رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

‏استيقظ العالم أجمع على فاجعة قلبت الموازين، وأدمت القلوب، وهزت العروش، وبثت الرعب، وأبادت البشر، والحجر، والزرع وكل ما يحيط بهم كارثة زلزال تركيا وسورية، خلفت وراءهما ٣٧ ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، ومازالت الأعداد مرشحة للزيادة فى ظل طقس سيى وركام هائل، يعوق عمل فرق الانقاذ والاغاثة.

‏ولم يقتصر الأمر على حالات الوفاة والاصابات فقط، ولكن الأمر طال كل شىء، فطبقا للبيانات الصادرة من منظمة الصحة العالمية، ان من تأثروا بالزلزال ما يقرب من ٢٦ مليون شخص، وأصدرت نداء عاجلًا منذ أيام قليلة لجمع 42.8 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الصحية العاجلة.

‏ولكن ما أصابنا بالاحباط والضيق هو موقف الاتحاد الأوروبى وأمريكا تجاه الدولتين الجارتين، والذى بدا واضحا منذ بداية وقوع الزلزال المدمر، من خلال اتصال هاتفى أجرته فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

‏أعربت فيه عن أعمق تعازيها وتعازى الاتحاد الأوروبى، على الخسائر الكارثية فى الأرواح والمبانى، ودعت إلى وقوف المفوضية الأوروبية إلى جانب الشعب التركى مع دعم واسع النطاق تم تقديمه بسرعة كبيرة فى أعقاب الزلزال المدمر، رغم ان تركيا ليست عضوا فى الاتحاد الأوروبى، ومازال طلبها للانضمام معلقا حتى الآن، مع العلم ان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هاجم الاتحاد الأوروبى عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية منذ عام تقريبا، واندهش اردوغان من عدم ابداء الاتحاد الأوروبى نفس الحساسية التى أظهرها تجاه عضوية كييف، فى تعامله مع الطلب التركى بالانضمام إلى التكتل وقال: «هل ستضعون تركيا على جدول أعمالكم عندما يهاجمنا أحد أيضًا؟» وواصل عتابه وهجومه على الاتحاد الأوروبى عندما تم التصفيق للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى البرلمان الأوروبى قائلاً هذا جيد جدًا ولكن تركيا لن تنتظر كارثة». حتى تقفوا لها مثل هذا الموقف، وكأن اردوغان كان يتوقع هذا الزلزال الكارثى، أما الوضع فى سوريا فقد بدا مختلفا واكتفت أمريكا ومعها الاتحاد الأوروبى ببث تصريحات جوفاء منزوعة الرحمة، وأسندوا ادارة هذا الملف إلى الامم المتحدة، الذى وصفها محتجون فى شمال غربى سوريا ومعهم العشرات من أعضاء منظمات إنسانية محلية والدفاع المدنى السورى، ومنظمات المجتمع المدنى بأن ما قامت به الأمم المتحدة هو التخاذل بعينه، وعدم الاستجابة للكارثة التى حلت بمناطقهم جراء الزلزال؛ بحجة التزام المجتمع الدولى بتنفيذ العقوبات على سوريا.

وقد تكررت نفس الاحتجاجات عند معبر باب الهوى الحدودى مع تركيا، حيث تجمع محتجون ورفعوا لافتات كتب عليها «الأمم المتحدة، خذلانكم قتل أبناءنا»، و«سقوط الأمم المتحدة أخلاقيا فى سوريا» ويعلق الكاتب البريطانى ديفيد هيرست على هذا الموقف، قائلا: إن زلزال تركيا وسوريا كشف عن الوجه الحقيقى لأوروبا والغرب عموما، وأثبت للعالم أن الغرب مهتم بالتدمير والحرب أكثر من اهتمامه بالتعمير.

وأوضح هيرست -فى مقال له بموقع «ميدل إيست آى»- أن هذا الزلزال المدمر وفّر فرصة للغرب ليظهر للعالم أنه قادر على إعادة البناء مثل قدرته على التدمير، وعلى توفير قيادة أخلاقية وإنسانية لملايين الناس، لكن هذه الفرصة ضاعت بسبب أن الغرب الآن «مهتم بالحرب فى أوكرانيا أكثر من أى شىء آخر».

ونتمنى ان تضع شعوب منطقتنا العربية هذه الازدواجية نصب اعينها، لتعلم ان من تغطى بالغرب مازال عريانا، وان شعارات الرحمة والانسانية وحقوق الإنسان لشعوبهم فقط، أما شعوبنا فى الحروب والكوارث فجميعنا فى الهم سواء.