رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

قانون مجلس الشورى فى أول انتخابات جرت عام 1980، تضمن قيام رئيس الجمهورية بتعيين ثلث الأعضاء وانتخاب الثلثين، وفكر الرئيس السادات بأن يشمل التعيين بعض رموز الفن والسياسة والشخصيات العامة ليكونوا إضافة للمجلس للاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم، وأول مَن فكر فيهم السادات للتعيين من الفنانين كان الفنان الراحل محمود المليجى وبعد وفاة المليجى خلفه فى عضوية المجلس الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب الذى جاء تعيينه بقرار من الرئيس مبارك عام 1983.

الفنان محمد عبدالوهاب، كان معروفاً بإجادته للغة العربية، وكان من أمهر المتحدثين بها فى حياته العادية، كما أنه كان يتمتع بروح الدعابة حتى فى وقت جلسات مجلس الشورى، ومن طرائفه أنه كان يوم بداية دورة برلمانية جديدة بمجلس الشورى، ومن التقاليد البرلمانية المنصوص عليها فى اللائحة أن يتولى رئاسة الجلسة الافتتاحية أكبر الأعضاء سناً ويعاونه أصغر عضوين لحين اختيار رئيس ووكيلين منتخبين.

«عبدالوهاب» كان دائماً حريصاً على إخفاء تاريخ ميلاده الحقيقى ولكن انكشف المستور عندما قامت الأمانة العامة لرئاسة الجلسة الافتتاحية المعروفة بجلسة الإجراءات بصفته أكبر الأعضاء سناً، وكادت تحدث أندر المفارقات بتولى الموسيقار محمد عبدالوهاب رئاسة مجلس الشورى لجلسة واحدة، ولكن وقف الموسيقار بقامته المنتصبة رغم سنوات عمره التى تجاوزت الثمانين متحدثاً بصوته الذى لا تخطئه الأذن سواء كان غناء أو حديثاً قائلاً: أتنازل عن هذا الشرف لمن يلينى سناً من الزملاء أعضاء المجلس الموقر، لينادى الأمين العام للمجلس على أحد الأعضاء ليخرج من بين المقاعد شيخ  مسن منحنى الظهر أشيب الشعر، مَن يراه يظن أنه يفوق عبدالوهاب عمراً، ولكن الحقيقة أنه يصغره بأعوام.

وتكرر هذا الموقف فى فترة رئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمى لمجلس الشورى، حيث نودى على الأستاذ توفيق الحكيم لرئاسة الجلسة بصفته أكبر الأعضاء سناً فى وجود عبدالوهاب فقال الحكيم: هو أكبر منى وضجت القاعة بالضحك فأوضح «عبدالوهاب» موقفه قائلاً: شهادة ميلادى تقول إننى من مواليد 1910، وبينما شهادة ميلاد أستاذنا توفيق الحكيم تقول إنه من مواليد القرن الثانى عشر، فأى منا يكون أكبر من الثانى؟.

رد الحكيم على كلام عبدالوهاب: إننى أعلم أنك من مواليد 1901 وليس 1910، وبسرعة أجاب عبدالوهاب قائلاً: لقد كان هذا خطأ الموظف الذى حرر شهادة الميلاد فبدلاً من أن يضع الصفر فى الخارج وضعه فى الداخل ولكننى صححت ما وقع فيه الموظف من خطأ.

وتوالى تمثيل الفنانين فى مجلس الشورى حيث تم تعيين الفنانة القديرة أمينة رزق وكانت عضواً فى لجنة الخدمات، ولم تطلب الكلمة ولم تشارك بالرأى وكانت تقول إنها تعتبر نفسها تلميذة تتعلم من الأساتذة القدامى فى المجلس وكانت أمينة رزق فى هذه الفترة قد تعدى عمرها الثمانين، لكنها كانت خجولة بعيداً عن كاميرا التمثيل الفنى فى المسلسلات والأفلام.

ثم جاءت الفنانة مديحة يسرى فى دورة أخرى لمجلس الشورى وكانت تحضر لجنة الثقافة والإعلام، ولم يتم تجديد تعيينها فى المجلس التالى، وتقريباً لم تكن على علم باستبعادها أو أنها نسيت وحضرت إلى جلسة الإجراءات الجديدة لأداء اليمين الدستورية، وجلست فى القاعة وشاهدتها أنا كاتب السطور، وراجعت أسماء المعينين فلم تكن من بينهم، وأخطرت الأمين العام الذى تحدث معها باحترام وأدب شديد، وطلب منى عدم الحديث عن هذا الموقف، حتى لا تتعرض مديحة يسرى للحرج، وهى خارجة واصطحبها إلى مكتبه ثم ودعها إلى سيارتها! وكان يبدو على وجهها الاستياء ولكنه تقريباً من الموقف العارض الذى واجهته فى الجلسة وليس من عدم تجديد تعيينها!