الذى لا يقوم الحل إلا عليه.

وليس سرًا أن المبادرة العربية التى جرى طرحها فى القمة العربية فى بيروت ٢٠٠٢، لا تقوم بدورها إلا على هذا الحل، الذى لا يقوم بدوره أيضًا إلا على دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بجانب الدولة العبرية، وعاصمتها القدس الشرقية.

يذهب نتنياهو ليعرض ما يعرضه دون حياء، وهو يفعل ذلك مع أنه بلا قضية، وفى المقابل ترى أصحاب القضية منقسمين بين الضفة الغربية فى شرق فلسطين، وبين قطاع غزة فى غربها، ثم ترى العرب غير قادرين على توظيف ورقة واحدة مما فى أيديهم لخدمة قضية فلسطين العادلة.