عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

 

 

كشف عمرو القاضى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، عن زيادة المعدلات السياحية فى مصر بنسبة 55% فى الربع المالى من العام الماضى قياسا بالعام الذى قبله؛ وكذلك تتوقع مؤشرات سياحية عالمية عن وصول عدد الزائرين لمصر حوالى 52 مليون سائح حتى عام 2026.

 ورغم تلك الأرقام المتفائلة والترويج السياحى الذى ننفق عليه مليارات الجنيهات إلا أننا لم نصل إلى المعدل السياحى المطلوب مقارنة بالدول الأقل منا سياحيا؛ والأغرب من ذلك أن البنية السياحية فى أزهى حالاتها من طرق ومطارات وقرى فندقية؛ إلا أنه ما زال السائح أسير الغردقة وشرم الشيخ فقط محبوسا بين البحر والفندق حتى يعود من رحلته التى تنظمها الشركات الاجنبية دون أن تشمل برامجها المعالم الثقافية والأثرية والبيئية والنيلية للعديد من المدن المصرية الأخرى التى تمتلك مقومات سياحية عديدة.

وحتى لا نخدع أنفسنا فلن تأتى سياحة فى ظل تفرق دم السائح بين أكثر من جهة بدلا من أن يكون فى يد وزارة السياحة فقط التى تستقبله وترعاه حتى يعود إلى بلاده؛ فهناك تاكسى المطار الذى يستغله بعيدا عن الليموزين السياحى الذى يجب أن يكون جاهزا لاستقباله؛ وهناك أتوبيس المحليات الذى يحيطه الأمن من كل اتجاه وكأن السائح مهدد منذ لحظة وصوله؛ ناهيك عن التعامل معه بلا لغة أو ثقافة أو حسن استقبال أو معرفة بتاريخ البلد القادم منها؛ رغم وجود شباب محترف يريد أن يجد فرصة للاقتراب من هذه المهنة التى تدر عائدا كبيرا على المؤهلين للعمل بها.

بصراحة نحن بحاجة إلى ترويج سياحى حديث بعيدا عن التنورة وجمل الصحراء من خلال الدعاية الرقمية وعالم الديجيتال والسوشيال ميديا بفيديوهاته المتعددة؛ الذى يستطيع أن يبرز فيديو واحدا فى خمس دقائق دعاية رائجة لمدينة سياحية فشلت فى ترويجها الدعاية التقليدية.

وفى هذا الإطار أين قوتنا الناعمة من دراما تلفزيونية وأفلام سينمائية ومسلسلات تبرز الوجه الحضارى لمدننا المصرية؛ على غرار الدراما التركية التى نشرت سياحتها فى العديد من بلدان العالم؛ وتأتى بعد ذلك المؤتمرات العلمية والاقتصادية والمعارض الإقليمية والدولية والتى تعتبر دعاية مباشرة لبلادها خلال فترة انعقادها فى العواصم العالمية.

وأخيرا نحن نمتلك مقاصد سياحية متنوعة أثرية وبيئية ونيلية وعلاجية وتاريخية فى مختلف المدن المصرية؛ تشهد على عظمة تاريخنا وثراء حضارتنا؛ وإذا كانت الدولة قد مهدت البنية السياحية ووفرت الإرادة الرسمية للنهوض بالسياحة؛ فأين الدجاجة التى تبيض ذهبا على أرضنا؟.